الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء و المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين

أهلا وسهلا بكم

إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التفضل بزيارة صفحة التعليمات كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل ، إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، أما إذا رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة القسم الذي ترغب أدناه.

عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه - قال: سمعت رسول الله يقول: "إن إبليس قال لربه: بعزتك وجلالك لا أبرح أغوي بني آدم مادامت الأرواح فيهم - فقال الله: فبعزتي وجلالي لا أبرح أغفر لهم ما استغفروني"



اللّهم طهّر لساني من الكذب ، وقلبي من النفاق ، وعملي من الرياء ، وبصري من الخيانة ,, فإنّك تعلم خائنة الأعين ,, وما تخفي الصدور

اللهم استَخدِمني ولاَ تستَبدِلني، وانفَع بيِ، واجعَل عَملي خَالصاً لِوجهك الكَريم ... يا الله


اللهــم اجعل عملي على تمبـلر صالحاً,, واجعله لوجهك خالصاً,, ولا تجعل لأحد فيه شيئاً ,, وتقبل مني واجعله نورا لي في قبري,, وحسن خاتمة لي عند مماتي ,, ونجاةً من النار ومغفرةً من كل ذنب

يارب يارب يارب

    KEMASKINI

    _

    _
    ALLAHUMMA YA ALLAH BERIKANLAH KEJAYAAN DUNIA AKHIRAT PADAKU , AHLI KELUARGAKU DAN SEMUA YANG MEMBACA KARYA-KARYA YANG KUTULIS KERANA-MU AAMIIN YA RABBAL A'LAMIIN “Ya Allah, maafkanlah kesalahan kami, ampunkanlah dosa-dosa kami. Dosa-dosa kedua ibu bapa kami, saudara-saudara kami serta sahabat-sahabat kami. Dan Engkau kurniakanlah rahmatMu kepada seluruh hamba-hambaMu. Ya Allah, dengan rendah diri dan rasa hina yang sangat tinggi. Lindungilah kami dari kesesatan kejahilan yang nyata mahupun yang terselindung. Sesungguhnya tiadalah sebaik-baik perlindung selain Engkau. Jauhkanlah kami dari syirik dan kekaguman kepada diri sendiri. Hindarkanlah kami dari kata-kata yang dusta. Sesungguhnya Engkaulah yang maha berkuasa di atas setiap sesuatu.”

    تنبيه الغافلين : الصلوات الخمس

    (قال الفقيه) أبو الليث السمرقندي رحمه اللَّه تعالى حدثنا محمد بن الفضل حدثنا محمد بن جعفر حدثنا إبراهيم بن يوسف حدثنا يزيد بن زريع عن يونس عن الحسن أن النبي صلى اللَّه عليه وسلم قال: "مثل الخمس صلوات كمثل نهر جار على باب أحدكم كثير الماء يغتسل فيه كل يوم خمس مرات فهل يبقى عليه من الدرن شيء" يعني أن الصلوات الخمس تطهره من الذنوب ولا يبقين عليه شيئاً من الذنوب فيما دون الكبائر، وهذا إذا صلى صلاة على التعظيم ويتم ركوعها وسجودها، فإذا لم يتم ركوعها ولا سجودها فهي مردودة عليه، قال حدثنا أبو
    القاسم عبد الرحمن بن محمد حدثنا فارس بن مردويه حدثنا محمد بن الفضل حدثنا أبو الوليد هشام بن عبد الملك عن همام بن يحيى عن إسحاق بن عبد اللَّه عن يحيى بن خلاد عن أبيه عن عمه رفاعة بن رافع عن خالد قال "بينما نحن جلوس حول رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم إذ دخل رجل فاستقبل القبلة فصلى فلما قضى صلاته جاء فسلم على النبي صلى اللَّه عليه وسلم وعلى القوم، فقال له رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم ارجع فصلّ فإنك لم تصلّ، فرجع الرجل وصلى، فلما رجع قال ارجع وصلّ فإنك لم تصلّ، أمره بذلك مرتين أو ثلاثا، فقال الرجل ما آلوت فلا أدري ما عبت عليّ من صلاتي؟ فقال النبي صلى اللَّه عليه وسلم إنه لا تتم صلاة أحدكم حتى يسبغ الوضوء كما أمره اللَّه تعالى، فيغسل وجهه ويديه إلى المرفقين ويمسح رأسه ويغسل رجليه إلى الكعبين، ثم يكبر اللَّه ويحمده ثم يقرأ من القرآن ما أذن له فيه، ويركع فيضع كفيه على ركبتيه حتى تطمئن مفاصله ويسترخي، ثم يرفع رأسه ويقول سمع اللَّه لمن حمده، فيستوي قائماً حتى يقيم صلبه ويأخذ كل عضو مأخذه، ثم يكبر فيسجد فيمكن وجهه من الأرض حتى تطمئن مفاصله ويسترخي، ثم يكبر فيستوي قاعداً على مقعدته ويقيم صلبه، فوصف صلاته هكذا أربع ركعات حتى فرغ، ثم قال: لا تتم صلاة أحدكم حتى يفعل ذلك" فقد أمر النبي صلى اللَّه عليه وسلم بإتمام الركوع والسجود وأخبر أن الصلاة لا تقبل إلا هكذا، فينبغي للعبد أن يجتهد في إتمام الركوع والسجود لتكون صلاته كفارة لما يفعل قبلها من الزلل والخطايا دون الكبائر.
