الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء و المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين

أهلا وسهلا بكم

إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التفضل بزيارة صفحة التعليمات كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل ، إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، أما إذا رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة القسم الذي ترغب أدناه.

عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه - قال: سمعت رسول الله يقول: "إن إبليس قال لربه: بعزتك وجلالك لا أبرح أغوي بني آدم مادامت الأرواح فيهم - فقال الله: فبعزتي وجلالي لا أبرح أغفر لهم ما استغفروني"



اللّهم طهّر لساني من الكذب ، وقلبي من النفاق ، وعملي من الرياء ، وبصري من الخيانة ,, فإنّك تعلم خائنة الأعين ,, وما تخفي الصدور

اللهم استَخدِمني ولاَ تستَبدِلني، وانفَع بيِ، واجعَل عَملي خَالصاً لِوجهك الكَريم ... يا الله


اللهــم اجعل عملي على تمبـلر صالحاً,, واجعله لوجهك خالصاً,, ولا تجعل لأحد فيه شيئاً ,, وتقبل مني واجعله نورا لي في قبري,, وحسن خاتمة لي عند مماتي ,, ونجاةً من النار ومغفرةً من كل ذنب

يارب يارب يارب

    KEMASKINI

    _

    _
    ALLAHUMMA YA ALLAH BERIKANLAH KEJAYAAN DUNIA AKHIRAT PADAKU , AHLI KELUARGAKU DAN SEMUA YANG MEMBACA KARYA-KARYA YANG KUTULIS KERANA-MU AAMIIN YA RABBAL A'LAMIIN “Ya Allah, maafkanlah kesalahan kami, ampunkanlah dosa-dosa kami. Dosa-dosa kedua ibu bapa kami, saudara-saudara kami serta sahabat-sahabat kami. Dan Engkau kurniakanlah rahmatMu kepada seluruh hamba-hambaMu. Ya Allah, dengan rendah diri dan rasa hina yang sangat tinggi. Lindungilah kami dari kesesatan kejahilan yang nyata mahupun yang terselindung. Sesungguhnya tiadalah sebaik-baik perlindung selain Engkau. Jauhkanlah kami dari syirik dan kekaguman kepada diri sendiri. Hindarkanlah kami dari kata-kata yang dusta. Sesungguhnya Engkaulah yang maha berkuasa di atas setiap sesuatu.”

