اما بعد
و هذا الابتلاء الشديد مر به النبي صل الله عليه وسلم ستة مرات
فلقد توفى له صل الله عليه و سلم ثلاثة من الذكور و ثلاثة من الإناث
فمن يطيق من البشر هذا الابتلاء إلا حبيبنا صل الله عليه وسلم فعلى قدر الابتلاء يعطي الله تعالى الدرجة
ولد له قبل النبوة ومات بعد أن بلغ سنًا تمكنه من المشي غير أن رضاعته لم تكن قد اكتملت
و يُقال أنه توفي سنة 605م قبل أن يتم عامه الثاني
و لم يعش إبراهيم طويلاً فقد توفى بالمدينة المنورة سنة عشر من الهجرة و هو ابن سبعة عشر شهرا أو ثمانية عشر شهرا
و قد قال النبي صل الله عليه وسلم ـ عند موت ابنه إبراهيم:
( إن العين تدمع، و القلب يحزن، و لا نقول إلا ما يُرْضِى ربنا، و إنا بفراقك يا إبراهيم لمحزونون )
تزوجت قبل الإسلام بابن خالتها أبى العاص بن الربيع
و أسلمت مثلما أسلمت أمها خديجة رضي الله عنها و أخواتها الثلاث
و ظل زوجها على كفره و بقيت معه في مكة و لم تهاجر مع رسول الله صل الله عليه و سلم إلى المدينة
ثم تبعته بعد ذلك و قد خرج أبو العاص مهاجرًا إلى المدينة بعد أن أسلم
فرد عليه رسول الله صل الله عليه وسلم زوجته زينب رضي الله عنها
و لم تعش زينب طويلاً بعد إسلام زوجها فتوفيت في العام الثامن من الهجرة تاركة ابنتها الصغيرة أُمامة التي كان النبي صل الله عليه و سلم يحملها على عاتقه و هو يصلى فإذا سجد وضعها حتى يقضى صلاته ثم يعود فيحملها
تزوجها عثمان بن عفان رضي الله عنه
و هاجر بها إلى الحبشة حين اشتد إيذاء المشركين للمسلمين و بالغوا في تعذيبهم
و كان عثمان و زوجته رقية أول من هاجر إلى تلك البلاد مع عدد من المهاجرين الأوائل فرارًا بدينهم .
و فى بلاد الحبشة رزقت بابنها عبد الله و بعد فترة عاد بعض المهاجرين إلى مكة و كان من بينهم عثمان و زوجته رقية التي لم يطل المقام بها في مكة فهاجرت مع زوجها عثمان إلى المدينة
ثم ما لبثت أن ابتليت بوفاة ابنها عبد الله و كان في العام السادس في عمره
ثم مرضت رضي الله عنها بالحمى فجلس زوجها عثمان إلى جوارها يمرضها ويرعاها
وفى هذا الوقت خرج المسلمون إلى غزوة بدر ولم يتمكن عثمان من اللحاق بهم لأمر النبي صل الله عليه و سلم له بالبقاء مع زوجته رقية ثم توفيت رضي الله عنها مع رجوع زيد بن حارثة رضي الله عنه بشيرًا بنصر المسلمين ببدر
و لذلك سُمِّى عثمان بذي النورين لزواجه من ابنتي رسول الله صل الله عليه و سلم
و ظلت معه حتى توفيت في شهر شعبان من العام التاسع من الهجرة دون أن تنجب ولدًا و دفنت إلى جانب أختها رقية رضي الله عنها
و زوجها علي بن أبي طالب رضي الله عنهما فهي الوحيدة من أولاده صل الله عليه و سلم التي ماتت بعده بستة أشهر