الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء و المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين

أهلا وسهلا بكم

إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التفضل بزيارة صفحة التعليمات كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل ، إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، أما إذا رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة القسم الذي ترغب أدناه.

عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه - قال: سمعت رسول الله يقول: "إن إبليس قال لربه: بعزتك وجلالك لا أبرح أغوي بني آدم مادامت الأرواح فيهم - فقال الله: فبعزتي وجلالي لا أبرح أغفر لهم ما استغفروني"



اللّهم طهّر لساني من الكذب ، وقلبي من النفاق ، وعملي من الرياء ، وبصري من الخيانة ,, فإنّك تعلم خائنة الأعين ,, وما تخفي الصدور

اللهم استَخدِمني ولاَ تستَبدِلني، وانفَع بيِ، واجعَل عَملي خَالصاً لِوجهك الكَريم ... يا الله


اللهــم اجعل عملي على تمبـلر صالحاً,, واجعله لوجهك خالصاً,, ولا تجعل لأحد فيه شيئاً ,, وتقبل مني واجعله نورا لي في قبري,, وحسن خاتمة لي عند مماتي ,, ونجاةً من النار ومغفرةً من كل ذنب

يارب يارب يارب

    KEMASKINI

    _

    _
    ALLAHUMMA YA ALLAH BERIKANLAH KEJAYAAN DUNIA AKHIRAT PADAKU , AHLI KELUARGAKU DAN SEMUA YANG MEMBACA KARYA-KARYA YANG KUTULIS KERANA-MU AAMIIN YA RABBAL A'LAMIIN “Ya Allah, maafkanlah kesalahan kami, ampunkanlah dosa-dosa kami. Dosa-dosa kedua ibu bapa kami, saudara-saudara kami serta sahabat-sahabat kami. Dan Engkau kurniakanlah rahmatMu kepada seluruh hamba-hambaMu. Ya Allah, dengan rendah diri dan rasa hina yang sangat tinggi. Lindungilah kami dari kesesatan kejahilan yang nyata mahupun yang terselindung. Sesungguhnya tiadalah sebaik-baik perlindung selain Engkau. Jauhkanlah kami dari syirik dan kekaguman kepada diri sendiri. Hindarkanlah kami dari kata-kata yang dusta. Sesungguhnya Engkaulah yang maha berkuasa di atas setiap sesuatu.”

    تنبيه الغافلين : الزجر عن شرب الخمر

    (قال الفقيه) أبو الليث السمرقندي رحمه اللَّه تعالى: حدثنا محمد بن الفضل قال: حدثنا محمد بن جعفر قال: حدثنا إبراهيم بن يوسف: أنبأنا إسماعيل بن علية عن الليث عن عبد اللَّه قال: قال عبد اللَّه بن عمر رضي اللَّه تعالى عنهما: يجاء بشارب الخمر يوم القيامة مسودّ وجهه مزرقة عيناه مدلعا لسانه على صدره يسيل لعابه
    يستقذره كل من يراه من نتن رائحته، لا تسلموا على شربة الخمر ولا تعودوهم إذا مرضوا ولا تصلوا عليهم إذا ماتوا. وقال مسروق: شارب الخمر كعابد الوثن، وشارب الخمر كعابد اللاة والعزى يعني إن استحل شربها. وقال كعب الأحبار: لأن أشرب قدحا من نار أحب إلي من أن أشرب قدحاً من خمر. قال: حدثنا الحاكم أبو الفضل الحدادي. حدثنا عبد اللَّه بن محمود المروزي. حدثنا إبراهيم بن عبد الله. حدثنا عبد اللَّه بن المبارك عن أيوب عن نافع عن ابن عمر رضي اللَّه تعالى عنهما عن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم أنه قال: "كل مسكر خمر وكل مسكر حرام، ومن شرب الخمر في الدنيا فمات وهو يدمنها ولم يتب لم يشربها في الآخرة".
    (قال الفقيه) قد أخبر النبي صلى اللَّه عليه وسلم أن كل مسكر حرام: يعني ما كان مطبوخاً أو غير مطبوخ، وهذا كما روي عن جابر بن عبد اللَّه عن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم أنه قال: "ما أسكر كثيره فقليله حرام" وفي رواية "ما أسكر منه الفرق فالجرعة منه حرام" والفرق: ستة عشر رطلاً في اللغة.(قال الفقيه) رحمه اللَّه تعالى: شارب الخمر المطبوخ أعظم ذنباً وإثماً من شارب الخمر لأن شارب الخمر يكون عاصياً فاسقاً، ومن شرب المطبوخ يخاف أن يصير كافراً لأن شارب الخمر مقرّ بأنه يشرب الخمر وهو حرام وشارب المطبوخ يشرب المسكر ويراه حلالاً، وأجمع المسلمون أن شرب المسكر حرام قليله وكثيره فإذا استحل ما هو حرام بالإجماع صار كافرا.

