الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء و المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين

أهلا وسهلا بكم

إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التفضل بزيارة صفحة التعليمات كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل ، إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، أما إذا رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة القسم الذي ترغب أدناه.

عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه - قال: سمعت رسول الله يقول: "إن إبليس قال لربه: بعزتك وجلالك لا أبرح أغوي بني آدم مادامت الأرواح فيهم - فقال الله: فبعزتي وجلالي لا أبرح أغفر لهم ما استغفروني"



اللّهم طهّر لساني من الكذب ، وقلبي من النفاق ، وعملي من الرياء ، وبصري من الخيانة ,, فإنّك تعلم خائنة الأعين ,, وما تخفي الصدور

اللهم استَخدِمني ولاَ تستَبدِلني، وانفَع بيِ، واجعَل عَملي خَالصاً لِوجهك الكَريم ... يا الله


اللهــم اجعل عملي على تمبـلر صالحاً,, واجعله لوجهك خالصاً,, ولا تجعل لأحد فيه شيئاً ,, وتقبل مني واجعله نورا لي في قبري,, وحسن خاتمة لي عند مماتي ,, ونجاةً من النار ومغفرةً من كل ذنب

يارب يارب يارب

    KEMASKINI

    _

    _
    ALLAHUMMA YA ALLAH BERIKANLAH KEJAYAAN DUNIA AKHIRAT PADAKU , AHLI KELUARGAKU DAN SEMUA YANG MEMBACA KARYA-KARYA YANG KUTULIS KERANA-MU AAMIIN YA RABBAL A'LAMIIN “Ya Allah, maafkanlah kesalahan kami, ampunkanlah dosa-dosa kami. Dosa-dosa kedua ibu bapa kami, saudara-saudara kami serta sahabat-sahabat kami. Dan Engkau kurniakanlah rahmatMu kepada seluruh hamba-hambaMu. Ya Allah, dengan rendah diri dan rasa hina yang sangat tinggi. Lindungilah kami dari kesesatan kejahilan yang nyata mahupun yang terselindung. Sesungguhnya tiadalah sebaik-baik perlindung selain Engkau. Jauhkanlah kami dari syirik dan kekaguman kepada diri sendiri. Hindarkanlah kami dari kata-kata yang dusta. Sesungguhnya Engkaulah yang maha berkuasa di atas setiap sesuatu.”

