الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء و المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين

أهلا وسهلا بكم

إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التفضل بزيارة صفحة التعليمات كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل ، إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، أما إذا رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة القسم الذي ترغب أدناه.

عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه - قال: سمعت رسول الله يقول: "إن إبليس قال لربه: بعزتك وجلالك لا أبرح أغوي بني آدم مادامت الأرواح فيهم - فقال الله: فبعزتي وجلالي لا أبرح أغفر لهم ما استغفروني"



اللّهم طهّر لساني من الكذب ، وقلبي من النفاق ، وعملي من الرياء ، وبصري من الخيانة ,, فإنّك تعلم خائنة الأعين ,, وما تخفي الصدور

اللهم استَخدِمني ولاَ تستَبدِلني، وانفَع بيِ، واجعَل عَملي خَالصاً لِوجهك الكَريم ... يا الله


اللهــم اجعل عملي على تمبـلر صالحاً,, واجعله لوجهك خالصاً,, ولا تجعل لأحد فيه شيئاً ,, وتقبل مني واجعله نورا لي في قبري,, وحسن خاتمة لي عند مماتي ,, ونجاةً من النار ومغفرةً من كل ذنب

يارب يارب يارب

    KEMASKINI

    _

    _
    ALLAHUMMA YA ALLAH BERIKANLAH KEJAYAAN DUNIA AKHIRAT PADAKU , AHLI KELUARGAKU DAN SEMUA YANG MEMBACA KARYA-KARYA YANG KUTULIS KERANA-MU AAMIIN YA RABBAL A'LAMIIN “Ya Allah, maafkanlah kesalahan kami, ampunkanlah dosa-dosa kami. Dosa-dosa kedua ibu bapa kami, saudara-saudara kami serta sahabat-sahabat kami. Dan Engkau kurniakanlah rahmatMu kepada seluruh hamba-hambaMu. Ya Allah, dengan rendah diri dan rasa hina yang sangat tinggi. Lindungilah kami dari kesesatan kejahilan yang nyata mahupun yang terselindung. Sesungguhnya tiadalah sebaik-baik perlindung selain Engkau. Jauhkanlah kami dari syirik dan kekaguman kepada diri sendiri. Hindarkanlah kami dari kata-kata yang dusta. Sesungguhnya Engkaulah yang maha berkuasa di atas setiap sesuatu.”

    حقيقة دعوة الأخوان المسلمين


     

    حقيقة

     دعوة الأخوان المسلمين

     

     




    تأليف

    الشيخ ربيع بن هادي عمير المدخلي 


    حقيقة دعوة الأخوان المسلمين 

     

    المقدمة


    بسم الله الرحمن الرحيم

     

    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه                           أما بعد:
    فان من أشد الناس خطراً على الإسلام  والمسلمين أن  يقودهم أئمة الضلال .
    لقد خاف ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم على هذه الأمة وقد حصل  مما خافه الشئ الكثير في تاريخ هذه الأمة فلقد قاد كثيراً منهم رؤوس الجهمية ورؤوس المعتزلة ورؤوس الخوارج ورؤوس المرجئة ثم رؤوس الصوفية القبورية، فأضلوا كثيراً منهم وساروا بهم في متاهات الضلال ردحاً طويلاً  من الزمن وكان لذلك آثارٌ سيئة وكبيرة في حياة الأمة في عقائدها وسلوكها                                     ثم جاء هذا العصر الذي أفاقت فيه الأمة بسبب أضواء إسلامية وصيحات مدوية سلفية صاخت لها آذان وامتدت إليها أبصار لولا أن عاجلها أهل المكر والكيد لكان لذلك شأن وأي شأن ولعادت الأمة إلى سابق مجدها بعودتها إلى كتاب ربها وسنة نبيها .                                                               
    من أشد هذا الكيد والمكر الأسود ما سترى بعضه لا كله في هذه الأوراق وهو بعض ما طفح من الكيد الرافضي والصوفي والسياسي، هذا الثالوث الخبيث وما يتبعه وقف سداً منيعاً حائلاً بين الأمة وبين عودتها الحقيقية الجادة إلى كتاب ربها وسنة نبيها ومنهج السلف الصالح في عقيدتها وعبادتها وسياستها وأخلاقها .  حال هذا الثالوث الماكر بين الأمة وبين ذلك وربطها بشعارات جوفاء تسمع لها دوياً هائلاً ولا تجد لها طحناً اللهم إلا طحن الضلال والضياع . هذه الأوراق ستكشف للمسلمين جانباً مهماً من ذلكم الكيد والمكر ومنه التمييع الخبيث الذي يعتبر الرفض بل والتصوف وما فيهما من عقائد ملحدة بأنها هي الإسلام الموحد للأمة.
    وكان ممن أدرك مخاطر هذا الكيد والغش والتمييع الشيخُ : محب الدين الخطيب وبعض أفاضل المسلمين الناصحين فكتبوا كتابات قيمة تبين ما ينطوي عليه الرفض من كفريات وضلالات تنافي أصول الإسلام وفروعه ونقلوا ذلك من أصول معتمدة عند الروافض مثل كتاب :الكافي للكلينـي والإرشاد في تاريخ حجج الله على العباد للمفيد وتنقيح المقال في أحوال الرجال للمامقاني وفصل الخطاب في إثبات تحريف كتاب رب الأرباب للطبرسي وتفسير القمي.
    من المراجع المعتبرة عندهم وكانت التهم تكال لهؤلاء الأفاضل الناصحين بمثل  الأسلوب الآتي :" حارب هذه الفكرة ضيقوا الأفق كما حاربها صنف آخر من ذوي الأغراض الخاصة السيئة  ولا تخلو إي أمة من هذا الصنف من الناس حاربها من يجدون في التفرق ضماناً لبقائهم وعيشهم وحاربها ذوو النفوس المريضة وأصحاب الأهواء والنـزعات الخاصة هؤلاء وأولئك ممن يؤجرون أقلامهم لسياسات مغرضة لها أساليبها المباشرة في مقاومة أي حركة إصلاحية والوقوف في سبيل كل عمل يضم شمل المسلمين ويجمع كلمتهم.."
    انظر لهذا الأسلوب الماكر الذي يقلب الأمور والحقائق، فيجعل المخلصين الناصحين مأجورين ومرضى نفوس وأصحاب أهواء مقاومين لأي حركة إصلاحية ...إلى آخر الاتهامات .

    وكل هذه الأوصاف إنما تنطبق على دعاة التقريب بين الشرك والتوحيد والضلال والهدى إلى آخر البلايا التي ينطوي عليها الرفض والتصوف مما يبرأ منه الإسلام ويريدون إلصاقه بالإسلام والإسلام منه براء.

    إنه والله الغش والكيد والمكر الذي يقوده دهاة الرفض ويبذلون لتحقيقه كل غال ورخيص وما أظنهم تعبوا كثيراً في البحث عن أبواق وطبول يحملون اسم الإسلام وألقابا إسلامية ضخمة ويرفعون شعارات براقة منها الوحدة الإسلامية والتقارب بين المسلمين والاتحاد لمحاربة الأعداء.

    وسوف يقف القاري على حقيقة دعوة الأخوان المسلمين وعلى مدى صدق وإخلاص ونصح قادة هذه الدعوة للإسلام والمسلمين أو أنه سيبهر بضد كل ذلك مما يدفعه إلى تأكيد المقولة بأنهم سدنة الرفض والمروجون له في العالم .

    اللهم رد كيد الكائدين في نحورهم وأنقذ دينك الحق و أظهره على الأديان كلها ولو كره المشركون وأهل الأهواء والضالون إنك على كل شيٍ قدير وبالإجابة جدير .