    (قال الفقيه) رضي اللَّه تعالى عنه: حدثنا محمد بن الفضل حدثنا فارس بن مردويه حدثنا أبو عبد الرحمن المقري عن حيوة بن شريح عن أبي عقيل عن الحارث مولى عثمان رضي اللَّه تعالى عنه قال: جلس عثمان يوماً وجلسنا معه فجاء المؤذن فدعا عثمان رضي اللَّه تعالى عنه بماء فتوضأ ثم قال: رأيت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم توضأ نحو وضوئي هذا وسمعته يقول "من توضأ وضوئي هذا ثم قام فصلى صلاة الظهر غفر اللَّه له ما كان بينها وبين صلاة الصبح، ثم صلى العصر غفر له ما بينهما وبين صلاة الظهر، ثم صلى صلاة المغرب غفر له ما بينهما وبين صلاة العصر، ثم صلى صلاة العشاء غفر اللَّه له ما بينها وبين المغرب، ثم لعله يبيت يتمرغ ليلته ثم إذا قام وتوضأ وصلى الصبح غفر له ما بينها وبين صلاة العشاء الآخرة وهن الحسنات يذهبن السيئات قالوا هذه الحسنات فما الباقيات الصالحات؟ قال سبحان اللَّه والحمد لله ولا إله إلا اللَّه والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم" قال وروى عن عبد اللَّه بن مسعود رضي اللَّه تعالى عنه أنه قال: " من سره أن يلقى اللَّه غدا مسلما فليحافظ على هؤلاء الصلوات المفروضات حيث ينادى بهن، فإن اللَّه تعالى شرع لنبيكم سنن الهدى وإنهن من سنن الهدى، فلعمري لو صليتم في بيوتكم كما يصلي هذا المتخلف في بيته لتركتم سنة نبيكم ولو تركتم سنة نبيكم لضللتم ولقد أتى علينا زمان وما يتخلف عنهن إلا منافق معلوم نفاقه، ولقد رأينا الرجل يتهادى بين اثنين حتى يقام في الصف، وما من رجل يتطهر فيحسن طهوره ثم يعمد إلى مسجد من المساجد فيصلي فيه إلا كتب اللَّه له بكل خطوة حسنة ويرفع له بها درجة ويحط عنه خطيئة حتى إنا كنا لنقارب بين الخطا، وإن صلاة الرجل في الجماعة تزيد على صلاة الرجل وحده خمساً وعشرين درجة". وعن جابر بن عبد اللَّه رضي اللَّه تعالى عنهما أنه قال: أردنا النقلة إلى المسجد والبقاع حول المسجد لنا خالية فبلغ النبي صلى اللَّه عليه وسلم فأتانا في ديارنا فقال " يا بني سلمة بلغني أنكم تريدون النقلة إلى المسجد قلنا يا رسول اللَّه بعد عنا المسجد والبقاع حوله خالية فقال يا بني سلمة دياركم فإنها تكتب آثاركم" قال فما وددنا أن نكون بحضرة المسجد لما قال النبي صلى اللَّه عليه وسلم الذي قاله.