    تنبيه الغافلين : ما جاء في خوف اللَّه تعالى

    حدثنا الفقيه أبو جعفر حدثنا إسحاق بن عبد الرحمن القاري حدثنا الحارث بن أبي أسامة حدثنا داود بن المحبر عن ميسرة عن محمد بن زيد عن سعيد بن المسيب "أن عمر وأبي بن كعب وأبا هريرة رضي اللَّه تعالى عنهم دخلوا على رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم فقالوا يا رسول اللَّه من أعلم الناس؟ قال العاقل، قالوا يا رسول اللَّه من أعبد الناس؟ قال العاقل، قالوا يا رسول اللَّه من أفضل الناس؟ قال العاقل، قالوا يا رسول اللَّه أليس العاقل من نمت مروءته وظهرت فصاحته وجادت كفه وعظمت منزلته؟ فقال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم
    وإن كل ذلك لما متاع الحياة الدنيا والآخرة عند ربك للمتقين. العقل المتقي، وإن كان في الدنيا خسيسا دنيئا" يعني بالمتقي الذي يتقي اللَّه عز وجل ويتقي معاصيه. وروى عن مالك بن دينار رحمه اللَّه أنه قال: إذا عرف الرجل من نفسه علامة الخوف وعلامة الرجاء فقد تمسك بالأمر الوثيق، أما علامة الخوف فاجتناب ما نهى اللَّه عنه، وأما علامة الرجاء فالعمل بما أمر اللَّه به، وقيل: للرجاء والخوف علامتان: فعلامة الرجاء عملك لله بما يرضى، وعلامة الخوف اجتنابك ما نهى اللَّه عنه. حدثنا محمد بن الفضل بإسناده عن الشعبي رضي اللَّه تعالى عنه عن عبد اللَّه بن عباس رضي اللَّه تعالى عنهما أنه قال لعمر رضي اللَّه تعالى عنه حين طعن: يا أمير المؤمنين أسلمت حين كفر الناس، وجاهدت مع رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم حين خذله الناس، وتوفى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم وهو عنك راض، ولم يختلف عليك اثنان. وقتلت شهيدا، فقال عمر رضي اللَّه تعالى عنه: المغرور من غررتموه، والله لو أن لي ما طلعت عليه الشمس لافتديت به من هول المطلع. وعن الحسن البصري عن جابر رضي اللَّه نعالى عنه عن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم أنه قال" المؤمن بين مخافتين بين أجل قد مضى لا يدري ما اللَّه صانع به، وبين أجل قد بقى لا يدري ما اللَّه قاض فيه. فليتزود العبد من نفسه لنفسه، ومن دنياه لآخرته ومن حياته لموته، فوالذي نفس محمد بيده ما بعد الموت من مستعتب وما بعد الدنيا دار إلا الجنة او النار".
    وعن النبي صلى اللَّه عليه وسلم أنه قال: " قال اللَّه عز وجل وعزتي وجلالي إني لا أجمع على عبدي خوفين ولا أمنين: من خافني في الدنيا أمنته في الآخرة، ومن أمنني في الدنيا أخفته يوم القيامة". وروى عن عمار بن منصور رضي اللَّه تعالى عنهما قال: كنت تحت منبر عدي بن أرطأة، فقال ألا أحدثكم حديثا ما بيني وبين رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم إلا رجل واحد؟ قالوا نعم قال: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: " إن لله ملائكة في السماء السابعة سجودا منذ خلقهم اللَّه إلى يوم القيامة ترعد فرائضهم من مخافة الله، فإذا كان يوم القيامة رفعوا رؤوسهم وقالوا سبحانك ما عبدناك حق عبادتك". وروى عن أبي ميسرة أنه كان إذا اوى إلى فراشه قال: ليت
    أمي لم تلدني. فقالت له امرأته يا أبا ميسرة: إن اللَّه قد أحسن إليك وهداك إلى الإسلام، قال اجل، ولكن اللَّه قد بين لنا أنا واردون النار ولم يبين لنا أنا صادرون عنها. وعن الفضيل بن عياض رحمه اللَّه أنه قال: إني لا اغبط ملكا مقربا ولا نبيا مرسلا أليس هؤلاء يعتبون يوم القيامة إنما أغبط من لم يخلق. وقال حكيم من الحكماء: الحزن يمنع الطعام والخوف يمنع الذنوب والرجاء يقوّي على الطاعة وذكر الموت يزهد في الفضول.