    موقف علماء المسلمين
    من
    الشيعة والثورة الإسلامية




    تأليف

    الدكتور عز الدين إبراهيم



    وفي العصر الحديث كانت جماعة التقريب بين المذاهب الإسلامية التي شارك فيها الأمام الشهيد حسن البنا وشيخ الأزهر والمرجع الأعلى للإفتاء وقتها الإمام الأكبر عبد المجيد سليم ، والإمام مصطفى عبد الرازق ، والشيخ محمود شلتوت ، يقول الأستاذ سالم البهنساوي أحد مفكري الإخوان المسلمين في كتابــه ( السنة المفترى عليها ) صـ 57 : " منذ أن تكونت جماعة التقريب بين المذاهب الإسلامية والتي ساهم فيها الإمام البنا والإمام القمي والتعاون قائم بين الإخوان المسلمين والشيعة وقد أدى ذلك إلى زيارة الإمام نواب صفوي سنة 1945م للقاهرة " ويقول في نفس الصفحة :" ولا غرو في ذلك فمناهج الجماعتين تؤدي إلى هذا التعاون " . وفي كتابه ( الملهم الموهوب حسن البنا ) يقول الأستاذ عمر التلمساني المرشد العام صـ 78:
    " وبلغ من حرصه ( حسن البنا ) على توحيد كلمة المسلمين أنه كان يرمي إلى مؤتمر يجمع الفرق الإسلامية لعل الله يهديهم إلى الإجماع على أمر يحول بينهم وبين تكفير بعضهم خاصة وأن قرآننا واحد وديننا واحد ورسولنا r واحد وإلهنا واحد ولقد استضاف لهذا الغرض فضيلة الشيخ محمد القمي أحد كبار علماء الشيعة وزعمائهم في المركز العام فترة ليست بالقصيرة . كما أنه من المعروف أن الإمام البنا قد قابل المرجع الشيعي آية الله الكاشاني أثناء الحج عام 1948 م وحدث بينهما تفاهم يشير إليه أحد شخصيات الإخوان المسلمين اليوم وأحد تلامذة الإمام الشهيد الأستاذ عبد المتعال الجبري في كتابه ( لماذا اغتيل حسن البنا ) ( طـ1 الاعتصام صـ32- ) ينقل عن روبير جاكسون قوله: " ولو طال عمر هذا الرجل ( يقصد حسن البنا ) لكان يمكن أن يتحقق الكثير لهذه البلاد خاصة لو اتفق حسن البنا وآية الله الكاشاني الزعيم الإيراني على أن يزيلا الخلاف بين الشيعة والسنة وقد التقى الرجلان في الحجاز عام 48 ويبدو أنهما تفاهما ووصلا إلى نقطة رئيسية لولا أن عوجل حسن البنا بالاغتيال " . ويعلق الأستاذ الجبري قائلاً : " لقد صدق روبير وشم بحاسته السياسية جهد الإمام في التقريب بين المذاهب الإسلامية فما له لو أدرك عن قرب دوره الضخم في هذا المجال مما لا يتسع لذكره المقام " .
    وفي كتابه الأخير (  ذكريات لا مذكرات ) ط 1 دار الاعتصام 1985 يقول الأستاذ عمر التلمساني صـ 249 و 250 :
    " وفي الأربعينيات على ما أذكر كان السيد القمي وهو شيعي المذهب ينزل ضيفاً على الإخوان في المركز العام ، ووقتها كان الإمام الشهيد يعمل جاداً على التقريب بين المذاهب ، حتى لا يتخذ أعداء الإسلام الفرقة بني المذاهب منفذا يعملون من خلاله على تمزيق الوحدة الإسلامية ، وسألناه يوماً عن مدى الخلاف بين أهل السنة والشيعة ، فنهانا عن الدخول في مثل هذه المسائل الشائكة التي لا يليق بالمسلمين أن يشغلوا أنفسهم بها والمسلمون على ما نرى من تنابذ يعمل أعداء الإسلام على إشعال ناره ، قلنا لفضيلته : نحن لا نسأل عن هذا للتعصب أو توسعة لهوة الخلاف بين المسلمين ، ولكننا نسأل للعلم ، لأن ما بين السنة والشيعة مذكور في مؤلفات لا حصر لها وليس لدينا من سعة الوقت ما يمكننا من البحث في تلك المراجع . فقال رضوان الله عليه : اعلموا أن أهل السنة والشيعة مسلمون تجمعهم كلمة لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله وهذا أصل العقيدة ، والسنة والشيعة فيه سواء وعلى التقاء أما الخلاف بينهما فهو في أمور من الممكن التقريب فيها بينهما " .
    نستنتج من مواقف الإمام الشهيد هذه عدة حقائق مهمة منها :
    1.       ينظر كل من السني والشيعي إلى الآخر على أنه مسلم .
    2.       اللقاء والتفاهم بينهما وتجاوز الخلافات ممكن ومطلوب وهو مسؤولية الحركة الإسلامية الواعية والملتزمة .
    3.  قام الإمام الشهيد حسن البنا بجهد ضخم على هذا الطريق يؤكد ذلك ما يرويه الدكتور إسحاق موسى الحسيني في كتابه ( الإخوان المسلمون ..كبرى الحركات الإسلامية الحديثة ) من أن بعض الطلاب الشيعة الذين كانوا يدرسون في مصر قد انضموا إلى جماعة الإخوان . ومن المعروف أن صفوف الإخوان المسلمين في العراق كانت تضم  الكثير من الشيعة الإمامية الإثنى عشرية وعندما زار نواب صفوي سوريا وقابل الدكتور مصطفى السباعي المراقب العام للإخوان المسلمين اشتكى إليه الأخير ان بعض شباب الشيعة ينضمون إلى الحركات العلمانية والقومية فصعد نواب إلى أحد المنابر وقال أمام حشد من الشبان الشيعة والسنة : " من أراد أن يكون جعفرياً حقيقياً فلينضم إلى صفوف الإخوان المسلمين " .
    ولكن من هو نواب صفوي ؟ زعيم منظمة ( فدائيان إسلام ) الإسلامية الشيعية،   ينقل الأستاذ محمد علي الضناوي في كتابه ( كبرى الحركات الإسلامية في العصر الحديث ) صـ 150 نقلاً عن برنارد لويس قوله:
    " وبالرغم من مذهبهم الشيعي فإنهم يحملون فكرة عن الوحدة الإسلامية تماثل إلى حد كبير فكرة الإخوان المصريين ولقد كانت بينهما اتصالات " ويلخص الأستاذ الضناوي بعض مبادئ فدائيان إسلام " أولا : الإسلام نظام شامل للحياة. ثانياً : لا طائفية بين المسلمين أي بين السنة الشيعة " ثم ينقل عن نواب قوله : " لنعمل متحدين للإسلام ولنَنْس كل ما عدا جهادنا في سبيل عز الإسلام، ألم يأن للمسلمين أن يفهموا ويدعوا الانقسام إلى شيعة وسنة ؟ " .
    وفي كتاب ( الموسوعة الحركية ) ج 1 صـ 163 يتحدث الأستاذ فتحي يكن عن زيارة نواب  صفوي  للقاهرة والحماس الشديد الذي قابله به الإخوان المسلمون ثم يتكلم عن صدور حكم الإعدام عليه من قبل الشاه قائلاً : " كان لهذا الحكم الجائر صدى عنيف في البلاد الإسلامية وقد اهتزت الجماهير المسلمة التي تقدر بطولة نواب صفوي وجهاده وثارت على هذا الحكم وطيرت آلاف البرقيات من أنحاء العالم الإسلامي تستنكر الحكم على المجاهد المؤمن البطل الذي يعتبر القضاء عليه خسارة كبرى في العصر الحديث " وهكذا يصبح مسلم شيعي في نظر فتحي يكن كأحد أعظم شهداء الإخوان إذ يعتبر أن نواب وصحبه باستشهادهم قد انضموا إلى قافلة الشهداء الخالدين ، الذين سيكون دمهم الزكي طريق الحرية والفداء وهذا الذي كان . فما أن دار الزمان دورته حتى قامت الثورة الإسلامية في إيران ودكت عرش الطاغية الشاه الذي تشرد في الأفاق وصدق الله تعالى حيث يقول : }  ولقد سبقت كلمتنا لعبادنا المرسلين أنهم لهم المنصورون وإن جندنا لهم الغالبون { وفي كتابه ( الإسلام فكرة وحركة وانقلاب ) صـ 56 يكرر الأستاذ يكن نفس الموقف ، وفي مجلة ( المسلمون ) التي كان يصدرها الإخوان المسلمون (المجلد الخامس العدد الأول إبريل 1956 ص 73 ) يقول تحت عنوان " مع نواب صفوي " :" والشهيد العزيز نضر الله ذكره وثيق الصلة بالمسلمين " وقد نزل ضيفاً في دارها بالقاهرة أيام زيارته مصر في كانون الثاني سنة 1954 ، ثم تنقل المجلة رأيه في اعتقالات الإخوان الذي يقول فيه : " إنه حين يضطهد الطغاة رجل الإسلام في كل مكان يتسامى المسلمون فوق الخلافات المذهبية ويشاطرون إخوانهم المضطهدين آلامهم وأحزانهم  ولا شلك أننا بكفاحنا الإيجابي الإسلامي نستطيع إحباط خطط الأعداء التي ترمي إلى التفريق بين المسلمين أنه لا ضير في وجود الفرق المذهبية وليس بوسعنا إلغاؤها إنما الذي يجب أن نعمل على إيقافه ومنعه هو استغلال هذه الوضع لصالح المغرضين " .
    وقبل أن نعود إلى جماعة التقريب مرة أخرى نشير إلى أن المراقب العام للإخوان المسلمين في اليمن وحتى سنوات قليلة كان شيعياً زيدياً هو الأستاذ عبد المجيد الزنداني والذي دعي إلى القاهرة في شهر مايو / 58 لإلقاء بعض المحاضرات حول الإعجاز القرآني ، ومن المعروف أيضاً أن عدداً كبيراً من الإخوان المسلمين في اليمن الشمالي هم من الشيعة .
    بالنسبة لجماعة التقـريب يتحدث الإمام الأكبر الشيخ محمود شلتوت في كتاب ( الوحدة الإسلامية ) مجموعة من المقالات كانت تصدر في مجلة "رسالة الإسلام" عن الأزهر ص 20 : " لقد آمنت بفكرة التقريب كمنهج قويم وأسهمت منذ أول يوم في جماعتها " . ويقول في ص 23 : " وها هو الأزهر الشريف ينزل على حكم المبدأ ، مبدأ التقريب بين أرباب المذاهب المختلفة فيقرر دراسة فقه المذاهب الإسلامية  سنيها وشيعيها دراسة تعتمد على الدليل والبرهان وتخلو من التعصب لفلان أو فلان " ويواصل الشيخ شلتوت حديثه ص 24 : " وكنتُ أود لو أستطيع أن أتحدث عن الاجتماعات في دار التقريب حيث يجلس المصري إلى جانب الإيراني أو اللبناني أو العراقي أو الباكستاني أو غير هؤلاء من مختلف الشعوب الإسلامية وحيث يجلس الحنفي والمالكي والشافعي والحنبلي بجانب الإمامي والزيدي حول مائدة واحدة تدوي بأصوات فيها علم وفيها تصوف وفيها فقه وفيها مع ذلك كله روح الأخوة وذوق المودة والمحبة وزمالة العلم والعرفان " . ويشير الشيخ إلى أن هناك من حارب فكرة التقريب ظانين : " أنها تريد إلغاء المذاهب أو إدماج بعضها في بعض " فيقول :
    " حارب هذه الفكرة ضيقو الأفق كما حاربها صنف آخر من ذوي الأغراض الخاصة السيئة ولا تخلو أية أمة من هذا الصنف من لناس . حاربها من يجدون في التفرق ضمانا لبقائهم وعيشهم وحاربها ذوو النفوس المريضة وأصحاب الأهواء والنزعات الخاصة هؤلاء وأولئك ممن يؤجرون أقلامهم لسياسات مغرضة ، لها أساليبها المباشرة في مقاومة أي حركة إصلاحية والوقوف في سبيل كل عمل يضم شمل المسلمين ويجمع كلمتهم " وقبل أن نترك الأزهر نستمع إلى الفتوى التي أصدرها بخصوص المذهب الشيعي وجاء فيها : " إن مذهب الجعفرية المعروف بمذهب الشيعة الاثنى عشرية , مذهب يجوز التعبد به شرعاً كسائر مذاهب أهل السنة فينبغي للمسلمين أن يعرفوا ذلك وأن يتخلصوا من العصبية بغير حق لمذاهب معينة فما كان دين الله وماكانت شريعته بتابع لمذهب معين أو مقصورة على مذهب فالكل مجتهد مقبولون عند الله تعالى )) . 
    بعد ذلك ننتقل إلى الموقف من الثورة الإسلامية ، الثورة التي اشتعلت مع مطلع عام 1978 وانتصرت مع مطلع عام 1979 فأيقظت روح الأمة المسلمة على طول المحور الممتد من طنجة إلى جاكرتا ، ومع تقدم الثورة كان استقطابها للجماهير يزداد .. الجماهير التي كانت تعبر عن بهجتها وفرحتها في شوارع قاهرة المعز ودمشق الشام ..في كراتشي والخرطوم "..في استانبول ومن حول بيت المقدس وفي كل مكان يوجد فيه المسلمون  في ألمانيا الغربية كان الأستاذ عصام العطار أحد الزعماء التاريخيين لحركة الإخوان المسلمين يكتب كتاباً كاملاً يتناول تاريخ الثورة وجذورها ويقف بجانبها مؤيداً ويبرق أكثر من مرة للإمام الخميني مهنئاً ومباركاً وانتشرت أحاديثه المسجلة على أشرطة الكاسيت المؤيدة للثورة بين الشباب المسلم ، كذلك قامت مجلة ( الرائد ) لسان حال الطلائع الإسلامية بدور مهم في تأييد الثورة وشرح مواقفها .
    وفي السودان كان موقف الإخوان المسلمين وموقف شباب جامعة الخرطوم الإسلاميين من أروع المواقف التي شهدتها العواصم الإسلامية حيث خرجوا بمظاهرات التأييد وسافر الدكتور الترابي زعيم الإخوان إلى إيران حيث قابل الإمام معلناً تأييده . ومن الجدير بالذكر أن هذا الموقف مستمر حتى الآن . في تونس كانت مجلة الحركة الإسلامية ( المعرفة ) تقف بجانب الثورة تباركها وتدعو المسلمين إلى مناصرتها ووصل الأمر أن كتب زعيم الحركة الإسلامية والذي هو عضو التنظيم الدولي للإخوان المسلمين : كتب مرشحاً الإمام الخميني لإمامة المسلمين ! مما أدى إلى إغلاق المجلة قبل اعتقال زعماء الحركة على يد نظام بورقيبة ، ويعتبر الأستاذ الغنوشي أن الاتجاه الإسلامي الحديث " تبلور وأخذ شكلاً واضحاً على يد الإمام البنا والمودودي وقطب والخميني ممثلي أهم الاتجاهات الإسلامية في الحركة الإسلامية المعاصرة " ( كتاب الحركة الإسلامية والتحديث راشد الغنوشي ، وحسن الترابي ص 16 ) .
    ويعتبر في ص 17 من نفس الكتاب أنه بنجاح الثورة في إيران يبدأ الإسلام دورة حضارية جديدة ثم يقول تحت عنوان ماذا نعني بمصطلح الحركة الإسلامية : " ..ولكن الذي عنينا من بين ذلكالاتجاه الذي ينطلق من مفهوم الإسلام الشامل ،وهذا المفهوم ينطبق على ثلاثة اتجاهات كبرى : الإخوان المسلمين ، الجماعة الإسلامية بباكستان وحركة الإمام الخميني في إيران " وفي ص 24 يقول : " لقد بدأت إيران عملية لعلها من أهم ما يمكن أن يطرأ في مسيرة حركات التحرر في المنطقة كلها وهي تحرر الإسلام من هيمنة السلطات العاملة على استخدام في وجه المد الثوري في المنطقة " وفي مقالة أخيرة للأستاذ الغنوشي في الطليعة الإسلامية عدد 26 مارس /85 يعتبر أن الصراع بين السنة والشيعة من المشكلات الوهمية التي تظهر مع سيادة التقليد ويستعاض بها عن المشاكل الحقيقية الواقعية بعد أن تختفي الفكر ويختفي الإبداع .
    أما في لبنان فقد كان تأييد الحركة الإسلامية للثورة من أكثر المواقف وضوحاً وعمقاً فقد وقف الأستاذ فتحي يكن ومجلة الحركة ( الأمان ) موقفاً إسلامياً مشرفاً وزار الأستاذ يكن إيران أكثر من مرة وشارك في احتفالاتها وألقى المحاضرات في تأييدها ، وفي " الأمان " وغيرها نشرت قصيدة الأستاذ يوسف العظم ودعا فيها إلى مبايعة الخميني !! فقال :
    هدَّ صرح الظلم لا يخشى الحمــام