    (قال الفقيه) رضي اللَّه تعالى عنه: حدثنا محمد بن الفضل. حدثنا محمد بن جعفر. حدثنا إبراهيم بن يوسف. حدثنا كثير بن هشام عن جعفر بن برقان عن الزهري عن عثمان ابن عفان رضي اللَّه تعالى عنه قام خطيباً فقال: يا أيها الناس اتقوا الخمر فإنها أم الخبائث وإن رجلاً ممن كان قبلكم من العباد كان يختلف إلى المسجد فلقيته امرأة سوء فأمرت جاريتها فأدخلته المنزل فأغلقت الباب وعندها باطية من خمر وعندها صبي فقالت له: لا تفارقني حتى تشرب كأساً من هذا الخمر أو تواقعني أو تقتل هذا الصبي وإلاّ صحت: يعني صرخت، وقلت دخل
    عليّ في بيتي فمن الذي يصدقك، فضعف الرجل عند ذلك وقال أما الفاحشة فلا آتيها وأما النفس فلا أقتلها، فشرب كأساً من الخمر فقال زيديني فزادته فوالله ما برح حتى واقع المرأة وقتل الصبي. قال عثمان رضي اللَّه تعالى عنه: فاجتنبوها فإنها أم الخبائث وإنه والله لا يجتمع الإيمان والخمر في قلب رجل إلاّ يوشك أحدهما أن يذهب بالآخر: يعني أن شارب الخمر إذا سكر يجري على لسانه كلمة الكفر ويتعود لسانه بذلك ويخاف عند موته أن يجري على لسانه كلمة الكفر فيخرج من الدنيا على الكفر فيبقى في النار أبداً، لأن أكثر ما ينزع الإيمان من العبد إنما ينزع عند موته وذلك بسبب ذنوبه التي فعلها في حياته فيبقى في حسرة وندامة. وقال الضحاك: من مات وهو مدمن خمر بعث يوم القيامة وهو سكران.
    وروى سعيد عن قتادة قال: ذكر لنا أن النبي صلى اللَّه عليه وسلم قال "أربعة لا يجدون ريح الجنة وإن ريحها ليوجد من مسيرة خمسمائة عام: البخيل والمنان ومدمن الخمر والعاق لوالديه".