    وروى عن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم أنه قال" إذا اقشعر قلب المؤمن من خشية اللَّه تعالى تحاتت عنه خطاياه كما يتحات من الشجرة ورقها". وسئل رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم " من آلك يا رسول الله؟ قال آلي كل مؤمن نقيّ إلى يوم القيامة.ألا إن أوليائي هم المتقون، ولا فضل لأحد منكم إلا بتقوى اللَّه عز وجل" وروى الربيع عن الحسن عن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم أنه قال: " ثلاث منجيات وثلاث مهلكات، فأما المهلكات: فشح مطاع، وهوى متبع، وإعجاب نفسه. وأما المنجيات: فالعدل في الرضا والغضب، والاقتصاد في الفاقة والغنى، وخشية اللَّه عز وجل في السر والعلانية". وذكر عن الربيع بن خيثم أنه كان لا يزال باكيا خائفا ساهرا بالليل: فلما رأت أمه ما به من الجهد نادته يا بني أقتلت قتيلا؟ قال نعم قالت فمن هو حتى نطلب العفو من أوليائه فوالله لو يعلمون ما نلقاه لرحموك؟ قال يا أماه قتلت نفسي.
    (قال الفقيه) رحمه الله: علامة خوف اللَّه تعالى يتبين في سبعة أشياء: أولها يتبين في لسانه فيمتنع لسانه من الكذب والغيبة وكلام الفضول، ويجعل لسانه مشغولا بذكر اللَّه تعالى وتلاوة القرآن ومذاكرة العلم. والثاني أن يخاف في أمر بطنه، فلا يدخل بطنه إلا طيبا حلالا ولا يأكل من الحلال مقدار حاجته. والثالث أن يخاف في أمر بصره فلا ينظر إلى الحرام ولا إلى الدنيا بعين الرغبة وإنما يكون نظره على وجه العبرة. والرابع أن يخاف في أمر يده فلا يمد يده إلى الحرام وإنما يمد يده إلى ما فيه طاعة اللَّه عز وجل. والخامس أن يخاف في أمر قدميه فلا يمشي في معصية الله. والسادس أن يخاف في امر قلبه فيخرج منه العداوة والبغضاء وحسد الإخوان ويدخل فيه النصيحة والشفقة للمسلمين. والسابع أن يكون خائفا فأمر طاعته فيجعل طاعته خاصة لوجه اللَّه تعالى ويخاف الرياء والنفاق، فإذا فعل ذلك فهو من الذين قال اللَّه فيهم {وَالآخِرَةُ عِنْدَ رَبِّكَ لِلْمُتَّقِينَ} وقال تعالى في آية أخرى {إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازاً} يعني نجاة وسعادة، وقال اللَّه تعال {إِنَّ المُتَّقِينَ فِي مَقَامٍ أَمِينٍ} وقد مدح اللَّه المتقين في كتابه في مواضع كثيرة وأخبر أنهم ينجون من النار. وقال تعالى {وَإِنْ مِنْكُمْ إِلا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْماً مَقْضِيّاً، ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيّاً}.
    (قال الفقيه) رحمه الله: حدثنا محمد بن محمد بن مندوسة حدثنا فارس بن مردويه حدثنا محمد بن الفضل حدثنا علي بن عاصم حدثنا يزيد بن هارون حدثنا الحريري عن أبي السائل عن غنيم عن ابن قيس عن أبي العوام قال: قال كعب الأحبار: أتدرون ما معنى قوله تعالى {وَإِنْ مِنْكُمْ إِلا وَارِدُهَا} قالوا ما كنا نرى ورودها إلا دخولها. قال لا ولكن ورودها أن يجاء بجهنم كأنها نتن إهالة وهو الودك حتى إذا استوت عليها أقدام الخلائق برهم وفاجرهم نادى مناد خذ أصحابك وذري أصحابي فتخسف بكل مولىّ لها وهي أعلم بهم من الوالد بولده وينجو المؤمنون ندية ثيابهم، وإن الخازن من خزنة جهنم معه عمود من حديد له شعبتان يدفع به الدفعة فيكب في النار سبعمائة ألف أو كما قال.