    بالخميني زعيماً وإمـــــام
    من دمانا ومضيـنا للأمــــام
    قد منحناه وشاحاً ووســـام
    ليعود الكون نوراً وســـــلام
    ندمر الشرك ونجتاح الظــلام
    أما في مصر فقد وقفت مجلة ( الدعوة ) و (  الاعتصام ) و ( المختار الإسلامي ) إلى جانب الثورة مؤكدة إسلاميتها ومدافعة عنها في وجه الإعلام الساداتي الأمريكي ، كتبت الاعتصام على غلاف عدد ذي الحجة 1400 أكتوبر 1980 : " الرفيق التكريتي .. تلميذ ميشيل عفلق الذي يريد أن يصنع قادسية جديدة في إيران المسلمة " وفي ص 10 من نفس العدد كتبت الاعتصام تحت عنوان ( أسباب المأساة ) :
    " الخوف من انتشار الثورة الإسلامية في العراق " ثم قالت : " ورأي صدام حسين إن فترة الانتقال التي يمر بها جيش إيران وتحوله من جيش إمبراطوري إلى جيش إسلامي هي فرصة ذهبية لا تكرر للقضاء على هذا الجيش قبل أن يتحول إلى قـوة لا تقهر بفضل العقيدة الإسلامية في نفوس ضباطه وجنوده " وفي عدد ( محرم 1401 هـ ديسمبر / كانون أول / 1980 ) كتب الأستاذ جابر رزق أحد أبرز صحفيي الإخوان المسلمين في الاعتصام ص 36 معللاً أسباب الحرب فقال : " إن الوقت الذي اندلعت فيه هذه الحرب هو ذات الوقت الذي فشلت فيه كل الخطط الأمريكية التآمرية على ثورة الشعب الإيراني المسلم " . ويقول ص 37 : " وقد نسي صدام حسين أنه سيقاتل شعباً تعداده أربعة أضعاف الشعب العراقي وهذا الشعب هو الشعب المسلم الوحيد الذي استطاع أن يتمرد على الإمبريالية الصليبية اليهودية " ثم يواصل حديثه " والشعب الإيراني بكامل هيئاته ومنظماته مصمم على مواصلة الحرب حتى النصر وحتى إسقاط البعث الدموي ، كما أن التعبئة الروحية والنفسية بين كل أفراد الشعب الإيراني لم يسبق لها مثيل والرغبة في الاستشهاد تأخذ صورة التسابق والإقدام والشعب الإيراني واثق تماماً أن النصر في النهاية سيكون للثورة الإيرانية المسلمة " ثم يشرح الأستاذ جابر رزق أن هدف الاستعمار من الحرب اسقاط الثورة فيقول :
    " .. وبسقوط النظام الثوري الإيراني يزول الخطر الذي يتهدد هذا النوع من الطواغيت الذين يرتجفون من تصورهم احتمال ثورة شعوبهم ضدهم واسقاطهم مثلما فعل الشعب الإيراني المسلم ضد الشاه العميل " وفي نهاية المقال يقول :
    " ولكن حزب الله غالب ..ولكن لابد من الجهاد والاستشهاد ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز " .
    إذن هذا هو جوهر الحرب وليس ما يردده البعض من أن إيران الشيعة تريد الانقضاض على النظام  السني في العراق .. يا إلهي كم هو محزن هذا العمى وكم هو .. من يزرع الجهل والحقد في عقول الناس وقلوبهم .
    وفي عدد ( صفر 1401 يناير / كانون الثاني 1981 م ) كتبت الاعتصام على غلافها : " الثورة التي أعادت الحسابات وغيرت الموازين " وفي ص 39 تساءلت المجلة " لماذا تعتبر الثورة الإيرانية أعظم ثورة في العصر الحديث " وفي نهاية المقال الذي كتب بمناسبة الذكرى الثانية لانتصار الثورة جاء فيه : " ومع ذلك انتصرت الثورة الإيرانية بعد أن سقط آلاف الشهداء وكانت بذلك أعظم ثورة في التاريخ الحديث بفعاليتها ونتائجها الإيجابية وآثارها التي أعادت الحسابات وغيرت الموازين " .
    ومن مصر إلى موقف التنظيم الدولي للإخوان المسلمين الذي وجه بياناً إلى المسؤولين عن الحركات الإسلامية في كافة أنحاء العالم وذلك أثناء أزمة الرهائن جاء فيه " ولو كان الأمر يخص إيران وحدها لقبلت حلاً وسطاً بعد أن تبينت ما حولها ولكنه الإسلام وشعوبه في كل مكان وقد أصبحت أمانة في عنق الحكم الإسلامي الوحيد في العالم الذي فرض نفسه بدماء شعبه في القرن العشرين لتثبيت حكم الله فوق حكم الحكام وفوق حكم الاستعمار والصهيونية العالمية .
    ويشير البيان إلى رؤية الثورة الإيرانية لمن يحاول أن يفت في عضدها على أنه واحد من أربعة " أما مسلم لم يستطع أن يستوعب عصر الطوفان الإسلامي وما زال يعيش في زمن الاستسلام فعليه أن يستغفر الله ويحاول أن يستكمل فهمه بمعاني الجهاد والعزة في الإسلام والله تعالى يقول : } إنما ذلكم الشيطان يخوف أولياءه فلا تخافوهم وخافون إن كنتم مؤمنين { وأما عميل يتوسط لمصلحة أعداء الإسلام على حساب الإسلام متشدقاً بالأخوة والحرص عليها كما في قوله تعالى:
    } وإن يريدوا أن يخدعوك فإن حسبك الله هو الذي أيدك بنصره وبالمؤمنين { وإما مسلم إمعة يحركه غيره بلا رأي له ولا إرادة والله يقول } يا أيها الذين آمنوا إن تطيعوا الذين كفروا يردوكم على أعقابكم فتنقلبوا خاسرين { . وإما منافق يداهن بين هؤلاء وهؤلاء .. " .
    وعندما بدأ الغزو الصدامي لإيران المسلمة أصدر التنظيم الدولي للإخوان المسلمين بياناً وجهه إلى الشعب العراقي هاجم فيه حزب البعث الملحد الكافر على حد تعبير البيان الذي قال أيضاً : " إن هذه الحرب أيضاً ليست حرب تحرير للمستضعفين من الرجال والنساء والولدان الذين لا يملكون حيلة ولا يهتدون سبيلاً . فشعب إيران المسلم قد حرر نفسه من الظلم والاستعمار الأمريكي الصهيوني في جهاد بطولي خارق وبثورة إسلامية عارمة فريدة من نوعها في التاريخ البشري وتحت قيادة إمام مسلم هو دون شك فخر للإسلام والمسلمين "
    ثم يتكلم البيان عن أهداف العدوان الصدامي قائلاً : " ..ضرب الحركة الإسلامية وإطفاء شعلة التحرير الإسلامية التي انبعثت من إيران " وفي نهاية البيان يقول مخاطباً الشعب العراقي : " اقتلوا جلاَّديكم فقد حانت الفرصة التي ما بعدها فرصة ، القوا اسلحتكم وانضموا إلى معسكر الثورة ، الثورة الإسلامية ثورتكم".
    أما موقف الجماعة الإسلامية في باكستان فقد تمثل في فتوى العلامة أبي الأعلى المودودي التي نشرت في مجلة الدعوة القاهرة عدد 29 أغسطس ( آب ) 1979 رداً على سؤال وجهته إليه المجلة حول الثورة الإسلامية في إيران أجاب العالم المجتهد الذي أجمعت الحركة الإسلامية أنه واحد من أبرز روادها في هذا القرن " وثورة الخميني ثورة إسلامية  والقائمون عليها هم جماعة إسلامية وشباب تلقوا التربية في الحركات الإسلامية وعلى جميع المسلمين عامة والحركات الإسلامية خاصة أن تؤيد هذه الثورة وتتعاون معها في جميع المجالات " .
    إذن هذه هو الموقف الشرعي من الثورة الإسلامية كما يطرحه المودودي وليس ما يطرحه وعاظ  السلاطين السعوديين وغيرهم من آراء مخالفة لفتوى المجتهد الكبير فأيهم أولي بالاتباع أيها المسلمون مجاهد ورائد إسلامي عظيم كالمودودي أم يقدمون البيعة والولاء لفهد بن عبد العزيز ( إمام المسلمين وخادم الحرمين الشريفين !!! ) .
    أمام موقف الأزهر فقد أعلنه شيخ الأزهر السابق في وقته في حديث مع صحيفة ( الشرق الأوسط ) التي تصدر في السعودية ولندن ( 3/7/ 79 ) قائلاً : " الإمام الخميني أخ في في الإسلام ومسلم صادق " . ثم قال : " إن المسلمين باختلاف مذاهبهم أخوة في الإسلام والخميني يقف تحت لواء الإسلام كما أقف أنا " . فهل كان شيخ الأزهر وقتها أيضاً جاهلاً بعقائد الشيعة ؟ أيُّ مصيبة هذه إذن !!
    وفي كتاب من كتب الأستاذ فتحي يكن الأخيرة : ( أبجديات التصور الحركي للعمل الإسلامي ) يستعرض المؤلف مؤامرات الاستعمار والقوى الدولية ضد الإسلام فيقول ص 148 : " وفي التاريخ القريب شاهد على ما نقول إلا وهو تجربة الثورة الإسلامية في إيران ، هذه التجربة التي هبت لمحاربتها واجهاضها كل قوى الأرض الكافرة ولا تزال بسبب أنها إسلامية وأنها لا شرقية ولا غربية " .
    ترى في أي صف يقف هؤلاء الذين يستغلون منبر رسول الله r ليصبوا حقدهم ضد الثورة الإسلامية ..في أي صف ؟ ..أجيبوا ..ردوا على الأستاذ فتحي يكن إن كنتم تريدون وجه الله حقاً .
    وجاء في مجلة ( الدعوة ) المهاجرة التي يصدرها الإخوان في النمسا العدد 72 / رجب 1402 هـ مايو / أيار 1982 ص 20 : " وفي العالم اليوم اليقظة الإسلامية التي كان من آثارها الثورة الإسلامية في إيران التي استطاعت ورغم عثراتها ..إن تقوض أكبر الإمبراطوريات عراقة وأشدها عتواً وعداءً للإسلام والمسلمين " .
    هذا موقف الدعوة حول إسلامية الثورة أما العقبات فليست أكثر من العقبات التي يحاول الاستعمار إن يضعها في طريق الثورة للتأثير على مسيرتها ، وواجب المسلمين الملتزمين أن يعوها ويبطلوها بقدر استطاعتهم ، هذا هو موقف الدعوة الذي يؤكده الأستاذ عمر التلمساني في حديث له مع ( مسلم ميديا ) الذي نشرته مجلة ( الكرسنت ) الإسلامية التي تصدر في كندا ( 16/12/1984 ) وقال فيه بالحرف الواحد : " لا أعرف أحداً من الإخوان المسلمين في العالم يهاجم إيران " .
    فمن هم هؤلاء الذين يفعلونها ويزعمون أنهم ينتسبون للإخوان هل هم .؟ وإلا فكيف يخالفون حقيقة واضحة يعلنها المرشد العام للإخوان المسلمين .
    وبعد هذه المواقف الواضحة لعلماء وقادة الحركات الإسلامية نستمع إلى إجابة الإمام الخميني على سؤال يتعلق بأصول الثورة وجه له عند وصوله إلى باريس : "أن السبب الذي قاد المسلمين إلى سنة وشيعة يوماً ما لم يعد قائماً ..كلنا مسلمون ..هذه ثورة إسلامية ..نحن جميعاً أخوة في الإسلام " .
    وفي كتاب ( الحركة الإسلامية والتحديث ) ينقل الأستاذ الغنوشي ص 21 عن الإمام قوله : " إننا نريد أن نحكم بالإسلام كما نزل على محمد r لا فرق بين السنة والشيعة لأن المذاهب لم تكن موجودة في عهد رسول الله r " .
    وفي الملتقى الرابع عشر للفكر الإسلامي الجزائر قال السيد هادي خسروشاهي ممثل الإمام إلى المؤتمر : " الأعداء أيها الأخوة لا يفرقون بين سني وشيعي إنهم يريدون القضاء على الإسلام كفكرة وكأيديولوجية عالمية ولذا فإن أي دعوة أو عمل لتفريق الصفوف باسم السنة والشيعة تعني الوقوف إلى جانب الكفر وضد الإسلام وهي بالتالي كما أفتى الإمام الخميني حرام شرعاً وعلى المسلمين التصدي لها " .
    وقبل أكثر من عشرين عاما وفي خطبة للإمام جمادى الأول 1384 هـ كان يعلن : " الأيدي القذرة التي تبث الفرقة بين الشيعي والسني في العالم الإسلامي لا هي من الشيعة ولا من السنة إنها أيدي الاستعمار التي تريد أن تستولي على البلاد الإسلامية من أيدينا . والدول الاستعمارية ، الدول التي تريد نهب ثرواتنا بوسائل مختلفة وحيل متعددة هي التي توجد الفرقة باسم التشيع والتسنن " .
    وبعد فإن تاريخ الحركة الإسلامية المعاصرة والممتد على مدى القرن الأخير لم يعرف إلا الإخاء والتعاون وروح التوحيد فلماذا تنتشر بيننا اليوم كتب الفتنة والانقسام بدءاً من كتاب الأكاذيب : " موقف الخميني من الشيعة والتشيع " ومروراً بكتاب ( السراب ) وحتى كتاب الأضاليل ( وجاء دور المجوس ) الذي نشرته نفس الدار التي أصدرت كتاباً تهاجم فيه حركة جهيمان الإسلامية في الجزيرة العربية وهو المسلم السلفي !!
    والعجيب أن كتبة هذه الكتب من النكرات لا يكتبون عليها أسماءهم الحقيقية رغم إنها تلقي كل الترحيب من أنظمة الطاغوت وتروج في كل مكان بل الحقيقة أن ذلك ليس عجيباً لأنهم أول من يدرون بأنها صفحات من الكذب الرخيص ، أننا نصرخ  بأعلى صوتنا إلا من يفيق ؟ أليس هناك من رجل جيد ؟ إن المسألة ليست دفاعاً عن إيران أو عن الخميني فنحن هنا كمسلمين سنة في وطن يسوده العلو والإفساد الإسرائيلي كنا نعتبر إيران ميداناً للنفوذ الأمريكي وحتى سنوات قليلة ، ولم نكن نعرف الخميني .. ولكن المسألة دفاعٌ عن الإسلام ومستقبله ..إنها المرة الأولى منذ أكثر من مائة عام يملك فيها الإسلام أرضاً وحكومة وشعباً يحمل مثل هذه الروح الاستشهادية إنها فرصة الإسلام والمسلمين للنهوض ومواجهة التحدي الغربي وتحطيم هجمته ومركزيته في فلسطين . وإذا حاولنا إضاعة الفرصة وتدمير التجربة الوليدة فلن نجد أمام الله عز وجل  - يوم لا ظل إلا ظلُّه ما نعتذر به .
    اللهم إنا نحاول أن نبلغ .. اللهم فاشهد .. اللهم فاشهد .