    تنبيه الغا فلين : حق الزوج على زوجته

    (قال الفقيه) أبو الليث السمرقندي رحمه اللَّه تعالى: حدثنا عبد الوهاب بن محمد حدثنا محمد بن علي حدثنا محمد بن صالح حدثنا عبد الرحمن الدوري عن عبد العزيز بن الخطاب عن حبان بن علي العنزي عن صالح بن حبان عن عبد اللَّه بن بريدة عن أبيه قال "جاء إعرابي إلى النبي صلى اللَّه عليه وسلم فقال إني أسلمت فأرني
    شيئاً أزداد به يقيناً. قال ما تريد؟ قال ادع تلك الشجرة فلتأتك، قال اذهب فادعها، فذهب فقال أجيبي رسول اللَّه فمالت على جانب من جوانبها فقطعت عروقها ثم مالت على الجانب الآخر ثم أقبلت ثم أدبرت فقطعت عروقها ثم أقبلت تجر عروقها وفروعها حتى انتهت إلى النبي صلى اللَّه عليه وسلم وسلمت عليه، فقال الأعرابي حسبي حسبي فأمرها فرجعت فدلت عروقها في ذلك الموضع ثم استوت، فقال الأعرابي ائذن لي يا رسول اللَّه فأقبل رأسك ورجليك؟ فأذن له فقبل رأسه ورجليه فقال أتأذن لي أن أسجد لك؟ قال لا تسجد لي ولا يسجد أحد لأحد من الخلق، ولو كنت آمراً أحد بذلك لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها تعظيماً لحقه" وروى عن عطاء عن ابن عمر رضي اللَّه تعالى عنهم قال "جاءت امرأة إلى النبي صلى اللَّه عليه وسلم فقالت يا رسول اللَّه ما حق الزوج على المرأة؟ قال أن لا تمنع نفسها ولو كانت على ظهر قتب ولا تصوم يوماً إلا بإذنه إلا رمضان فإن فعلت كان الأجر له والوزر عليها ولا تخرج إلا بإذنه فإن خرجت لنفسها لعنتها ملائكة الرحمة وملائكة العذاب حتى ترجع" وعن قتادة رضي اللَّه تعالى عنه قال: ذكر لنا أن كعباً قال: أول ما تسأل المرأة عنه يوم القيامة عن صلاتها ثمّ عن حق زوجها. وعن الحسن عن النبي صلى اللَّه عليه وسلم أنه قال "إذا هربت المرأة من بيت زوجها لم تقبل لها صلاة حتى ترجع وتضع يدها في يده وتقول اصنع بي ما شئت، وإن المرأة إذا صلت ولم تدع لزوجها ردّت عليها صلاتها حتى تدعو لزوجها" وعن قتادة رضي اللَّه تعالى عنه قال "ذكر لنا أن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم قال في خطبته وهو يومئذ بمنى أيها الناس إن لكم على نسائكم حقاً وإن لهن عليكم حقاً وإن من حقكم عليهن أن يحفظن فرشكم ولا يأذن في بيوتكم لأحد تكرهونه ولا يأتين بفاحشة مبينة فإن هنّ فعلن ذلك فقد أحلّ اللَّه لكم أن تضربوهن ضرباً غير مبرح، وإن من حقهن عليكم الكسوة والنفقة بالمعروف" وروى عن أنس بن مالك رضي اللَّه تعالى عنه عن النبي صلى اللَّه عليه وسلم أنه قال "إن المرأة إذا صلت خمسها وصامت شهرها وأحصنت فرجها وأطاعت بعلها فلتدخل من أي أبواب الجنة شاءت" وعنه أيضاً عن النبي صلى اللَّه عليه وسلم أنه قال لو أن الزوج سال من أحد منخريه دم ومن الآخر صديد فلحسته المرأة ما أدت حق زوجها".
    باب حق المرأة على الزوج
    (قال الفقيه) أبو الليث السمرقندي رحمه اللَّه تعالى: حدثنا أبي رحمه اللَّه حدثنا أبو الحسن الفراء حدثنا محمد بن غالب البغدادي عن الحسن بن علي عن الفضل بن سهل عن ابن عاتكة قال أنس بن مالك رضي اللَّه تعالى عنه "سئل رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم أيّ المؤمنين أكمل إيمانه؟ قال أحسنهم خلقاً مع أهله" قال: حدثنا الحاكم أبو الحسن السردري قال: حدثني أبو أحمد الحلواني حدثنا العباس بن محمد حدثنا يحيى بن معين حدثنا أبو حفص الأبار عن جحادة عن عطية العوفي عن ابن عمر رضي اللَّه تعالى عنه عن النبي صلى اللَّه عليه وسلم أنه قال كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته: فالإمام الذي يلي على الناس راع وهو مسئول عن رعيته، والرجل راع على أهل بيته وهو مسئول عنهم، والعبد راع في مال سيده وهو مسئول عنه، والمرأة راعية في بيت زوجها وهي مسئولة عن رعْيتها، ألا كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته" قال: حدثنا أبو الحسن أحمد بن حمدان حدثنا الحسن بن علي عن الفضل بن سهل عن محمد بن عبد اللَّه بن أبان عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن أبي هريرة رضي اللَّه تعالى عنه عن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم أنه قال "من تزوج امرأة بصداق مثلها وهو ينوي أن لا يؤديه إليها فهو زان، ومن استدان ديناً وهو ينوي أن لا يقضه فهو سارق" قال حدثنا أبو القاسم الشناناذي بإسناده عن الحسن البصري رحمه اللَّه عن النبي صلى اللَّه عليه وسلم أنه قال "استوصوا بالنساء خيراً فإنهن عندكم لا يملكن لأنفسهن شيئاً، وإنما أخذتموهن بأمانة اللَّه واستحللتم فروجهن بكلمة اللَّه تعالى".
    (قال الفقيه) رحمه اللَّه تعالى: حق المرأة على الزوج خمسة أشياء: أولها أن يخدمها من وراء الستر ولا يدعها تخرج من وراء الستر فإنها عورة وخروجها إثم وترك للمروءة، والثاني أن يعلمها ما تحتاج إليه من العلم مما لابد لها من أحكام الوضوء والصلوات والصوم، والثالث أن يطعمها الحلال فإن اللحم إذا نبت من الحرام يذوب بالنار، والرابع أن لا يظلمها فإنها أمانة عنده، والخامس إن تطاولت عليه يحتمل ذلك منها نصيحة لها لكيلا تقع في أمر هو أضرّ بها مما وقعت فيه. وذكر أن رجلاً جاء إلى عمر بن الخطاب يشكو إليه زوجته، فلما بلغ بابه سمع امرأته أم كلثوم تطاولت عليه، فقال الرجل إني أردت أن أشكو إليه زوجتي وبه من البلوى ما بي فرجع، فدعاه عمر رضي اللَّه تعالى عنه فسأله فقال إني أردت أن أشكو إليك زوجتي فلما سمعت من زوجتك ما سمعت رجعت، فقال عمر رضي اللَّه تعالى عنه إني أتجاوز عنها لحقوق لها عليّ: أوّلها ستر بيني وبين النار فيسكن بها قلبي عن الحرام، والثاني أنها لي خازنة إذا خرجت من منزلي وتكون حافظة لمالي، والثالث أنها قصارة لي تغسلي ثيابي، والرابع أنها ظئر لولدي، والخامس أنها خبازة وطباخة لي، فقال الرجل إن لي مثل مالك فما تجاوزت عنها فأتجاوز. وروى أنس بن مالك رضي اللَّه تعالى عنه عن النبي صلى اللَّه عليه وسلم أنه قال "أربع نفقات لا يحاسب بها العبد يوم القيامة: نفقته على أبويه ونفقته على إفطاره، ونفقته عل سحوره، ونفقته على عياله" وعن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم أنه قال "الدنانير أربعة، دينار تنفقه في سبيل اللَّه تعالى، ودينار تعطيه للمساكين، ودينار تعطيه في رقبة، ودينار تنفقه على أهلك، وأعظمها أجر الدينار الذي تنفقه على أهلك".
    باب إصلاح ذات البين والنهي عن المصارمة
    (قال الفقيه) أبو الليث السمرقندي رحمه اللَّه تعالى: حدثنا أبو الحسن القاسم بن محمد حدثنا فارس بن مردويه حدثنا عيسى بن خشنام حدثنا سويد عن مالك عن ابن شهاب عن عطاء بن يزيد عن أبي أيوب الأنصاري رضي اللَّه تعالى عنهم أن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم قال "لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث يلتقيان، فيعرض هذا بوجهه وهذا بوجهه وخيرهما الذي يبدأ بالسلام" قال: حدثنا محمد بن الفضل حدثنا محمد بن جعفر حدثنا إبراهيم بن يوسف حدثنا ابن عطية عن يونس عن الحسن البصري رحمه