    وروى عن الحسن عن عمران بن الحصين قال "كنا مع رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم في مسبره فنزلت هذه الآية {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ} ثم قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم أتدرون أي يوم ذلك؟ قالوا اللَّه ورسوله أعلم. قال ذلك اليوم الذي يقول اللَّه لأدم قم فابعث بعث النار وبعث الجنة، فيقول آدم أي رب فما بعث النار وما بعث الجنة. فيقول اللَّه نعالى من كل ألف تسعمائة وتسع وتسعون في النار، وواحد في الجنة. فأنشأ القوم يبكون فقال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم إني لأرجو أن تكونوا ثلث أهل الجنة، فكبروا، ثم قال لم يكن نبيّ إلا كانت قبله جاهلية فيؤخذ العدد من الجاهلية فإن لم يكن كمل العدد من الجاهلية فيؤخذ من المنافقين، وما مثلكم في الأمم إلا كمثل الرقمة في ذراع الدابة أو كالشامة في جنب البعير، ثم قال إني لأرجو أن تكونوا ثلثي اهل الجنة، فكبروا ثم قال إن معكم لخليفتين ما كانتا في شيء إلا كثرتاه يأجوج ومأجوج ومن مات من كفرة الجن والإنس".وعن الحسن البصري رحمه اللَّه قال: لا يغرنك قول من يقول المرء مع من أحب فإنك لن تلحق الأبرار إلا بأعمالهم، فإن اليهود والنصارى واهل البدعة يحبون أنبياءهم وليسوا معهم.
    وعن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم أنه قال "من استوى يوماه فهو مغبون، ومن كان غده شرا من يومه فهو ملعون، ومن لم يكن في الزيادة فهو النقصان، ومن كان في النقصان فالموت خير له". وروى عن كعب الأحبار رضي اللَّه تعالى عنه أنه قال: إن لله تعالى دارا من زمردة أومن لؤلؤة فيها سبعون الف دار وفي كل دار سبعون ألف بيت لا ينزلها إلا نبي أو صديق أو شهيد أو إمام عادل او رجل محكم في نفسه، قيل وما المحكم في نفسه؟ قال الذي يعرض له الحرام فيتركه مخافة اللَّه عز وجل.
    (قال الفقيه) رحمه الله: سمعت أبي رحمه اللَّه يقول "كان رجل على عهد رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم يقال له حنظلة قال: كنا عند رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم فوعظنا موعظة رقت لها القلوب وذرفت منها العيون وعرفتنا أنفسنا، فرجعت إلى أهلي فدنت مني المرأة وجرى بيننا من حديث الدنيا فنسيت ما كنا عليه عند رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم وأخذنا في حديث الدنيا، ثم تذكرت ما كنت فيه فقلت في نفسي قد نافقت حين تحوّل عني ما كنت فيه من الخوف والرقة والحزن فخرجت فجعلت أنادي نافق حنظلة فاستقبلني أبو بكر الصديق رضي اللَّه تعالى عنه فقال: كلا لم تنافق يا حنظلة فدخلت على النبي صلى اللَّه عليه وسلم وأنا أقول نافق حنظلة نافق حنظلة، فقال كلا لم تنافق يا حنظلة، فقلت يا رسول اللَّه كنا عندك فوعظتنا موعظة وجلت منها القلوب وذرفت منها العيون وعرفتنا أنفسنا، فرجعت إلى أهلي فأخذنا في حديث إلينا ونسيت ما كنا عندك عليه، فقال يا حنظلة إنكم لو كنتم على تلك الحالة لصافحتكم الملائكة في الطريق وزارتكم في دوركم وعلى فراشكم، ولكن يا حنظلة ساعة فساعة" وروى عن عائشة رضي اللَّه تعالى عنها أنها قالت "سألت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم عنى قول اللَّه تعالى {وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ} الآية، أهم الذين يعملون بالمعاصي ويخافون؟ قال لا، ولكن هم الذين يعملون بالطاعة ويخافون أن لا تقبل منهم".
    (قال الفقيه) رحمه الله: من عمل الحسنة يحتاج إلى أربعة أشياء، فما ظنك بمن يعمل السيئة: أولها خوف القبول لأن اللَّه تعالى قال {إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّه مِنْ المُتَّقِينَ} والثاني خوف الرباء لأن اللَّه تعالى قال {وَمَا أُمِرُوا إِلا لِيَعْبُدُوا اللَّه مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ} الآية، والثالث خوف التسليم والحفظ لأن اللَّه تعالى قال {مَنْ جَاءَ بِالحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا} والرابع خوف الخذلان في الطاعة لأنه لا يدري أنه هل يوفق لها أم لا، لقول اللَّه تعالى {وَمَا تَوْفِيقِي إِلا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ}.