    الوحـــدة الإسلامــية

    والتقريب بين أهل المذاهب

     

    محاضرة ألقيت في : مركز البيان الثقافي


     




    ويليها

    السنة بين موازين الكتب الستة والأصول الأربعة ومجال التقارب


    Flowchart: Stored Data: بقلم
زهير الشاويش  



    بسم الله الرحمن الرحيم
    الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خير المرسلين ، وعلى آله وأصحابه أجمعين .
    أما بعد ، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    نرحب بكم جميعا في " مركز البيان الثقافي " .
    هذا المركز الذي فتح أبوابه وقلبه ليكون ساحة للحوار والتلاقي بين ساحات كَثُرَ فيها الخصام والتباعد ، وما أحوجنا نحن اليوم إلى أن نكون متلاقين متآلفين في هذا الوقت العصيب ، لنواجه جميعاً خطراً لا يفرِّق بين أبيض وأسود وعمر وجعفر .
    ويتوسد المركز لتحقيق ما يصبو إليه الوسائل التالية :
        1)       المحاضرات الشهرية التي تقام فيه .
        2)       الدورية التي يصدرها المركز واسمها : ( الإنسان المعاصر ) .
    محاولين في هذا كله أن نسد ثغرة من الثغرات ، أو نقدم حلاًّ لبعض المشكلات ، أو وجهة نظر في بعض القضايا .
    منطلقين أولا من واقعنا اللبناني الذي نعيش فيه ، ثم المحيط العربي والإسلامي .
    هذا ، ولا ندعي أننا نملك الصواب كله في كل ما نذهب إليه من حلول ومعالجات ونظرات ، بل نعتقد أننا نملك جزءاً من الصواب ومع الآخرين الجزء الآخر لذا نحن نفتح الباب واسعاً لتلاقي الأفكار وتزاوجها كي يجتمع لدينا الجزء الذي نفقد مع الجزء الذي يفقده الآخرون ، فيتولد من لقاءاتنا هذه الحقيقة الأقرب للصواب ، وبهذا نصل للحق الذي ينشده الجميع .
    وفي ساحة الحوار هذه نستضيف اليوم علمين بارزين :
    العلم الأول : هو تاريخ متنقل يحمل بين جنباته تجارب الماضين ، وخبرة الأيام ، والعلم والفكر والحكمة .
    إنه شيخ ولكن بروح الشباب وهمتهم ، وأراني عاجزاً عن تعريفه في هذه العجالة السريعة.  محاضرنا هو : الشيخ زهير الشاويش حفظه الله .
    وُلِد في دمشق سنة 1925 م ، من رجال العلم والجهاد والعمل العام ، شارك في مؤتمرات وندوات كثيرة ، وله حضور في القضايا العربية والإسلامية ، وهو عضو مجلس أمناء " مركز البيان الثقافي " ومؤسس المكتب الإسلامي للطباعة والنشر . له العديد من المؤلفات والتحقيقات والمقالات .
    أما العلم الثاني الذي نستضيف فهو : الدكتور سعود المولى ، ونحن نسميه فيما بيننا الرجل الزئبقي ، لأنك لا تستطيع أن تمسك به لكثرة مشاغله وتنقلاته ونشاطه الدائم .
    وُلِدَ في بيروت سنة 1953 م ، أستاذ في الجامعة اللبنانية ، معهد العلوم الاجتماعية وعضو لجنـة الحوار الإسلامي المسيحي ،وممثل المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى وعضو الأمانة العامة الدائمة للقمة الإسلامية ، وعضو مجلس أمنـاء " مركز البيان الثقافي " .
    أما موضوعنا اليوم فهو : " الوحدة الإسلامية والتقارب بين المذاهب " .
    وقد تم اختيارنا لهذا الموضوع انطلاقا من أمر الله تعالى :
    } واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا {  {آل عمران : 103 } وقوله أيضاً : } ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم  {  {الأنفال : 46} ، والتزاماً بقــول النبي r :
    "ترى المؤمنين في تراحمهم وتوادهم وتعاطفهم كمثل الجسد ، إذا اشتكى عضواً تداعى له سائر جسده بالسهر والحُمّى " {رواه البخاري : 6011 }
    ونبدأ موضوعنا مع الشيخ زهير الشاويش ، على أن لا يتجاوز في إلقائه هذا خمساً وأربعين دقيقة ، ثم يعقب على الموضوع الدكتور سعود المولى ، على أن لا يتجاوز تعقيبه ثلاثين دقيقة ، ثم نبقى ثلاثين دقيقة لاستلام أسئلتكم .
    ونبقى الآن مع كلمة الشيخ زهير الشاويش ، فليتفضل .