    وروى أنس بن مالك رضي اللَّه تعالى عنه عن النبي صلى اللَّه عليه وسلم أنه قال" من صلى في الجماعة أربعين يوماً لم تفته ركعة كتب اللَّه له براءتين براءة من النار وبراءة من النفاق" قال: حدثنا محمد بن الفضل بإسناده عن عبادة بن الصامت أن النبي صلى اللَّه عليه وسلم قال "من توضأ فأسبغ الوضوء، ثم قام إلى الصلاة فأتم ركوعها وسجودها والقراءة فيها قالت الصلاة حفظك اللَّه كما حفظتني، ثم يصعد بها إلى السماء ولها ضوء ونور ففتح لها أبواب السماء حتى ينتهي بها إلى اللَّه تبارك وتعالى فتشفع لصاحبها، فإذا ضيع ركوعها وسجودها والقراءة فيها قالت الصلاة ضيعك اللَّه كما ضيعتني ثم يصعد بها ولها ظلمة حتى ينتهي بها إلى السماء فتغلق أبواب السماء دونها، ثم تلف كما يلف الثوب الخلق فيضرب بها وجه صاحبها" وعن الحسن أن النبي صلى اللَّه عليه وسلم قال "ألا أخبركم بأسوأ الناس سرقة؟ قالوا من هو يا رسول الله؟ قال الذي يسرق من صلاته، قالوا وكيف يسرق من صلاته؟ قال لا يتم ركوعها ولا سجودها، وعن سلمان الفارسي رضي اللَّه تعالى عنه قال: الصلاة مكيال فمن وفى مكياله وفي له ومن طفف فقد علمتم ما قال اللَّه تعالى في المطففين. وروى أبو هريرة رضي اللَّه تعالى عنه عن النبي صلى اللَّه عليه وسلم أنه قال: "أثقل الصلاة على المنافقين صلاة العشاء الآخرة والفجر، ولو يعلمون ما فيهما من الأجر لأتوهما ولو حبوا" وعن بريدة الأسلمي عن النبي صلى اللَّه عليه وسلم أنه قال: "بشر المشائين في ظلم إلى المساجد بالنور التام يوم القيامة" وعن أبي هريرة رضي اللَّه تعالى
    عنه أن النبي صلى اللَّه عليه وسلم قال "لقد هممت أن آمر بالصلاة فتقام، ثم أخرج بفتيان معهم حزم من الحطب فأحرق على قوم ديارهم يسمعون النداء ثم لا يأتون الصلاة" وروى عن عبادة بن الصامت رضي اللَّه تعالى عنه عن النبي صلى اللَّه عليه وسلم أنه قال "خمس صلوات افترض اللَّه تعالى على عباده فمن جاء بهن تامات ولم ينقصهن استخافا بحقهن كان له عند اللَّه عهد أن يدخله الجنة، ومن تركهن استخفافا بحقهن لم يكن له عند اللَّه عهد إن شاء رحمه وإن شاء عذبه". وروى عن عطاء رحمه اللَّه تعالى في قول اللَّه تعالى: {رِجَالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ} قال: شهود الصلاة المكتوبة وفي قوله تعالى {تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنْ المَضَاجِعِ} قال: صلاة العتمة.
    (قال الفقيه) رضي اللَّه تعالى عنه: حدثني أبي رحمه اللَّه تعالى حدثنا أحمد بن يحيى حدثنا أحمد بن منصور حدثنا هودة بن خليفة عن عوف بن أبي جميلة عن أبي المنهال عن شهر بن حوشب عن عبد اللَّه بن عباس رضي اللَّه تعالى عنهما أنه قال: إذا كان يوم القيامة وجمع الخلائق في صعيد واحد جنهم وإنسهم والأمم جثيا صفوفا فينادى مناد ستعلمون اليوم من أصحاب الكرم، ليقم الحمادون لله على كل حال فيقومون فيسرحون إلى الجنة، ثم
    ينادى ثانية ستعلمون اليوم من أصحاب الكرم، ليقم الذين {تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنْ المَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفاً وَطَمَعاً وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ} فيقومون فيسرحون إلى الجنة، ثم ينادى ثالثة ستعلمون اليوم من أصحاب الكرم ليقم الذين {رِجَالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّه وَإِقَامِ الصَّلاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ} فيقومون فيسرحون إلى الجنة، فإذا أخذ هؤلاء الثلاثة منازلهم يخرج عنق من النار فأشرف على الخلائق له عينان بصيرتان ولسان فصيح فيقول: إني وكلت بهم في بثلاثة، إني وكلت بكل جبار عنيد فيلقطهم من الصفوف كلقط الطير حب السمسم فيخنس بهم في جهنم، ثم يخرج الثانية فيقول إني وكلت بمن آذى اللَّه ورسوله فيلقطهم من الصفوف فيخنس بهم في جهنم، ثم يخرج الثالثة.