    باب ما جاء في ذكر اللَّه تعالى
    (قال الفقيه) أبو الليث رحمه الله:حدثنا أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد حدثنا فارس ابن مردوية حدثنا محمد بن الفضل حدثنا أبو أسامة عن عبد الحميد بن جعفر حدثنا صالح بن أبي عمر عن كثير بن مرة قال:سمعت أبا الدرداء رضي اللَّه تعالى عنه يقول:قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم "ألا أنبئكم بخير أعمالكم وأزكاها عند مليككم وأرفعها في درجاتكم وخير لكم من إنفاق الذهب والورق: وخير لكم من أن تلقوا عدوّكم فتضربوا أعناقهم ويضربوا أعناقكم؟ ذكر الله" قال: حدثنا محمد بن الفضل حدثنا محمد بن جعفر حدثنا إبراهيم بن يوسف قال:حدثنا أبو معاوية عن الحجاج عن أبي جعفر أن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم قال "اشد الأعمال ثلاثة: إنصاف الرجل من نفسه، ومواساة الأخ في المال، وذكر اللَّه تعالى"
    وروى عن معاذ بن جبل رضي اللَّه تعالى عنه انه قال:ما عمل ابن آدم عملا أنجى له من عذاب اللَّه تعالى من ذكر اللَّه عز ّوجل، قيل ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: ولا الجهاد في سبيل اللَّه لأن
    الله تعالى يقول _ ولذكر اللَّه أكبر_. وعن الحسن البصري قال "قيل يا رسول اللَّه أي العمل افضل؟ أن تموت ولسانك رطب بذكر الله" وقال مالك بن دينار رحمه الله:من لم يأنس بحديث اللَّه عز وجل عن حديث المحلوقين فقد قلّ عمله وعمى قلبه وضيع عمره. وروى انس بن مالك رضي اللَّه تعالى عنه عن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم انه قال "ذكر اللَّه علم الإيمان، وبراءة من النفاق، وحصن من الشيطان، وحرز من النار".
    وروى وهب بن منبه عن ابن عباس رضي اللَّه تعالى عنهما انه قال "لما بعث اللَّه يحي ابن زكريا عليهم السلام إلى بني إسرائيل أمره بأن يأمرهم بخمس خصال، ويضرب لهم بكل خصلة مثلاً: أمرهم أن يعبدوا اللَّه ولا يشركوا به شيئا وضرب لهم مثلاً، فقال مثل الشرك كمثل رجل اشترى عبدا من خالص ماله ثم اسكنه دارا وزوّجه جارية له ودفع إليه مالا وأمره أن يتجر فيه ويأكل منه ما يكفيه ويؤدي إليه فضل الربح، فعمد العبد إلى فضل ربحه فجعل يعطيه لعدوّ سيده ويعطي لسيده منه شيئا يسيراً فأيكم يرضى بمثل هذا العبد؟ وأمرهم بالصلاة وضرب لهم مثلاً فقال مثل الصلاة كمثل رجل استأذن على ملك من الملوك فأذن له فدخل عليه فأقبل الملك عليه بوجهه ليسمع مقالته ويقضي حاجته فجعل يلتفت يمينا وشمالاً ولم يهتم لقضاء حاجته فأعرض عنه الملك ولم يقضي حاجته. وأمرهم بالصيام وضرب لهم مثلاً فقال مثل الصائم كمثل رجل لبس جبة للقتال وأخذ سلاحه فلم يصل إليه عدوّه ولم يعمل فيه سلاح عدوّه وأمرهم بالصدقة وضرب لهم مثلا فقال مثل الصدقة كمثل رجل أسره العدوّ فاشترى منه نفسه بثمن معلوم فجعل يعمل في بلادهم ويؤدي إليهم من كسبه من القليل والكثير حتى فدى نفسه منهم فعتق وفك منهم رقبته. وأمرهم بذكر اللَّه وضرب لهم مثلاً فقال مثل الذكر كمثل قوم لهم حصن وبقربهم عدو فجاءهم عدوّهم فدخلوا حصنهم وأغلقوا عليهم بابه فحصنوا أنفسهم من العدوّ،ثم قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه
    وسلم وأنا آمركم بهذه الخصال الخمس التي أمر اللَّه تعالى بهن يحيى عليه الصلاة والسلام. وآمركم بخمس خصال أخرى امرني اللَّه تعالى بهن: عليكم بالجماعة، والسمع والطاعة، والهجرة، والجهاد. ومن دعا بدعاء الجاهلية فهو خشب في قعر جهنم "وعن عبد اللَّه ابن عمير قال: من قال الحمد لله تفتح له أبواب السماء،والتكبير يملا ما بين السماء والأرض والتسبيح لله تعالى لا ينتهي إلى ثوابه علم أحد دون اللَّه تعالى،قال اللَّه تعالى "إذا ذكرني عبدي في نفسي ذكرته في نفس " وإذا ذكرني وحده ذكرته وحدي،وإذا ذكرني في ملأ ذكرة أحسن منه وأكرم" وقال: "ما من عبد يضع جنبه على الفراش فيذكر اللَّه تعالى فيدركه النوم وهو كذلك إلا كتب ذاكرا إلى أن يستيقظ ".
    (قال الفقيه) رحمه الله: الذكر من اللَّه عز وجل ّالعفو والمغفرة، فإذا ذكر العبد
    لله تعالى ذكره اللَّه تعالى بالمغفرة،وذكر عن عليّ بن أبي طالب رضي اللَّه تعالى عنه أنه قال: الذكر بين الذكرين، ولإسلام بين السيقين، والذنب بين الفرضين، وإنما أراد بقوله"الذكر بين الذكرين" يعني أن العبد لا يقدر على ذكر اللَّه تعالى ما لم يذكره اللَّه تعالى بالتوفيق وإذا ذكر اللَّه تعالى بالمغفرة، ومعنى قوله"الإسلام بين السيفين" يعني يقاتل حتى يسلم ثم إذا رجع عن الإسلام يقتل، ومعنى قوله"الذنب بين الفرضين" يعني فرض عليه أن لا يذنب فإذا أذنب فرض عليه أن يتوب. وروى عن ابن عباس رضي اللَّه تعالى عنهما في قوله_من شر الوسواس الخناس_ قال: هو الشيطان نائم على القلب فإذا ذكر اللَّه تعالى خنس فإذا غفل وسوس. وعن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم أنه قال "لكل شيء صقال وصقال القلب ذكر اللَّه تعالى". وعن إبراهيم النخعي أنه قال: إذا دخل الرجل بيته فسلم قال الشيطان لا مقيل، يعني لم يبقى لي ههنا موضع قرار، وإذا أتى بطعام فذكر اللَّه تعالى قال الشيطان لا مقيل ولا مطعم ولا مشرب، فيخرج خائبا. وعن عائشة رضي اللَّه تعالى عنها أن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم قال "إذا أكل أحدكم طعاما فليقل بسم الله، فإن نسى في أوله فليقل في آخره". وعن ابن مسعود رضي اللَّه تعالى عنه أنه قال: إذا أكل أحدكم طعاما ولم يقل بسم اللَّه أكل الشيطان معه، وإذا ذكر اسم اللَّه تعالى منع الشيطان من بقية طعامه وتقيأ ما أكل واستأنف طعاما جديدا.
    (قال الفقيه) رحمه اللَّه تعالى: قال حدثنا الفقيه أبو جعفر قال حدثنا أحمد بن محمد قال حدثنا نصر بن يحيى قال حدثنا أبو مطيع عن الربيع بن بدر عن أبي محمد، وكان أبو محمد رجلا من أصحاب أنس بن مالك رضي اللَّه تعالى عنه "قال إبليس لربه أي رب جعلت لبني آدم بيوتا يذكرونك فيها فما بيتي؟ قال الحمام،قال فجعلت لهم مجالس فما مجلسي؟ قال السوق، قال فجعلت لهم قراءة فما قراءتي؟ قال الشعر، قال فجعلت لهم حديثا فما حديثي؟ قال الكذب، قال فجعلت لهم أذانا فما أذاني؟ قال المزمار، قال فجعلت لهم رسلا فما رسلي؟ قال الكهنة، قال فجعلت لهم كتابا فما كتابي؟ قال الوشم، قال فجعلت لهم مصائد فما مصائدي؟ قال النساء، قال فجعلت لهم طعاما فما طعامي؟ قال ما لم يذكر عليه اسمي، قال فجعلت لهم شرابا فما شرابي؟ قال كل مسكر" وعن الفضيل بن عياض رضي اللَّه تعالى عنه أنه قال: جاء رجل فقال أوصني بشيء فقال له فضيل: احفظ عني خمسا. أوّلها أن ما أصابك من شيء فقل ذلك بقضاء اللَّه تعالى حتى تدفع الملامة عن الخلق. والثاني احفظ لسانك لينجو كل الخلق منك وأنت تنجو من عذاب اللَّه تعالى. والثالث صدق ربك بما وعدك من الرزق حتى تكون مؤمنا. والرابع استعدّ للموت حتى لا تموت غافلا. والخامس اذكر اللَّه كثيرا حيثما كنت حتى تكون محصنا من جميع السيئات.