    على هامش مؤتمر الوحدة الإسلامية والتقريب بين المذاهب

    الشيخ زهير الشاويش


    بسم الله الرحمن الرحيم

    الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وجميع صحبه ، ومن تبعهم بإحسان أما بعد :
    فإن مما توافقت عليه العقول أن يكون أبناء الدين الواحد أمة واحدة ، تجمع بينها الأسس ، والأهداف ، وتعمل صفاً واحداً في تأمين حاجاتها ، ودفع المضار عنها فيما يصيب أفراداً منها .
    وهذا الشيء ذاته حال أبناء الأمة الواحدة ذات العرق والجنس الواحد . وقل مثل ذلك عن أبناء الوطن والبلد .
    وهذه الصورة المُثلى حرمنا منها زمنا بعيداً،لعوامل مختلفة.وكانت الوحدة تقترب حيناً، وتبتعد أحياناً . إلى أن كان مطلع هذا القرن الميلادي ..الذي لعبت دول الاستعمار به تفرقة وتشتيتاً ، وذهبت دولة الخلافة واأسفاه على الخلافة فقد كانت المِظلَّةَ لأكبرِ تجمع إسلامي في دولة واحدة ، وأكبر هدف إيماني لتطلعات باقي الشعوب المسلمة .
    لقد حُرمنا من تحقيق تجمع لنا باسم القومية العربية ..وما بقي لنا سوى أبيات الشعر :
    من الشـــام لبغــــداني
     