    قال أبو المنهال: حسبت أنه قال: إني وكلت بأصحاب التصاوير فيلقطهم من الصفوف فيخنس بهم في جهنم، فإذا أخذ من هؤلاء الثلاثة ومن هؤلاء الثلاثة نشرت الصحف ووضع الميزان ودعى الخلائق للحساب.
    وذكر أن إبليس لعنه اللَّه كان يرى في الزمن الأول، فقال له رجل يا أبا مرة كيف أصنع حتى أكون مثلك؟ قال ويحك لم يطلب مني أحد مثل هذا، فكيف تطلب أنت؟ فقال الرجل: إني أحب ذلك، فقال له إبليس أما إن أردت أن تكون مثلي فتهاون بالصلاة ولا تبال من الحلف صادقاً أو كاذبا، فقال له الرجل لقد عاهدت اللَّه أن لا أدع الصلاة ولا أحلف يميناً أبدا، فقال له إبليس ما تعلم أحد مني بالاحتيال غيرك، وأنا عاهدت أن لا أنصح آدمياً قط. وروى عن أبي الدرداء رضي اللَّه تعالى عنه أنه قال: أكرم عباد اللَّه على اللَّه الذين يراعون الشمس والقمر، قالوا يا أبا الدرداء: المؤذنون؟ قال: كل من يراعي وقت الصلاة من المسلمين. قال حدثنا محمد بن داود حدثنا محمد بن أحمد الخطيب النيسابوري حدثنا أبو عمرو أحمد بن خالد الحراني عن يعقوب بن يوسف عن محمد بن معن عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده رضي اللَّه تعالى عنه قال: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم "الصلاة مرضاة للرب تبارك وتعالى وحب الملائكة وسنة الأنبياء ونور المعرفة وأصل الإيمان، وإجابة الدعاء وقبول الأعمال وبركة في الرزق وراحة للأبدان، وسلاح على الأعداء وكراهية للشيطان، وشفيع بين صاحبها وبين ملك الموت، وسراج في قبره، وفراش تحت جنبه وجواب مع منكر ونكير، ومؤنس في قبره إلى يوم القيامة، فإذا كانت القيامة صارت الصلاة ظلا فوقه وتاجا على رأسه ولباسا على بدنه ونورا يسعى بين يديه وسترا بينه وبين النار، وحجة للمؤمنين بين يدي الرب تبارك وتعالى وثقلا في الموازين وجوازاً على الصراط ومفتاحاً للجنة، لأن الصلاة تسبيح وتحميد وتقديس وتعظيم وقراءة ودعاء وإن أفضل الأعمال كلها الصلاة لوقتها". وعن الحسن البصري رحمه اللَّه تعالى أن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم قال "أوّل ما يحاسب به العبد يوم القيامة الصلاة، فإن كان قد أتمها هوّن عليه الحساب وإن كان قد انتقص منها شيئا قال اللَّه تعالى لملائكته هل لعبدي من تطوع فأتموا الفريضة من التطوّع وإن تم جرى جميع الأعمال على حساب ذلك" ويقال من داوم على الصلوات الخمس في الجماعة أعطاه اللَّه تعالى خمس خصال: أوّلها يرفع عنه ضيق العيش، ويرفع عنه عذاب القبر، ويعطى كتابه بيمينه، ويمر على الصراط كالبرق الخاطف ويدخل الجنة بغير حساب. ومن تهاون بالصلوات الخمس في الجماعة عاقبه اللَّه تعالى باثنتي عشرة خصلة: ثلاثة في الدنيا، وثلاثة عند الموت، وثلاثة في القبر، وثلاثة يوم القيامة، أما الثلاثة التي في الدنيا: فإنه ترفع البركة من كسبه ورزقه، ولا يقبل منه سائر عمله، وينزع سيما الخير من وجهه ويكون بغيضاً في قلوب الناس، وأما التي عند الموت: فتقبض روحه عطشان جائعاً ويشتد نزعه، وأما التي في القبر: فمسئلة منكر ونكير وظلمة القبر وضيقه، وأما التي في القيامة فشدة حسابه وغضب الرب عليه وعقوبة اللَّه تعالى له في النار، وقد روى عن أبي ذر عن النبي صلى اللَّه عليه وسلم نحو هذا.