    وذكر عن إبراهيم بن أدهم أنه رأى رجلاً يحدث بشيء من كلام الدنيا فوقف عليه وقال أهذا كلام ترجو فيه الثواب؟ فقال الرجل لا، قال أفتأمن فيه العقاب؟ قال لا، قال فما تصنع بكلام لا ترجو فيه ثوابا ولا تأمن فيه عقابا؟ عليك بذكر اللَّه تعالى. قال كعب الأحبار رضي اللَّه تعالى عنه: إنا نجد في كتاب اللَّه تعالى في المنزل على أنبيائه: إن اللَّه تعالى يقول "من شغله ذكى عن مسألتي أعطيته فوق ما أعطى السائلين" وقال فضيل بن عياض رضي اللَّه تعالى عنه: إن البيت الذي يذكر فيه اسم اللَّه تعالى يضيء أهل السماء كما يضيء المصباح لأهل البيت المظلم، وإن البيت الذي لا يذكر فيه اسم اللَّه تعالى يظلم على أهله. وروى في الخبر أن موسى عليه السلام قال: يا رب كيف لي أن أعلم من أحببت ممن أبغضت؟ قال يا موسى إني إذا أحببت عبدا جعلت فيه علامتين، قال يارب وما هما؟ قال ألهمه ذكرى لكي أذكره في ملكوت السموات والأرض، وأعصمه على محارمي وسخطي كي لا يحل عليه عذابي ونقمتي، يا موسى وإني إذا أبغضت عبدا جعلت فيه علامتين، قال يا رب وما هما؟ قال أنسيه ذكري وأخلي بينه وبين نفسه لكي يقع في محارمي بسخطي فيحلّ عليه عذابي ونقمتي.
    وروى أبو المليح عن أبيه "أن رجلاً من أصحاب النبي صلى اللَّه عليه وسلم كان رديفه على دابة فعثرت بهما الدابة فقال الرجل تعس الشيطان فقال النبي صلى اللَّه عليه وسلم لا تقل تعس الشيطان فإنه عند ذاك يتعاظم حتى يكون ملء البيت ولكن قل بسم اللَّه فإنه يصغر عند ذلك حتى يكون مثل الذباب" وروى داود بن قيس رضي اللَّه تعالى عنه عن نافع عن جبير أن النبي صلى اللَّه عليه وسلم قال "كفارة المجلس إذا أراد أحدكم أن يقوم من مجلسه أن يقول سبحانك اللهم وبحمدك وأشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك، فإن كان مجلس ذكر كان كالطابع عليه إلى يوم القيامة وإن كان مجلس لغو كان كفارة لما قبله" قال:حدثنا أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد بن واسع قال: قدمت مكة فلقيت أخا سالم بن عبد اللَّه يحدث عن أبيه عن جده عن عمر بن الخطاب رضي اللَّه تعالى عنه أن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم قال "من دخل السوق فقال لا إله إلا اللَّه وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو حيّ لا يموت بيده الخير وهو على كل شيء قدير كتب اللَّه له ألف ألف حسنة ومحا عنه ألف ألف سيئة ورفع له ألف ألف درجة" قال: فقدمت خراسان فأتيت قتيبة بن مسلم فقلت قد أتيتك بهدية فحدثته بالحديث فكان قتيبة يركب في موكب حتى يأتي السوق فيقول بهذه الكلمات ثم ينصرف.
    (قال الفقيه) رحمه الله: اعلم أن ذكر اللَّه تعالى أفضل العبادات لأن اللَّه تعالى جعل لسائر العبادات مقدار وجعل لها أوقاتاً ولم يجعل لذكر اللَّه تعالى مقدار ولا وقتا وأمر بالكثرة بغير مقدار وهو قوله تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّه ذِكْراً كَثِيراً} يعني اذكروه في جميع الأحوال، وتفسير الذكر في الأحوال كلها أن العبد لا يخلو من أربعة
    أحوال: إما أن يكون في الطاعة، أو في المعصية، أو في النعمة، أو في الشدة، فإن في الطاعة فينبغي أن يذكر اللَّه تعالى بالتوفيق ويسأل منه القبول، وإن كان في المعصية فينبغي أن يدعو اللَّه بالامتناع ويسأله التوبة، وإن كان في النعمة يذكره بالشكر، وإن كان في الشدة يذكره بالصبر.واعلم أن في ذكر اللَّه تعالى خمس خصال محمودة، أولها أن فيه رضا اللَّه تعالى، والثاني أنه يزيد في الحرص على الطاعات، والثالث أن فيه حرزا من الشيطان إذا كان ذاكرا اللَّه تعالى، والرابع أن فيه رقة القلب، والخامس أن يمنعه من المعاصي. 
    Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...

    SOLIDARITI MENERUSKAN PERJUANGAN

    INI ZAMANNYA