    بــــلاد العرب أوطــاني
     
    إلى مصـرَ فتطــــــواني
     

    ومن نجــد إلى يــــمن
     
    وما لي أحدثكم عن الوحدة الإسلامية, والوحدة العربية ..ولا أذكر لكم بأننا نشأنا في الثلاثينات من هذا القرن ، ونحن نتمنى وحدة الوطن الصغير سورية الجغرافية ..بعد أن قسمت إلى قطع صغيرة زادت على العشرة [1] .
    لقد حرمنا وحدة الوطن ، ووحدة القوم ، ووحدة الدين .
    ودار الزمن دورته ، وقامت للعرب وحدات استمر بعضها كوحدات شبه الجزيرة ، واتحادات الإمارات والعراق والأردن ، والجمهورية العربية المتحدة بين مصر وسورية ، وكانت الأمل الكبير . ولكن لم يكتب لها البقاء ، فضلاً عن وحدة مصر والسودان ، وقيام وحدات المغرب العربية ، والوحدات الفورية عند بعضهم . واليوم توحدت اليمن كتب الله لوحدتها البقاء .
    ولست هنا لأعدد دوافع قيام كل وحدة ، ولا أسباب انهيار ما سقط منها ، ولا مخاوفي على القائم منها ، ولا أنسى فشل وحدة باكستان بعد أن انفصلت عن الهند وانقسمت إلى شطرين !! .
    وإنما بقي لي -ولمثلي- آمال تراودني ، وأفكار تعاودني ، قبل نومي حول وحدة الوطن ، والقوم ، والدين ..ولا أجد لها تحقيقاً ، ولا في المنام ، بل أجدُ لها من نفسي لنفسي تأريقاً ..
    وكم حضرت من مؤتمرات واجتماعات ، وسمعت عن ذلك ممن سعى إليها غيري وبذل في سبيل ذلك الغالي والنفيس ، وبعضهم قدم الأرواح والمهج ، ولكن بقينا نسمع صوتاً ولا نرى طِحنا .
    وإنني مع علمي بأن الوفاء للقسم الأول من العنوان الذي اختاره الإخوة الأكارم لهذا اللقاء " الوحدة الإسلامية " الموافق لعنوان مؤتمر طهران . يوجبُ عليَّ أن أعرض مقومات موضوع هذه الوحدة [2] .
    ولكنني لن أتكلم فيه ، ليس لأنه صعب أو بعيد المنال ..لا !  إنما أردت الكلام عن جزئيات هي في حقيقتها مما يعوق دون وحدة المسلمين . وأهمها مع الأسف يرجع إلى فهمنا أو تطبيقنا لهذا الدين الذي جعله الله رحمة لنا وللعالمين ، والذي نريد أن نتوحد به وعليه اليوم . فإذا أزيلت تلك العقبات الجزئية ظاهراً ..والكؤود حقيقة ، نمهد الطريق إلى الوحدة .. وأهم هذه العقبات في نظري .
    الخلاف بين : أهل السنة والجماعة من جهة .
    وبين الشيعة الإثنى عشرية من جهة أخرى .
    وإذا تركتُ الزيديين والعلويين والموحدين جانباً ، فلأنهم تبع للشيعة ، ولأن وجودهم كان في مؤتمر طهران محدوداً اللهم سوى عالم زيدي واحد وما تكلم بكلمة .
    وحتى هؤلاء يكون البحث معهم إن شاء الله فيما بعد ، وهم في النتيجة مع إخوانهم صف واحد في وجه الإلحاد والكفر ..
    ونحن في بلاد الشام ما كنا في يوم ما متباعدين . بل كان التقارب بيننا قديماً .. ولعل وجود إخواننا من تلك المذاهب حتى اليوم ، الدليل الواضح على روح التسامح الذي كان سائداً ، وأما فترات التشنج ، فقد كانت قليلة ومحدودة ، وكان يجري علاجها من عقلاء أهل زمانها .
    ومما أدركنا من التعاون الإسلامي العام وخصوصاً أيام الجهاد بين الشيخ صالح العلي ( العلوي ) ، وإبراهيم هنانو ، والشيخ نافع الشامي ، وسكان الساحل ، وجبل الزاوية في شمال وغرب سورية .
    وكذا بين سكان جبل العرب من الدروز مع الأميرين : شكيب وعادل أرسلان ، والشيخ الهجري ، والقائد سلطان الأطرش ، ومع السنة مثل الزعيم عبد الرحمن الشهبندر ، والشيخ محمد الأشمر ، وأهل دمشق وحوران والغوطة ، وأهل الجولان ، وقرى وادي العجم ، وعربان الجبل .
    وتفصيل هذه الأمور يحتاج إلى أوقات طويلة ومعرفة في التاريخ والجغرافية أكثر مما تعلم أبناؤنا في دروس التربية الوطنية وكتب التاريخ المدرسي ، التي فرض مناهجها وكتبها المستعمر ومن تابعه على ذلك من عبيد الأنظمة ..
    وأعود إلى بحث التوافق بين السنة والشيعة على ضوء مؤتمر " الوحدة الإسلامية " فإن اتفاقهما وتوافقهما هو الأساس ..
    وبعد ذلك فأجد أن عليَّ أن أطرح سؤالاً على نفسي وعلى من ينادي بالوحدة الإسلامية مثلي ، ويريدها بأقرب وقت . وهو :
    كم هو الأمل عندك في حصول الوحدة ؟؟
    فأقول : إن تفرقنا كان على مراحل ، وسوف نعود أيضاً على مراحل وخطوات .. ويوم أن تفككت وحدتنا أصابتها عوامل متعددة دينية ، وسياسية ، داخلية ، وخارجية .. واستمر الانشقاق ، وارتفعت الخصومات ، وأحياناً اشتعلت الحروب .
    واليوم ورثنا هذا الركام من الخلافات المنوعة أيضاً .
    كما ورثنا رغبات صادقة من الآباء وممن سبقنا للوحدة والتقارب بعد أن أحسوا جميعاً بالخسارة العامة ، وقد استجاب نفر كريم من علماء الأمة ومفكريها إلى هذا المؤتمر ، الذي انعقد في إيران . وكان قد سبقهم إلى الدعوة إلى تلك الوحدة بين المذهبين عدد كبير من المصلحين في السير على هذا الطريق ، ومنهم المسرع ومنهم المتئد .. مع اختلاف الوسائل وسبل عرض الموضوع [3] .
    وأحب الآن أن أُغلِّب حسن الظن عندي على سواه ، حتى في الذين كتبوا ودعوا إلى التقارب بأسلوب نبش الماضي ، وإثارة الخلافات .. ظناً منهم أن ذلك من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وأن أقوالهم وكتبهم تجعل التقارب على قواعد سليمة مبنية على ما فهموا من الكتاب والسنة وأقوال العترة ..أو ما تقتضيه الحكمة والعقل والوحدة المتينة .
    وقد كان في المؤتمر بعض هؤلاء .
    بل قد توسع بعضهم في المؤتمر وقبله إلى الدعوة لجعل المسلمين كلهم مذهباً واحداً في الدولة ، والحكم ، والعقائد ، والفقه ، ومختلف الأمور . وكانت له حجته ، وهي حق في أصلها ، ولكنه ابتعد عن الواقع . فذهبت دعوته مع الريح .
    ونحن اليوم ندعو إلى بقاء أصحاب كل مذهب على مذهبهم .
    اللهم !  إلا ما يجدوه هم بأنفسهم غير مبني على دليل شرعي ، وليس فيه أي نفع حسي لهم في دينهم ودنياهم ، فيقلعوا عنه وهذا عائد لهم ، وفيه الخير لهم .
    وعلى هذا مشى الذين عرفناهم في مجال التقريب ودعاته السابقون مع تعدد أقوالهم والاختلاف الجزئي فيها ، أمثال :
    السيد محسن الأمين ، والسيد رشيد رضا ، والمجتهد الحكيم النجفي ، الشيخ كامل القصاب ، والشهيد نواب صفوي ، والمرشد حسن البنا ، والمشايخ : محمد التقي القمي ، وعبد المجيد سليم ، وعلي المؤيد ، وأمجد الزهاوي ، والبشير إبراهيم ، والسيد موسى الصدر ، والحاج أمين الحسيني رحمهم الله -.
    وذكر هؤلاء مني على سبيل المثال ، وإلا فهناك العشرات غيرهم . وكلنا يعلم بأن المسلمين اختلفوا وتقاتلوا ، منذ عهد الصحابة رضي الله عنهم جميعاً ، ولكن كانت دولتهم واحدة، سوى فترات قصيرة ، والفتوى بينهم على طريقة واحدة ، وهذه كتب الحديث والفقه والتاريخ شاهدة على ذلك .
    واليوم نحن ندعو ونكرر إلى عدم طلب : ذوبان فريق في الفريق الآخر ..لأن هذا مستحيل الآن ، وفي المستقبل المنظور .
    ولكن الممكن : أن يترك كل فريق منا استفزاز الفريق الآخر ، وأن تكون دعوته بالحكمة وبالتي هي أحسن .. فلا نرى بعد الآن التحرش من أحدنا بالآخر ، ولا نسمح بالطعن بمن يعظمه بعضنا ، ولا نبش الماضي .
    وللصوفية كلمة جميلة نافعة :
    " ذكر الجفا ، وقت الصفا ، من الجفا " .
    وسؤال آخر أطرحه على نفسي وهو :
    كيف يمكن توحيد الأمة ، وتقريب المذاهب ، وهذه الكتب والمقالات ، والمواقف تملأ الساحة ، وفيها من عرض وجهات النظر المختلفة ما فيها .. وأكثرها إن لم أقل كلها مشبعة بالمنفر من القول ؟؟
    فأقول : واللهِ ! ما طرقت هذه الموضوع ، إلا عندي منذ زمن بعيد مئات الكتب أو الألوف من كتب الفريقين ..وفيها المكفر ، والمضلل ، والمجهل ، والشاتم ، واللاعن ، لكل ما عند الطرف الآخر ، أو بعض ما عنده من : رجال ، وكتب ، وحديث ، ومواقف ..إلخ .
    وما اطلعت عليه منها وجدت في بعضه الحق ، أو شبهة حق تمسك فيها من نقلها . بعد أن أضاف إليها مما عنده من موروثات ، وما دفعته إليه العصبية والهوى [4] .
    ولكن هل تبقى المواقف البائدة تتحكم فينا ، فنكون أحياء يحكمهم الأموات والقبور .
    لا والله !! ما هذا اللائق بالعقلاء ، وأهل الإيمان ، والغيرة على الإسلام والمسلمين .