اللَّه أن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم قال "لا تهاجروا، فإن كنتم متهاجرين لا محالة فلا تهاجروا فوق ثلاثة أيام، وأيما مسلمين ماتا وهما متهاجران لا يجتمعان في الجنة" قال: حدثنا أبو الحسن أحمد بن حمدان حدثنا الحسن بن علي الطوسي حدثنا عبد اللَّه بن محمد عن مالك بن سفيان عن الأعمش عن شمر بن عطية عن شهر بن حوشب عن أنس بن مالك رضي اللَّه تعالى عنهم قال: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم "إن لله عباد يوضع لهم يوم القيامة منابر من نور ليسوا بأنبياء ولا شهداء يغبطهم الأنبياء والشهداء، فقالوا من هم يا رسول الله؟ قال هم المتحابون في الله". وعن أبي هريرة رضي اللَّه تعالى عنه أن النبي صلى اللَّه عليه وسلم قال: تفتح أبواب الجنة يوم الاثنين ويوم الخميس فيغفر فيهما لكل عبد لا يشرك بالله شيئاً إلا رجل كانت بينه وبين أخيه شحناء، فيقال أنظروا هذين حتى يصطلحا فإذا رفع عمل المتصارمين فوق ثلاث ردّ" وعن أبي أمامة رضي اللَّه تعالى عنه أن النبي صلى اللَّه عليه وسلم قال "إذا كانت ليلة النصف من شعبان يهبط اللَّه إلى سماء الدنيا فيطلع على أهل الأرض فيغفر لأهل الأرض جميعاً إلا الكافر والمشاحن.
    (قال الفقيه) رحمه اللَّه تعالى: هبوطه هبوط أمره كما قال اللَّه تعالى {فَأَتَاهُمْ اللَّه مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا} يعني فأتاهم أمره. وروى عن أنس بن مالك رضي اللَّه تعالى عنه عن النبي صلى اللَّه عليه وسلم أنه قال "خمسة ليست لهم صلاة، المرأة الساخط عليها زوجها، والعبد الآبق من سيده، والمصارم الذي لم يكلم أخاه فوق ثلاثة أيام ومدمن خمر، وإمام قوم يصلي بهم وهم له كارهون". وعن النبي صلى اللَّه عليه وسلم أنه قال "ألا أنبئكم بصدقة يسيرة يحبها اللَّه تعالى؟ قالوا بلى يا رسول الله. قال إصلاح ذات البين إذا تقاطعوا". وعن أبي الدرداء رضي اللَّه تعالى عنه عن النبي صلى اللَّه عليه وسلم قال "ألا أخبركم بأفضل من درجة الصيام والصلاة والصدقة؟ قالوا بلى. قال إصلاح ذات البين إذا تقاطعوا". وروى عن بعض الصحابة رضي اللَّه تعالى عنهم أنه قال: من عجز عن ثمانية فعليه بثمانية أخرى لينال فضلها: أولها من أراد فضل صلاة الليل وهو نائم فلا يعصي بالنهار، والثاني من أراد فضل صيام التطوع وهو مفطر فليحفظ لسانه، والثالث من أراد فضل العلماء فعليه بالتفكر، والرابع من أراد فضل المجاهدين والغزاة وهو قاعد في بيته فليجاهد الشيطان، والخامس من أراد فضل الصدقة وهو عاجز فليعلم الناس ما سمع من العلم، والسادس من أراد فضل الحج وهو عاجز فيلزم الجمعة، والسابع من أراد فضل العابدين فليصلح بين الناس ولا يوقع بينهم العداوة والبغضاء، والثامن من أراد فضل الأبدال فليضع يده على صدره ويرضى لأخيه ما يرضى لنفسه، وعن علي بن الحسن رضي اللَّه تعالى عنهما قال:إذا جمع اللَّه الأولين والآخرين نادى مناد أين أهل الفضل، فيقوم عنق من الناس يريدون الجنة، فتتلقاهم الملائكة فيقولون من أنتم. فيقولون نريد الجنة، فتقول الملائكة أقبل الحساب؟ فيقولون نعم قبل الحساب، فيقولون من أنتم؟ فيقولون نحن أهل الفضل فيقولون ما كان فضلكم في الدنيا؟