    وروى عن مجاهد أن رجلاً جاء إلى ابن عباس رضي اللَّه تعالى عنهما فقال: يا ابن عباس: ما تقول في رجل يقوم الليل ويصوم النهار ولا يشهد جمعة ولا يصلي في الجماعة فمات على ذلك، فأين هو؟ فقال هو في النار، فاختلف إليه شهرا يسأله عن ذلك وهو يقول هو في النار قال: حدثني أبي رحمه اللَّه تعالى بإسناده عن عليّ بن أبي طالب كرم اللَّه وجهه أنه قال: ليأتيّن على الناس زمان لا يبقى من الإسلام إلا اسمه ولا من القرآن إلا رسمه، ومساجدهم يومئذ عامرة وهي من الهدى خراب، علماؤهم يومئذ شر علماء تحت أديم السماء، من عندهم تخرج الفتنة وفيهم تعود، قال وهب بن منبه: إن الحوائج لم تطلب من اللَّه إلا بمثل الصلاة، وكانت الكروب العظام تكشف عن الأولين بالصلاة، قلما نزل بأحد منهم كربة إلا كان مفزعه إلى الصلاة، وقال اللَّه عز وجل في قصة يونس عليه الصلاة والسلام {فَلَوْلا أَنَّهُ كَانَ مِنْ المُسَبِّحِينَ لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ} قال ابن عباس: كان من المصلين. قال الحسن البصري رحمة اللَّه تعالى عليه: إن التضرع في الرخاء استعاذة من نزول البلاء ويجد صاحبه متكأ إذا نزل به. قال النبي صلى اللَّه عليه وسلم "ما أعطى عبد عطاء خير من أن يؤذن له في ركعتين يصليهما" قال محمد بن سيرين رحمه اللَّه تعالى: لو خيرت بين ركعتين وبين الجنة لاخترت الركعتين على الجنة، لأن في الركعتين رضا اللَّه تعالى وفي الجنة رضائي. ويقال إن اللَّه تعالى لما خلق سبع سموات حشاها بالملائكة وتعبدهم بالصلاة فلا يفترون ساعة، فجعل لكل أهل سماء نوعاً من العبادة فأهل سماء قيام على أرجلهم إلى نفخة الصور، وأهل سماء ركع وأهل سماء سجد، وأهل سماء مرخية الأجنحة من هيبته، وأهل عليين وأهل العرش وقوف يطوفون حول العرش يسبحون بحمد ربهم ويستغفرون لمن في الأرض، فجمع اللَّه ذلك كله في صلاة واحدة كرامة للمؤمنين حتى يكون لهم حظ من عبادة كل سماء، وزادهم القرآن يتلونه فيها فطلب منهم شكرها، وشكرها إقامتها بشرائطها وحدودها قال اللَّه تعالى {الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ} وقال {وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ} وقال {وَأَقِمْ الصَّلاةَ} وقال {وَالمُقِيمِينَ الصَّلاةَ} فلم نجد ذكر الصلاة في موضع من التنزيل إلا مع ذكر إقامتها، فلما بلغ الذكر المنافقين قال {فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ سَاهُونَ} فسماهم المصلين وسمى المؤمنين المقيمين الصلاة، وذلك ليعلم أن المصلين كثير والمقيمين للصلوات قليل، فأهل الغفلة يعملون الأعمال على الترويح ولا يذكرون يوم تعرض على اللَّه فتقبل أم ترد.
    وروى عن النبي صلى اللَّه عليه وسلم أنه قال "إن منكم من يصلي الصلاة فلا يكتب له من صلاته إلا ثلثها أو ربعها أو خمسها أو سدسها حتى ذكر عشرها" يعني أنه لا يكتب له من صلاته إلا ما عقل منها لا ماسها عنها. وروى عن النبي صلى اللَّه عليه وسلم أنه قال "من صلى ركعتين مقبلا على اللَّه بقلبه خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه" وإنما عظم شأن صلاة العبد بإقبال العبد على اللَّه فإذا لم يقبل على صلاته ولها بحديث النفس كان بمنزلة من قد وقف إلى باب ملك معتذرا من خطيئته وزلته، فلما وصل إلى باب الملك قام بين يديه وأقبل عليه الملك فجعل الواقف يلتفت يميناً وشمالا فإن الملك لا يقضي حاجته، وإنما يقبل الملك عليه على قدر عنايته، فكذلك الصلاة إذا قام العبد فيها وسها فيها لا تقبل منه.