    ومما شجعني على الدخول في هذا المشروع الخطير ما عرفته من كلام ربنا جل شأنه ، وحديث رسولنا r ، وكلام علمائنا من الصحابة الكرام ومنهم آل بيت النبي r - ومن تبعهم بإحسان إلى يومنا هذا .
    وآخره ما سمعته من مرشد الجمهورية الإسلامية وقائدها الخامنئي عقب المؤتمر من خطبته الوداعية للوفود .
    فقد تكلم بما ماثل وشابه ما قدم للمؤتمر ، من دعاة التقريب ، وما بحث وأقر في المؤتمر .
    ولقوله أهمية كبرى عند أحد قسمي الأمة التي نريد توحيدها ، وتقريب مذاهبها .
     وفي كلام رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية الشيخ هاشمي رفسنجاني في افتتاح المؤتمر . فقد كان كلامه عن الوحدة والإشادة بكل دول العالم الإسلامي ، وإعذاره لهم عن مواقفهم مع الاختلاف معهم ودعوتهم للوحدة والاتحاد ، كان كلام رجل دولة ، يعرف ما يقول ، وكانت كلمته معبرة عما يجيش في صدر كل مؤمن بوجوب وحدة المسلمين .
    وأقول : بأن كل كلام يمكن أن يؤول أو يحمل على خلاف ما يريد صاحبه .. أو يحرف من الناقلين ، أو يساء فهمه من السامعين ! 
    ولكن مالنا ولهذا ، نحن نريد دفن الماضي .. والبناء من جديد على السليم من عقائدنا ، والمتفق عليه فيما بيننا .
    والمؤتمر مع أنه مؤتمر شعبي فقد لقي التأييد الواضح من القائد الخامنئي ، ومن رئيس جمهورية إيران ، وبعض الرسميين .
    وقد حمل مندوب سورية الدكتور الشيخ إبراهيم حسن النقشبندي تحيات سورية قيادة وحكومة وشعباً ، كما حضر حفل الافتتاح السفير السوري .
    وحضر ممثلون عن كبريات الجماعات الإسلامية في العالم مثل الباكستان ، والهند ، والمملكة الأردنية الهاشمية ، والمملكة المغربية ، والجاليات في أوروبة وأمريكا .
    ومثل الجماعة الإسلامية في لبنان سعادة الدكتور النائب فتحي يكن ، وكان لمذكرته ومداخلاته وكلمته باسم كل المشاركين في المؤتمر الأثر الطيب النافع الهادف . كما حضر من لبنان القاضي الدكتور مصطفى الرافعي ، وحال مرضه دون متابعة المناقشات بما هو مأمول منه لعلمه واطلاعه .
    وفي المؤتمر جرت المداولات بحرية حول النقاط الكبرى ، ولم يُدخل في التفاصيل لضيق الوقت ، وللرغبة في اللقاء على الأهداف ما أمكن ..غير أن بعض الحضور أدخل في كلامه جزئيات أوجبت الرد عليها وتوضيح المواقف منها .
    وهذه الجزئيات كانت - في حقيقتها - من التاريخ الماضي الذي كلنا شكونا منه ، ونراه سبب تفرقنا وتقطيع إخوَّتِنا الدهور الطويلة ! ! 
    وكان في كلام ومداخلات الدكاترة فتحي يكن ، وفاروق النبهان ، وعدنان البخيت ، محمد القيسي ، والشيخين النقشبندي والمدني [5]، وفي مشاركتي ردَّ الحق إلى نصابه ، ووضع الأمور في مجراها الطبيعي .
    وكان الفضل في أكثر ذلك إلى القيادة الحكيمة التي تولاها الأمين العام لمجمع التقريب سماحة الشيخ محمد واعظ زاده الخراساني ، وسماحة الشيخ التسخيري .
    وقد لاحظنا غياباً سنياً رسمياً ، وانعدام علماء وفقهاء المذاهب ، المراد التقارب معها ! ! ، مما دعاني للبحث مع المسؤولين عن المؤتمر في ذلك الأمر ، فتقرر إقامة مؤتمر فرعي في منطقة أذربيجان الغربية في بلدة ( أورمية ) الحدودية . وضم هذا المؤتمر عدداً كبيراً من علماء الأكراد ( الشافعية ) والأتراك ، والبلوخستان ، والتتار ، والتركمان ( الحنفية ) والعجم ( الشيعة ) . ووجدت هناك بين المشاركين والزوار بعض السلفيين الأثريين من خريجي المعاهد في سورية ، والجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة [6] .
    وفي هذا المؤتمر الفرعي كانت الأبحاث أوضح وأصرح لمشاركة أهل البلاد فيها ، ومعرفتهم بأمور بعضهم بعضاً . وكان من نتيجة ذلك ، أن رافقنا إلى طهران عدد كبير من أهل السنة والجماعة ، وشاركونا في جلسات المؤتمر . وفي نهاية المؤتمر استقبلهم مرشد الجمهورية الإيرانية بحضور رئيس الجمهورية ورئاسة القضاة وعدد من القيادات ، وبحث معهم في شؤون مناطقهم ومذاهبهم [7].
    وكانت الرحلة إلى أذربيجان موفقة بفضل الله ، ذهبت إليها مع مفتي الحسكة ، والشيخ آية الله معرفتي ، وهو من أعقل الناس ، ورغبته في تقريب المذاهب واضحة جلية صادقة ، والدكتور محمد حسن  ( عميد كليات الإلهيات ) ، ومعنا الشيخ آية الله جنايتي وكانت الآراء التي طرحها باللغة الفارسية وقصور في الترجمة ، مع أنه ورفاقه يحسنون العربية محل ردات فعل عاجلة وسريعة من علماء تلك المناطق .
    ثم كان في كلامي المتواضع تصويب المسار ، وتصحيح ما أثاره والتقريب بين وجهات النظر ، ولكلمة فضيلة الشيخ النقشبندي الصدى المستحسن ، والحمد لله .
    وقد وجدنا من العلاَّمة الشيخ الموسوي مندوب القائد في المنطقة ، ومن سعادة المحافظ وباقي علماء الشيعة ، التجاوب الكبير .
    وحضر معنا نواب المنطقة في البرلمان الإيراني ومجلس الشورى ، من الأكراد طوال الوقت ، وكان لهم المشاركة والرأي في كل القضايا التي جرى تداولها .
    الأمر الذي دعاني لعقد الأمل على تجمعهم ووحدتهم في تلك المناطق التي أخرجت بطل الإسلام الفاتح صلاح الدين الأيوبي الكردي الذي حرر القدس وأكثر فلسطين ، ووحد الأمة . وأستاذه الممهد له الحاكم العادل التقي نور الدين محمود زنكي التركي ..لأقول لهم من كلام طويل :
    أنتم يا سكان هذه المنطقة عليكم الأمل معقود لنكون معكم في تحرير فلسطين مجدداً ، كما حررت على أيديكم سابقاً .
    ودعوتهم إلى التمسك بمذاهبهم ، والتعاون مع إخوانهم ، فإن الذوبان يضيع المقومات . ودعوتهم إلى العلم والتعلم في العقائد والفقه ، وجميع العلوم [8].
    بقي أن أقول لكم : بأن مناطقهم ما زالت مناطق حربية ، فالطرقات مخربة ، والمطار منسوف ، والسلاح ظاهر مكشوف ! ! 
    وانتقلنا من طهران إلى مطار حربي قرب مدينة تبريز بطائرة حربية من مطار حربي قريب من طهران ، ثم قطعنا مسافة 100 كيلومتر في سيارات وعبر طرقات شبه معبدة ، وركبنا بعد ذلك في عبَّارة بالبحيرة لمدة نصف ساعة ، وهي بحيرة كبيرة طولها ( 125 ) كيلو متراً ، وماءها ملح أجاج ولا حياة فيها ، تشبه البحر الميت . وبعدها مشينا في طرق ترابية (60) كيلو متراً .
    ومن واجبي الآن أن أشكر الحكومة الإيرانية على ما أتاحته لنا في هذه الزيارة من الاجتماع بإخواننا أهل السنة والجماعة في مناطقهم الأصلية ، والحديث معهم بحرية وصراحة .
    ثم كانت الجلسة الخاصة بالبوسنة الهرسك في طهران وكانت أكثر دلالة على الوحدة الإسلامية من كل الجلسات .
    فقد كان اهتمام إخواننا في الجمهورية الإسلامية الإيرانية بالبوسنة والهرسك محل تقدير وإعجاب وشكر منا جميعاً ، حيث علمنا بالمساعدات الكبيرة التي ترسل لتلك البلاد مع الصعوبة في النقل ..ووقع في أذني : إن من جملة المساعدات شباب تطوعوا لمشاركة إخوانهم هناك في الدفاع عن الأرض والعرض وبقاء الدين في تلك الديار .
    وإذا علمتم أن ليس في البلقان أي شيعي ..فإن ذلك يصرف النظر عن الظن المذهبي .
    وقد شارك في الحفل أطفال من البوسنة أحضروا من بلادهم بعد أن فقدوا الآباء والأمهات، كما وجدنا مجموعة من الشبان اضطرتهم الظروف للمغادرة للعلاج أو التدريب ، وكان لأناشيدهم الحماسية الأثر الكبير في الدموع التي انسكبت من كل العيون.
    والأمل كبير إن شاء الله في القيام بالواجب الملقى على عاتقنا نحن العرب [9]نحو هذه الجبهة المتقدمة من الإسلام في أوربا .
    كما رأينا هناك في إيران وجوداً للحركة الفدائية الفلسطينية حماس ، وللمقاومة الإسلامية في لبنان ، وبعض المنظمات الجهادية المظلومة في بلادها ، وهذا كله يساعد على قيام الوحدة الإسلامية .
    وأقول لكم إن المقررات لا تشمل تماما كل ما جرى في المؤتمر !  فإن بعض الأبحاث لم نتوصل فيها إلى نتائج تصاغ في فقرات [10] ولكنها بُحثت ، وسمع كل فريق ما عند الآخر ، وما لم يقبله ويتفق عليه أخذ بعين الاعتبار .
    ووجدت آراء كل فريق مؤيداً بل مؤيدين لها من الفريق الآخر السني أو الشيعي وهذه القضايا اجتمع لها ملا يقل عن خمسين عالماً إخصائياً بعلم ما من إخواننا الشيعة الكبار ، وكل واحد منهم بمنزلة ( مجتهد ) و ( حجة ) في العلوم الشرعية [11] .