    وقال ابن مسعود رضي اللَّه تعالى عنه: لعن في الخمر عشرة: العاصر لها والمعصورة له وشاربها وساقيها وحاملها والمحمولة إليه وتاجرها ومتجرها وبائعها ومشتريها وشائلها: يعني غارسها. وروى في بعض الأخبار عن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم أنه قال: "يخرج يوم القيامة شارب الخمر من قبره أنتن من الجيفة والكوز معلق في عنقه والقدح بيده ويملأ ما بين جلده ولحمه حيات وعقارب ويلبس نعلا من نار فيغلي دماغ رأسه، ويجد قبره حفرة من حفر النار ويكون في النار قرين فرعون وهامان".
    وروت عائشة رضي اللَّه تعالى عنها عن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم أنه قال: "من أطعم شارب الخمر لقمة سلط اللَّه على جسده حية وعقربا، ومن قضى حاجته فقد أعان على هدم الإسلام ومن أقرضه قرضاً فقد أعان على قتل مؤمن، ومن جالسه حشره اللَّه تعالى يوم القيامة أعمى لا حجة له، ومن شرب الخمر فلا تزوجوه فإن مرض فلا تعودوه وإن شهد فلا تقبلوا شهادته، فوالذي بعثني بالحق نبياً إنه ما يشرب الخمر إلاّ ملعون في التوراة والإنجيل والزبور والفرقان، ومن شرب الخمر فقد كفر بجميع ما أنزل اللَّه على أنبيائه ولا يستحل الخمر إلاّ كافر ومن استحل الخمر فأنا منه برئ في الدنيا والآخرة". وعن عطاء بن يسار أن رجلاً سأل كعب الأحبار رضي
    اللَّه تعالى عنه هل حرمت الخمر في التوراة؟ قال نعم هذه الآية {إِنَّمَا الخَمْرُ وَالمَيْسِرُ} مكتوب في التوراة، إنا أنزلنا الحق ليذهب بالباطل ويبطل به اللعب والدف والمزامير والخمر ويل لشاربها أقسم اللَّه تعالى بعزته وجلاله لمن انتهكها في الدنيا إلاّ عطشته يوم القيامة ولمن تركها بعدما حرمتها إلاّ سقيته إياها من حظيرة القدس. قيل وما حظيرة القدس؟ قال اللَّه هو القدس وحظيرته الجنة.
    (قال الفقيه) رضي اللَّه تعالى عنه إياك وشرب الخمر فإن فيه عشر خصال مذمومة. أولها أنه إذا شرب الخمر يصير بمنزلة المجنون ويصير ضحكة للصبيان ومذمة عند العقلاء كما ذكر عن ابن أبي الدنيا أنه قال: رأيت سكران في بعض سكك بغداد يبول وهو يتمسح ببوله وهو يقول اللهم اجعلني من التوابين واجعلني من المتطهرين. وذكر أن سكران قاء في بعض الطرق وجاء كلب يمسح فمه ولحيته وهو يقول للكلب يا سيدي يا سيدي لا تفسد المنديل. الثاني أنها متلفة للمال مذهبة للعقل كما قال عمر بن الخطاب رضي اللَّه تعالى عنه: يا رسول اللَّه أرنا رأيك في الخمر فإنها متلفة للمال مذهبة للعقل. والثالث أن شربها سبب للعداوة بين الإخوان والأصدقاء، كما قال اللَّه تعالى {إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمْ العَدَاوَةَ وَالبَغْضَاءَ فِي الخَمْرِ وَالمَيْسِرِ} وهو القمار. والرابع أن شربها يمنعه عن ذكر اللَّه وعن الصلاة كما قال تعالى {وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّه وَعَنْ الصَّلاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنتَهُونَ} يعني انتهوا عنها، فلما نزلت هذه الآية قال عمر بن الخطاب رضي اللَّه تعالى عنه: قد انتهينا يا رب. والخامس أن شربها يحمله على الزنا لأنه إذا شرب الخمر يطلق امرأته وهو لا يشعر. والسادس أنها مفتاح كل شر لأنه إذا شرب الخمر سهل عليه جميع المعاصي. والسابع أنه يؤذي حفظته بإدخالهم في مجلس الفسق وبوجود الرائحة المنتنة منه فلا ينبغي أن يؤذي من لا يؤذيه. والثامن أنه أوجب على نفسه ثمانين جلدة فإن لم يضرب في الدنيا فإنه يضرب في الآخرة بسياط من النار على رؤوس الناس ينظر إليه الآباء والأصدقاء. والتاسع أنه رد باب السماء على نفسه لأنه لا ترفع له حسناته ولا دعاؤه أربعين يوماً. والعاشر أنه مخاطر بنفسه لأنه لا يخاف عليه أن ينزع منه الإيمان عند موته، فهذه العقوبات في الدنيا قبل أن ينتهي إلى عقوبات الآخرة، فأما عقوبات الآخرة فإنها لا تحصى من شرب الحميم والزقوم وفوت الثواب، فلا ينبغي للعاقل أن يختار لذة قليلة ويترك لذة طويلة.