    واعلم أن مثل الصلاة كمثل ملك اتخذ عرسا فاتخذ وليمة وهيأ فيها ألواناً من الأطعمة والأشربة لكل لون لذة وفي كل لون منفعة، فكذلك الصلاة دعاهم الرب إليها وهيأ لهم فيها أفعالاً مختلفة وأذكار فتعبدهم بها ليلذهم بكل لون من العبودية فالأفعال كالأطعمة والأذكار كالأشربة. وقد قيل إن في الصلاة اثنتي عشر ألف خصلة ثم جمعت هذه الاثنتا عشرة ألفا في اثنتي عشرة خصلة، فمن أراد أن يصلي فلابدّ أن يتعاهد هذه الاثنتي عشرة خصلة لتّتم صلاة، فستة قبل الدخول في الصلاة وستة بعدها: أوّلها العلم لأن النبي صلى اللَّه عليه وسلم قال "عمل قليل في علم خير من عمل كثير في جهل" والثاني الوضوء لقوله صلى اللَّه عليه وسلم "لا صلاة إلا بطهور" والثالث اللباس لقوله تعالى{خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ} يعني البسوا ثيابكم عند كل صلاة، والرابع حفظ الوقت لقوله عز وجل {الصَّلاةَ كَانَتْ عَلَى المُؤْمِنِينَ كِتَاباً مَوْقُوتاً} يعني فرضاً مؤقتاً، والخامس استقبال القبلة لقوله عز وجل {فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ المَسْجِدِ الحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ} يعني نحوه، والسادس النية لقوله صلى اللَّه عليه وسلم "إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى"، والسابع التكبير لقوله صلى اللَّه عليه وسلم "تحريمها التكبير وتحليلها التسليم"، والثامن القيام لقوله عز وجل {وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ} يعني صلوا لله قائمين، والتاسع القراءة لقوله تعالى {فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْ القُرْآنِ} والعاشر الركوع لقوله عز وجل: {وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ} والحادي عشر السجود لقوله عز وجل:ّ {وَاسْجُدُوا} والثاني عشر القعدة لقوله صلى اللَّه عليه وسلم: "إذا رفع الرجل رأسه من آخر السجدة وقعد قدر التشهد فقد تمت صلاته" فإذا وجدت هذه الاثنا عشر يحتاج إلى الختم وهو الإخلاص لتتم هذه الأشياء لأن اللَّه تعالى يقول: {فَادْعُوا اللَّه مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ} فأما العلم فعلى ثلاثة أوجه: أوّلها أن يعرف الفريضة من السنة لأن الصلاة لا تجوز إلا به، والثاني أن يعرف ما في الوضوء والصلاة من الفريضة والسنة فإن ذلك من تمام الصلاة، والثالث أن يعرف كيد الشيطان فيأخذ في محاربته بالجهاد، وأما الوضوء: فتمامه في ثلاثة أشياء: أولها أن تطهر قلبك من الغل والحسد والغش، والثاني أن تطهر البدن من الذنوب، والثالث أن تغسل الأعضاء غسلاً سابغاً بغير إسراف في الماء. أما اللباس فتمامه بثلاثة أشياء: أولها أن يكون أصله من الحلال، والثاني أن يكون طاهراً من النجاسات، والثالث أن يكون موافقاً للسنة، ولا يكون لبسه على وجه الفخر والخيلاء. وأما حفظ الوقت ففي ثلاثة أشياء: أولها أن يكون بصرك إلى الشمس و القمر والنجوم تتعاهد به حضور الوقت، والثاني أن يكون سمعك إلى الأذان والثالث أن يكون قلبك متفكراً متعاهدا للوقت. وأما استقبال القبلة فتمامه في ثلاثة أشياء: أولها أن تستقبل القبلة بوجهك، والثاني أن تقبل على اللَّه بقلبك، والثالث أن تكون خاشعاً ذليلاً. وأما النية فتمامها في ثلاثة أشياء: أولها أن تعلم أي صلاة تصلي، والثاني أن تعلم أنك تقوم بين يدي اللَّه تعالى وهو يراك فتقوم بالهيبة، والثالث أن تعلم أنه يعلم ما في قلبك فتفرغ قلبك من أشغال الدنيا. وأما التكبير فتمامه في ثلاثة أشياء. أولها أن تكبر تكبيراً صحيحاً حزما، والثاني أن ترفع يديك حذاء أذنيك، والثالث أن يكون