    ([1]) بعضها تحت الاحتلال الفرنسي ، وباقيها تحت الاحتلال الانكليزي . وأدخل علينا فيها كيانان ماكان في سورية قبل ذلك . الأول : الكيان الصهيوني ، وقد عرفتم خطره ، وما وصلت حالنا معه الآن .
    والثاني : الانتشار الآثوري ( الآشوري ) والأرمني ، وتمكنت الأمة مع الزمن من تطويق خطرهما الكبير ، والمطلع يعرف ما كان من آثاره في الجزيرة السورية وشمال العراق .
    ([2]) وما ستحقق لنا يوم تحققها من سعة أرض ، وكثرة عدد ، وما ستتحكم به من طرق العالم واتصالاته براً وبحراً وجواً وهواءً ، وأهمية السوق التجاري لنا مع بعضنا ومع غيرنا ، ولا يخفى عليكم أننا أردنا إقامة سوق عربية قبل أوربا.‍ وقامت السوق الأوربية .. ومازالت السوق العربية حبراً على ورق ..والتجارة بين دول العرب . ودعونا من حديث النفط والمياه والمعادن ، ومالنا من مخزون ذلك .
    ([3]) وأنا وإن ذكرت المعوقات فإن وحدتنا قادمة ولن يقف في وجهها التعصب القومي ، ولا الأنظمة الاقتصادية ، ولا الإيديولوجيات المستوردة . فإنها لن تكون المعوقات في المستقبل . وهذا الاتحاد السوفيتي انهار أمام أعيننا ، وما أن أزاله الله حتى رجع المسلم إلى مسجده ، وكل ذي دين إلى دينه .
    ([4]) وفي بعضه تحميل كلام الخصم ما لا يحمل ! !  إن لم أقل غير ذلك .
    ([5]) وهو عالم متمكن من بلوخستان ، وهو موظف كبير في الرئاسة الدينية في الجمهورية الإيرانية .
    ([6]) فقلت لهم : يا مرحباً برائحة الأهل .
    ([7]) وقد نشرت الصحف أخبار تلك المقابلة ، وعلمت أن فخامة رئيس الجمهورية زار منطقتهم بعد أسبوعين ، وافتتح في ( أورمية ) عدداً من المدارس الشرعية ، وتم إصلاح المطار ، واجتمع مع زعماء الأكراد ، لتوحيد الجهود ومنع الاقتتال ، وممن بحث معهم في (أورمية ) الزعيم البرزاني . وفي طهران الزعيم الطالباني
    ([8]) كما بحثتُ معهم ومع الإدارة سبيل مدهم بكتب العلم من الحديث والفقه .
    ([9]) أنا أعلم أن هناك مساعدات مالية تقدم من بعض البلاد العربية ، ولكنني أرجو أن ترفد بمقومات البقاء الإسلامي الصحيح والعقيدة السليمة في تلك البقعة التي لم يبق للإسلام وجود في سواها !
    ([10]) ولعل أكبر سبب هو غياب فقهاء المذاهب السنية .
    ([11]) ومنهم على سبيل المثال الباحث الصلب الحجة مرتضى العسكري ، صاحب المؤلفات الكثيرة ، وقد أنست بمجالسته ، مع التباعد والاختلاف في الرأي.
    Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...

    SOLIDARITI MENERUSKAN PERJUANGAN

    INI ZAMANNYA