    قالوا إنا كنا إذا جهل علينا حلمنا وإذا أسيء إلينا عفونا، فتقول الملائكة ادخلوا الجنة {فَنِعْمَ أَجْرُ العَامِلِينَ} ثم ينادي مناد أين أهل الصبر؟ فيقوم عنق من الناس يريدون الجنة، فتقول لهم الملائكة أين تريدون؟ قالوا نريد الجنة فتقول الملائكة أقبل الحساب؟ قالوا نعم فتقول الملائكة من أنتم؟ قالوا نحن أهل الصبر، فتقول وما كان صبركم؟ فيقولون صبر بأنفسنا على طاعة اللَّه وصبرناها عن معاصي الله، فتقول الملائكة ادخلوا الجنة؟ {فَنِعْمَ أَجْرُ العَامِلِينَ} ثم ينادي مناد أين جيران اللَّه في داره؟ فيقوم عنق من الناس يريدون الجنة؟ فتقول الملائكة أين تريدون؟ فيقولون نريد الجنة، فتقول الملائكة أقبل الحساب؟ فيقولون نعم، فتقول الملائكة من أنتم؟ فيقولون نحن جيران اللَّه في أرضه، فيقولون وما كان جواركم؟ فيقولون كنا نتحابّ في اللَّه وكنا نتبادل في اللَّه وكنا نتزاور في الله، فتقول الملائكة ادخلوا الجنة {فَنِعْمَ أَجْرُ العَامِلِينَ}).
    وعن أبي هريرة رضي اللَّه تعالى عنه عن النبي صلى اللَّه عليه وسلم أنه قال "إن اللَّه تعالى يقول يوم القيامة أين المتحابون فيّ؟ فوعزتي وجلالي اليوم أظلهم بظلي يوم لا ظل إلا ظلي". وعن أبي أمامة رضي اللَّه تعالى عنه قال: امش ميلا وعد مريضا، وامش ميلين وزر أخاً في الله، وامش ثلاثة أميال وأصلح بين اثنين". وعن أنس بن مالك رضي اللَّه تعالى عنه قال: "من أصلح
    بين اثنين أعطاه اللَّه بكل كلمة عتق رقبة. وقال أبو بكر الوراق رضي اللَّه تعالى عنه: إن اللَّه بعث نبيه عليه الصلاة والسلام ليدعو الخلق إلى اللَّه تعالى، وإنما طلب منهم عمل أربعة أشياء: القلب واللسان والجوراح والخلق، وإنما طلب من كل واحد من هذه الأربعة شيئين: أما القلب فطلب منه تعظيم أمور اللَّه تعالى والشفقة على خلقه، وأما اللسان فطلب منه ذكر اللَّه تعالى على الدوام ومداراة الخلق، وأما الجوارح فطلب منها عبادة اللَّه تعالى وعون المسلمين، وأما الخلق فطلب منه الرضا بقضاء اللَّه تعالى وحسن المعاشرة مع الخلق واحتمال أذاهم. وروى سهل بن أبي صالح عن عطاء بن يزيد عن تميم الداري رضي اللَّه تعالى عنه عن النبي صلى اللَّه عليه وسلم أنه قال "ألا إنما الدين النصيحة. قالها ثلاثاً. قالوا لمن يا رسول الله؟ قال لله ولرسوله ولكتابه ولأئمة المؤمنين ولعامتهم".
    (قال الفقيه) رحمه الله: النصيحة لله تعالى أن تؤمن بالله ولا تشرك به شيئا وتعمل بما أمر اللَّه به وتنتهي عما نهى عنه وتدعو الناس إلى ذلك وتدلهم عليه، وأما النصيحة لرسوله فأن تعمل بسنته وتدعو الناس إليها وأما النصيحة لكتابه فأن تؤمن به وتتلوه وتعمل بما فيه وتدعو الناس إليه. وأما النصيحة للأئمة فأن لا تخرج عليهم بالسيف وتدعو لهم بالعدل والإنصاف وتدلّ الناس إليه. وأما النصيحة للعامة فهو أن تحب لهم ما تحب لنفسك وأن تصلح بينهم ولا تهجرهم وتدعو لهم بالصلاح. وقال عليّ بن أبي طالب كرم اللَّه وجهه: إن من موجبات المغفرة إدخال السرور على أخيك المسلم. وروى معمر عن الزهري عن حميد عن أمه أم كلثوم بنت عقبة عن النبي صلى اللَّه عليه وسلم أنه قال "ليس بالكاذب من أصلح بين الناس فقال خيراً أو نمى خيرا، وأما الإصلاح بين الناس فشعبة من شعب النبوة والصرم بين الناس شعبة من شعب السحر" وروى عن النبي صلى اللَّه عليه وسلم أنه قال "أفضل الناس عند اللَّه تعالى يوم القيامة ثوابا أنفعهم للناس في الدنيا، وأن المتقربين عند اللَّه يوم القيامة المصلحون بين الناس".
    باب مخالطة السلطان