قلبك حاضراً فتكبر مع التعظيم. وأما تمام القيام ففي ثلاثة أشياء: أولها أن تجعل بصرك في موضع سجودك، والثاني أن تجعل قلبك إلى الله، والثالث ألا تلتفت يميناً ولا شمالاً. وأما تمام القراءة ففي ثلاثة أشياء: أولها أن تقرأ فاتحة الكتاب قراءة صحيحة بالترتيل بغير لحن، والثاني أن تقرأ بالتفكر وتتعاهد معانيها، والثالث أن تعمل بما تقرأ. وأما تمام الركوع، ففي ثلاثة أشياء: أولها أن تبسط ظهرك ولا تنكسه ولا ترفعه، والثاني أن تضع يديك على ركبتيك وتفرّج بين أصابعك، والثالث أن تطمئن راكعاً وتسبح التسبيحات مع التعظيم والوقار.، أما تمام السجود ففي ثلاثة أشياء: أوّلها أن تضع يديك بحذاء أذنيك، والثاني أن لا تبسط ذراعيك، والثالث أن تطمئن فيها وتسبح مع التعظيم وأما تمام الجلوس ففي ثلاثة أشياء: أولها أن تقعد على رجلك اليسرى وتنصب اليمنى نصباً، والثاني أن تتشهد بالتعظيم وتدعو لنفسك وللمؤمنين، والثالث أن تسلم على التمام. وأما تمام السلام فأن تكون مع النية الصادقة من قلبك أن سلامك على من كان على يمينك من الحفظة والرجال والنساء وكذلك عن يسارك، ولا يتجاوز بصرك عن منكبيك.. وأما تمام الإخلاص ففي ثلاثة أشياء: أوّلها أن تطلب بصلاتك رضا اللَّه تعالى ولا تطلب رضا الناس، والثاني أن ترى التوفيق من اللَّه تعالى، والثالث أن تحفظها حتى تذهب بها مع نفسك يوم القيامة، لأن اللَّه تعالى قال: {مَنْ جَاءَ بِالحَسَنَةِ} ولم يقل من عمل الحسنة.
    وينبغي للمصلي أن يعلم ماذا يفعل ويعرف قدره ليحمد اللَّه تعالى على ما وفقه فإن الصلاة قد جمعت فيها أنواع الخير من الأفعال والأذكار، فإذا قام العبد إلى الصلاة وقال اللَّه أكبر ومعناه اللَّه أعظم وأجلّ: يقول اللَّه تعالى قد علم عبدي أني أكبر من كل شيء وقد أقبل عليّ، فإذا كبر ورفع اليدين إلى أذنيه، ومعنى رفع اليدين هو التبرئة من كل معبود سوى اللَّه تعالى، ثم يقول (سبحانك اللهم وبحمدك) وتعلم في قلبك معنى هذا القول (سبحانك اللهم) يعني تنزيهاً لله عن كل سوء ونقص (وبحمدك) يعني أن لك الحمد (وتبارك اسمك) يعني جعلت البركة اسمك أي فما ذكر عليه اسمك، ثم تقول (وتعالى جدّك) يعني ارتفع قدرك وعظمتك (ولا إله غيرك) يعني لا خالق ولا رازق ولا معبود غيرك لم يكن فيما مضى ولا يكون فيما بقى، ثم تقول (أعوذ بالله من الشيطان الرجيم) يعني أسألك أن تعيذني وتمنعني من فتنة الشيطان الملعون الرجيم (بسم اللَّه الرحمن الرحيم) فمعنى قوله بسم الله: يعني: الأوّل فلا شيء قبله ولا شيء بعده، الرحمن: العاطف على جميع خلقه بالرزق، الرحيم: البارّ بالمؤمنين خاصة يوم القيامة، ثم تقرأ فاتحة الكتاب إلى آخرها: يعني الحمد لله الذي لم يجعلني من المغضوب عليهم وهم اليهود، ولا الضالين وهم النصارى، ولكنه جعلني على طريق أنبيائه، وإذا ركعت فتفكر في نفسك، فكأنك تقول يا رب إني خضعت بين يديك، وجئت بهذه النفس العاصية إليك، وانقادت نفسي لعظمتك، لعلك تعفو عني وترحمني، ثم تقول (سبحان ربي العظيم) معناه تضرعاً إلى رب عظيم ومولى كريم، ثم ترفع رأسك من الركوع وتقول (سمع اللَّه لمن حمده) معناه غفر اللَّه لمن وحده وأطاعه، ثم تقول (ربنا لك الحمد) معناه لك الحمد إذ وفقتنا لهذا، ثم تسجد ومعنى السجود لميل بالذل والاستسلام والتواضع ومعناه يا رب إنك صوّرت وجهي على أحسن الصور، وجعلت فيه البصر والسمع واللسان فهذه الأشياء أحب إليّ وأنفع فقد جئت بهذه الأشياء ووضعتها بين يديك لعلك ترحمني، ثم تقول (سبحان ربي الأعلى) معناه تنزه ربي الأعلى الذي لا شيء فوقه، وإذا جلست للتشهد وقرأت (التحيات لله) يعني الملك لله والحمد والثناء.