    وروي عن مقاتل بن سليمان رضي اللَّه تعالى عنه في قوله تعالى {يَوْمَ نَحْشُرُ المُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمَانِ وَفْداً. وَنَسُوقُ المُجْرِمِينَ إِلَى جَهَنَّمَ وِرْداً} أي عطاشا قال: يحشر أهل الجنة فإذا انتهوا إلى باب الجنة إذا هم بشجرة ينبع من تحتها عينان فيشربون من إحدى العينين فلا يبقى في بطونهم قذر إلاّ خرج من الجوف، ثم يأتون العين الأخرى فيغتسلون فيها فلا يبقى في أجسادهم شيء مما يكون على الجسد من وسخ وغيره إلاّ ذهب فذلك قوله تعالى {سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ} ثم يؤتون بنجائب من الإبل من ياقوت أحمر رجلاها من ذهب مكللة بالدرّ والياقوت أزمتها من اللؤلؤ فيكسي كل رجل منهم حلتين، لو أن الحلة منهما أشرقت لأهل الدنيا لأضاءت لهم، ومع كل واحد منهم حفظة من الملائكة يدلونه على مساكنه في الجنة فإذا دخل الجنة رفع له قصر من فضة شرفه من الذهب فإذا انتهى إليه
    استقبله وصائف كثيرة كاللؤلؤ المنثور معهم الحلى والحلل وآنية الفضة وأكواب الذهب والملائكة يسلمون عليه فيردّ عليهم، ثم يدخل فإذا رأى ما أعد اللَّه له من المنازل والكرامة تهيأ للنزول فتقول له حفظته ما تريد؟ فيقول أريد النزول إلى كرامة الله، فيقولون له سر فإنّ لك ما هو أفضل من هذا فإذا سار رفع له قصر من ذهب شرفه من اللؤلؤ فإذا دنا منه استقبلته الوصائف كاللؤلؤ المنثور معهنّ آنية من فضة وأكواب من ذهب فيسلمن عليه فيردّ عليهنّ السلام، فيريد النزول فيها فتقول له حفظته سر فإن لك ما هو أفضل من هذا فإذا سار رفع له قصر من ياقوتة حمراء يرى باطنه من ظاهره من صفائه فإذا دنا استقبلته الوصائف كما استقبلته من القصرين الأوّلين يسلمن عليه فيرد عليهن السلام، فإذا دخل استقبلته حوراء من الحور العين عليها سبعون حلة لا تشبه الحلة الحلة الأخرى ليس عليها مفصل إلاّ وعليه حلة يوجد ريحها من مسيرة مئة عام فإذا نظر إلى وجهها أبصر وجهه فيه من صفاء وجهها فإذا نظر إلى صدرها أبصر كبدها من رقة ثيابها ويبصر من مخ ساقها من رقة عظمها، وجلدها، وهي في بيت فرسخ في فرسخ وسمكه: أي طوله، مثل ذلك عليه أربعة آلاف مصراع من ذهب فيه بساط من ذهب مكلل باللؤلؤ وقد نسق البيت وفيه سرير عليه من الفرش بمنزلة سبعين غرفة من غرف الدنيا فإذا جلس واشتهى الثمرة سارت إليه الثمرة حتى يأكل منها أو يذهب به سريره حتى يأكل منها، وهذا كله ثواب المتقين الذين يتقون شرب الخمر والفواحش. قال ويساق أهل النار إلى النار فإذا دنوا منها فتحت أبوابها فاستقبلتهم الملائكة بمقامع الحديد فإذا دخلوا النار لم يبق منهم عضو إلاّ لزمه عذاب إما حية تنهشه أو نار تسفعه أو ملك يضربه، فإذا ضربه الملك هوى في النار مقدار أربعين عاما لا يبلغ قرارها ثم يرفعه اللهب ويضربه الملك فيهوى في النار فإذا بدا برأسه ضربه الأخرى وهو قوله تعالى {كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ

    بَدَّلْنَاهُمْ جُلُوداً غَيْرَهَا لِيَذُوقُوا العَذَابَ إِنَّ اللَّه كَانَ عَزِيزاً حَكِيماً} قال: وبلغنا أنهم يبدلون كل يوم سبعين مرة، فإذا عطش نادى بالشراب فيؤتى بالحميم فإذا دنا من وجهه سقط لحم وجهه، ثم يدخل في فيه فيسقط أضراسه ولثاته، ثم يدخل بطنه فيقطع أمعاءه وينضج جلده لقوله عز وجل {يُصْهَرُ بِهِ مَا فِي بُطُونِهِمْ} يعني يذاب ما في بطونهم {وَالجُلُودُ} فيعذبون ما شاء اللَّه أن يعذبهم ثم يدعو خزنة جهنم {ادْعُوا رَبَّكُمْ يُخَفِّفْ عَنَّا يَوْماً مِنْ العَذَابِ} فلا يجيبونه ثم يدعون مالكا أربعين عاما فلا يجبهم فيقولون قد دعونا الخزنة ودعونا مالكا فلم يجب هلموا فلنجزع فيجزعون فلا يغنى عنهم ثم يقولون هلموا فلنصبر فيصبرون فلا يغنى عنهم فيقولون {سَوَاءٌ عَلَيْنَا أَجَزِعْنَا أَمْ صَبَرْنَا مَا لَنَا مِنْ مَحِيصٍ} فهذا العذاب للكفار، لكن المسلم إذ شرب الخمر وجرى على لسانه كلمة الكفر يخاف أن يزول عنه الإيمان عند موته فيصير من جملة الكافرين، فينبغي للمسلم أن يمتنع من شرب الخمر وينقطع عمن يشربها فإنه إذا خالط شارب الخمر يخاف عليه أن يصيبه من غباره، وينبغي أن يتفكر في هول يوم القيامة فإن من تفكر في هول يوم القيامة فلا يميل قلبه إلى شرب الخمر ولا إلى صحبة شارب الخمر.
    وروي عن الحسن البصري رحمه اللَّه تعالى أنه قال: بلغنا أن العبد إذا شرب شربة من الخمر اسودّ قلبه، فإذا شرب الثانية تبرأت منه الحفظة، فإذا شرب الثالثة تبرأ منه ملك الموت، فإذا شرب الرابعة تبرأ منه النبي صلى اللَّه عليه وسلم فإذا شرب الخامسة تبرأ منه أصحاب النبي صلى اللَّه عليه وسلم وفي السادسة تبرأ منه جبريل عليه السلام، وفي السابعة تبرأ منه إسرافيل عليه السلام وفي الثامنة تبرأ منه ميكائيل عليه السلام، وفي التاسعة تبرأت منه السموات، وفي العاشرة تبرأت منه الأرض، وفي الحادية عشر تبرأت منه حيتان البحر، وفي الثانية عشرة تبرا منه الشمس والقمر، وفي الثالثة عشرة تبرأ منه كواكب السماء، وفي الرابعة عشرة تبرأت منه الخلائق، وفي الخامسة عشر أغلق عليه أبواب الجنان، وفي السادسة عشرة فتحت عليه أبواب النيران، وفي السابعة عشرة تبرأت منه حملة العرش، وفي الثامنة عشرة تبرأ منه الكرسي، وفي التاسعة عشرة تبرأ منه العرش، فإذا شرب العشرين تبرأ منه الجبار تبارك وتعالى.
    (قال الفقيه) رحمه اللَّه تعالى: حدثنا منصور بن جعفر وهو أبو نصر الدبوسي بسمرقند حدثنا أبو القاسم أحمد بن محمد. حدثنا عيسى بن أحمد. حدثنا عليّ بن عاصم عن عبيد اللَّه بن عثمان عن شهر بن حوشب عن أسماء بنت يزيد رضي اللَّه تعالى عنهما قالت سمعت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم يقول "من شرب الخمر فجعلها في بطنه لم تقبل منه صلاته سبعاً فإن هي أذهبت عقله لم تقبل صلاته أربعين يوما وإن مات مات كافرا وإن تاب تاب اللَّه عليه وإن عاد كان حقا على اللَّه أن يسقيه من طينة الخبال" يعني من صديد أهل النار. وفي خبر آخر أنه إذا شرب الخمر مرة لم تقبل صلاته ولا صومه ولا سائر عمله أربعين يوما. وإذا شرب الثانية لا يقبل اللَّه صلاته ولا صومه ولا سائر عمله ثمانين يوماً، وإذا شرب الثالثة فإلى مائة وعشرين يوما، فإذا شرب الرابعة فاقتلوه فإنه كافر وحق على اللَّه أن يسقيه من طينة الخبال. قيل وما طينة الخبال؟ قال صديد أهل النار". وروي في خبر آخر أنه قال "إن الذنوب والخطايا جعلت كلها في بيت واحد وجعل مفتاحه شرب الخمر" يعني إذا شرب الخمر فتح على نفسه أبواب الخطايا كلها. وروى عن بعض الصحابة رضي اللَّه تعالى عنهم أنه قال: من زوّج كريمته من شارب الخمر فكأنما ساقها إلى الزنا: ومعناه أن شارب الخمر إذا سكر كثر كلامه في الطلاق فقد حرمت عليه امرأته وهو لا يشعر، ويقال إن شارب الخمر شبيه بعبدة الأوثان لأن اللَّه تعالى سمى الخمر رجسا وأمر بالاجتناب عنها، وهو قوله عز وجل {رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ} كما قال {فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنْ الأَوْثَانِ} وروى طلحة بن مطرف عن عبد اللَّه بن مسعود رضي اللَّه تعالى عنه أنه قال: إن من شربها نهارا أشرك بالله تعالى حتى يمسي وإن شربها ليلا أشرك بالله تعالى حتى يصبح وروي عنه أنه قال: إذا مات شاربها فادفنوه واحبسوني ثم انبشوا قبره فإن لم تجدوه مصروفاً عن القبلة فاقتلوني.
    وروى عن أنس بن مالك رضي اللَّه تعالى عنه عن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم أنه قال "بعثني اللَّه تعالى هدى ورحمة للعالمين، وبعثني لأمحو المعازف والمزامير وأمر الجاهلية والأوثان، وحلف ربي بعزته لا يشرب عبد من عبيدي الخمر في الدنيا إلاّ حرمتها عليه يوم القيامة، ولا يتركها عبد من عبيدي إلاّ سقيته من حظيرة القدس". قال أوس بن سمعان: والذي بعثك بالحق إني لأجدها في التوراة محرمة خمساً وعشرين مرة، ويل لشارب الخمر وحق على اللَّه أن لا يشربها عبد من عبيده في الدنيا إلاّ سقاه من طينة الخبال. وروى مالك عن محمد بن المنكدر أنه قال: يقول اللَّه تعالى يعني يوم القيامة {أين الذين ينزهون أنفسهم وأسماعهم في الدنيا عن اللهو ومزامير الشيطان اجعلوهم في رياض المسك، ثم يقول للملائكة أسمعوهم صوت حمدي وثنائي وأخبروهم أن لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ} وروى عن أبي وائل عن شقيق بن سلمة أنه دعي إلى وليمة فرأى فيها لعابين فرجع، ثم سمعت ابن مسعود يقول: إن الغناء ينبت النفاق في القلب كما ينبت الماء البقل. وروى عطاء بن السائب عن عبد الرحمن السلمي قال: شرب نفر من أهل الشام الخمر وعليهم يومئذ معاوية بن أبي سفيان وقالوا هي لنا حلال لأن اللَّه تعالى قال {لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُوا} الآية، فكتب فيهم إلى عمر رضي اللَّه تعالى عنه بذلك وكتب عمر أن ابعثهم إليّ قبل أن
    يفسدوا من قبلك، فلما قدموا على عمر رضي اللَّه تعالى عنه جمع لهم أصحاب رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم فشاورهم في ذلك فقالوا: يا أمير المؤمنين أنهم افتروا على اللَّه وشرعوا في دينه ما لم يأذن به اللَّه فاضرب أعناقهم، وعلي رضي اللَّه تعالى عنه ساكت في القوم. قال: قال لعلى ما ترى؟ قال أرى أن تستتيبهم فإن لم يتوبوا فاضرب أعناقهم، وإن تابوا فاضربهم ثمانين جلدة فاستتابهم فتابوا فضربهم ثمانين جلدة. وروى عكرمة عن ابن عباس رضي اللَّه تعالى عنهما أنه قال لما نزلت آية تحريم الخمر قالوا فكيف إخواننا الذين ماتوا وهم يشربونها؟ فنزل قوله تعالى {لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُوا} الآية، يعني لا إثم على الذين شربوا قبل التحريم.
    Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...

    SOLIDARITI MENERUSKAN PERJUANGAN

    INI ZAMANNYA