    (قال الفقيه) أبو الليث السمرقندي رحمه اللَّه تعالى: حدثنا الحكم أبو الحسن السردري حدثنا الحسين بن إسمعيل القاضي حدثنا يوسف بن موسى حدثنا إبراهيم بن رستم حدثنا أبو حفص الأزدي عن إسمعيل بن سميع عن أنس بن مالك رضي اللَّه تعالى عنه قال: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم "العلماء أمناء الرسل ما لم يخالطوا السلطان ولم يدخلوا في الدنيا فإذا خالطوا السلطان ودخلوا في الدنيا فقد خانوا الرسل فاعتزلوهم واحذروهم" قال: حدثنا محمد بن الفضل، حدثنا محمد بن جعفر حدثنا إبراهيم بن يوسف حدثنا أبو معاوية
    عن الليث عن الحسن بن مسلم عن عبيد بن عمير أن النبي صلى اللَّه عليه وسلم قال "ما ازداد رجل من السلطان قرباً إلا ازداد من اللَّه بعدا، ولا كثرت أتباعه إلا كثرت شياطينه، ولا كثر ماله إلا اشتدّ حسابه" وقال حذيفة رضي اللَّه تعالى عنه: إياكم ومواقف الفتن، قيل وما مواقف الفتن؟ قال أبواب الأمراء. وقيل لابن عمر رضي اللَّه تعالى عنهما: إنا ندخل على السلطان فنتكلم بالكلام فإذا خرجنا تكلمنا بخلافه؟ قال كنا نعدّها من النفاق. وعن ابن مسعود رضي اللَّه تعالى عنه قال: إن الرجل ليدخل على ذي سلطان ومعه دينه فيخرج وما معه دينه، قيل وكيف ذلك؟ قال يرضيه بما يسخط الله. وقال بعض المتقدمين: إذا رأيت القارئ يختلف إلى الأغنياء فاعلم أنه مراء، وإذا رأيت عالما يختلف إلى الأمراء فاعلم أنه أحمق. وعن أبي هريرة رضي اللَّه تعالى عنه قال: ليس شيء أضر بهذه الأمة من ثلاث: حب الدينار والدرهم، وحب الرياسة، وإتيان باب السلطان، وقد جعل اللَّه منهن مخرجا. وعن مكحول رضي اللَّه تعالى عنه قال: من تعلم القرآن وتفقه في الدين ثم أتى باب السلطان متملقاً إليه ومطيعاً له بين يديه خاض في نار جهنم بعدد خطاه. وعن ميمون بن مهران قال: في صحبة السلطان خطران إن أطعته خاطرت بدينك، وإن عصيته خاطرت بنفسك، والسلامة أن لا يعرفك. وعن الفضيل بن عياض رحمه اللَّه قال: لو أن رجلاً لا يخالط هؤلاء: يعني السلاطين، ولا يزيد على الفرائض فهو أفضل من رجل يخالط السلطان ويصوم النهار ويقوم الليل ويحج ويجاهد. ويقال ما أقبح عالما يقال أين هو فيقال عند الأمير.
    وروى الحسن رحمه اللَّه عن النبي صلى اللَّه عليه وسلم أنه قال "لا تزال يد اللَّه على هذه الأمة ما لم يعظم أبرارهم فجارهم، وما لم يرفق خيارهم بشرارهم، وما لم يمل قراؤهم إلى أمرائهم، فإذا فعلوا ذلك رفع اللَّه عنهم البركة وسلط عليهم جبابرتهم وقذف في قلوبهم الرعب وأنزل عليهم الفاقة" وعن عيسى بن مريم صلوات اللَّه وسلامه عليهما أنه قال: يا معشر العلماء زغتم عن الطريق وأحببتم الدنيا، فكما أن الملوك تركوا الحكمة عندكم فاتركوا ملكهم عليهم. وعن شقيق بن سلمة أن عمر بن الخطاب رضي اللَّه تعالى عنه استعمل بشر بن عاصم الثقفي على صدقات هوازن فتخلف فلقيه عمر رضي اللَّه تعالى عنه فقال: ما خلفك؟ أما ترى لنا عليك سمعاً وطاعة؟ قال بلى ولكني سمعت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم قال "من ولى أحداً من الناس أتى به يوم القيامة حتى يوقف به على جسر جهنم فإن كان محسناً نجا وإن كان مسيئاً انخرق به الجسر فيهوى فيها سبعين خريفاً" فخرج عمر رضي اللَّه عنه حزيناً كئيباً فلقيه أبو ذر رضي اللَّه تعالى عنه فقال له مالي أراك حزيناً كئيباً؟ قال وما يمنعني وقد سمعت بشر بن عاصم يقول كذا وكذا، قال أبو ذر أما سمعت ذلك؟ قال عمر لا، قال أبو ذر أشهد أني سمعت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم يقول "من ولى أحداً من الناس أتى به يوم القيامة حتى يوقف به على جسر جهنم، فإن كان محسناً نجا وإن كان مسيئاً انخرق به الجسر فيهوي فيها سبعين خريفاً وهي سوداء مظلمة" وروت عائشة رضي اللَّه تعالى عنها عن النبي صلى اللَّه عليه وسلم أنه قال "يجاء بقاضي العدل يوم القيامة فيلقى من شدة الحساب ما يود أن لم يكن قضى بين اثنين قط" وعن أبي هريرة رضي اللَّه تعالى عنه عن النبي أنه قال "من جعل على القضاء فكأنما ذبح بغير بسكين" وعن أبي حنيفة رضي اللَّه تعالى عنه أنه دخل على أبي جعفر الدوانيقي فقال: يا أبا حنيفة أعنا على أمرنا؟ فقال أبو حنيفة أنا لا أصلح لهذا الأمر. فقال له سبحان اللَّه أعنا على أمرنا؟ فقال يا أمير المؤمنين إن كنت صادقاً فقد أخبرتك وإن كنت كاذباً فلا يحل لك أن توليني هذا الأمر.
    وعن أبي موسى الأشعري رضي اللَّه تعالى عنه قال "خرجت إلى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم فصحبني رجلان، فلما دخلنا على رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم قالا يا رسول اللَّه استعملنا على بعض أعمالك؟ فقال النبي صلى اللَّه عليه وسلم إنا لا نستعمل على عملنا من أراده وطلبه" وعن النبي صلى اللَّه عليه وسلم أنه قال لكعب بن عجرة يا كعب أعيذك بالله من إمارة السفهاء، ثلاث مرات، أمراء يكونون من بعدي فمن صدقهم على كذبهم وأعانهم على ظلمهم فأولئك مني برآٍ وأنا منهم بريء يا كعب بن عجرة كل لحم نبت من السحت فالنار أولى به، يا كعب بن عجرة الصوم جنة والصدقة تطفئ الخطيئة والصلاة قربان، يا كعب بن عجرة الناس غاديان فمبتاع نفسه فمعتقها وبائع نفسه فموبقها" قال حدثنا أبي رحمه اللَّه بإسناده قال: حدثنا أبو عبد اللَّه الطالقاني بسمرقند قال:حدثنا الزبير بن بكار الزبيري حدثنا عيسى بن يونس عن موسى بن عبد الصمد عن زاذان قال: كنا مع عبد اللَّه بن عباس رضي اللَّه تعالى عنهما على سطح له وله من رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم صحبة فرأى الناس يتحملون وينتقلون فقال ما بالهم؟ قيل يفرون من الطاعون، فقال يا طاعون خذني يا طاعون خذني، فقيل له لم تدعو بالموت وأنت صاحب رسول اللَّه وقد سمعته ينهى عنه؟ فقال أسأل اللَّه الموت لخصال ست رأيت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم يتخوّفهن على أمته، قلنا ما هنّ؟ قال إمارة الصبيان، وكثرة الشرط، والرشوة في الحكم، وقطيعة الرحم، واستخفاف بالذمة، ونشء يتخذون هذا القرآن مزمارا مهجراً يقدمون الرجل وما هو بأفضلهم ولا بأفقههم إلا ليغنيهم بالقرآن غناء. وعن الحسن البصري رحمه اللَّه أنه مرّ على باب ابن هبيرة فرأى قوماً من القراء قال: ما ظنكم يا هؤلاء القراء ليس هذا من مجالس الأتقياء.
    وعن النبي صلى اللَّه عليه وسلم قال "إياكم وجيران الأغنياء وعلماء الأمراء وقراء الأسواق" وعن الضحاك بن مزاحم قال: إني لأتقلب الليلة كلها على فراشي ألتمس كلمة أرضى بها سلطاني ولا أسخط بها خالقي فلا أقدر عليها. وذكر أن عيسى بن موسى لقي ابن شبرمة فقال له مالك لا تأتينا؟ قال وما أصنع بإتيانك إن قرّبتني فتنتني وإن أبعدتني آذيتني وما عندي ما أخافك وما عندي ما أرجوك. وقال ابن عباس رضي اللَّه تعالى عنهما: اجتنبوا أبواب الملوك فإنكم لا تصيبون من دنياهم شيئاً إلا أصابوا من آخرتكم ما هو أفضل منه. وقال بعض المتقدمين: دخولك على الملوك يدعوك إلى ثلاث: إيثارك رضاهم، وتعظيمك دنياهم، وتزكيتك عملهم، لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
    Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...

    SOLIDARITI MENERUSKAN PERJUANGAN

    INI ZAMANNYA