    وروى عن الحسن البصري رحمه اللَّه تعالى أنه قال: كان في الجاهلية أصنام فكانوا
    يقولون لأصنامهم لك الحياة الباقية، فأمر أهل الصلاة أن يجعلوا التحيات يعني البقاء والملك الدائم لله تعالى، ثم تقول (والصلوات) يعني الصلوات الخمس لله عز وجلّ لا ينبغي أن تصلي إلا له، (والطيبات) يعني شهادة أن لا إله إلا اللَّه هي لله تعالى يعني الوحدانية لله تعالى، ثم تقول (السلام عليك أيها النبي) يعني يا محمد عليك السلام كما بلغت رسالة ربك ونصحت لأمتك (ورحمة الله) يعني رضوان اللَّه لك، (وبركاته) يعني عليك البركة وعلى أهل بيتك، (السلام علينا وعلى عباد اللَّه الصالحين) يعني مغفرة اللَّه تعالى لنا وعلينا وعلى جميع من مضى من النبيين والصديقين من سلك طريقهم إلى يوم القيامة، (أشهد أن لا إله إلا الله) يعني لا معبود في السماء والأرض غيره، (وأشهدأن محمدا عبده ورسوله) خاتم أنبيائه وصفيه وخيرته من جميع خلقه، ثم تصلي على النبي صلى اللَّه عليه وسلم ثم تدعو لنفسك وللمؤمنين وللمؤمنات ثم تسلم عن يمينك وشمالك، ومعنى التسليم عن اليمين وعن اليسار يعني أنتم معاشر إخواني من المؤمنين سالمون آمنون من شري وخيانتي إذا خرجت من المسجد. وروى عن الحسن البصري رحمة اللَّه تعالى عليه عن النبي صلى اللَّه عليه وسلم أنه قال "للمصلي ثلاث كرامات: يتناثر البر على رأسه من عنان السماء إلى مفرق رأسه، والملائكة محفوفة من قدميه إلى عنان السماء، وملك ينادي لو يعلم العبد من يناجي ما انتقل من صلاته" فهذه الكرامات كلها للمصلي فينبغي أن يعرف قدر صلاته ويحمد اللَّه تعالى على ما منّ عليه ووفقه لذلك. وروى سعيد عن قتادة أن دانيال عليه السلام نعت أمة محمد صلى اللَّه عليه وسلم فقال: يصلون صلاة لو صلاها قوم نوح ما أغرقوا، ولو صلاها قوم عاد ما أرسلت عليهم الريح العقيم، ولو صلاها قوم ثمود ما أخذتهم الصيحة، ثم قال قتادة عليكم بالصلاة فإنها خلق للمؤمنين حسن. وروى خلف بن خليفة عن ليث رفعه إلى النبي صلى اللَّه عليه وسلم أنه قال "أمتي أمةٌ مرحومة، وإنما يدفع اللَّه عنهم البلاء بإخلاصهم ودعائهم وصلاتهم وضعفائهم"
    Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...

    SOLIDARITI MENERUSKAN PERJUANGAN

    INI ZAMANNYA