الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء و المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين

أهلا وسهلا بكم

إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التفضل بزيارة صفحة التعليمات كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل ، إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، أما إذا رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة القسم الذي ترغب أدناه.

عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه - قال: سمعت رسول الله يقول: "إن إبليس قال لربه: بعزتك وجلالك لا أبرح أغوي بني آدم مادامت الأرواح فيهم - فقال الله: فبعزتي وجلالي لا أبرح أغفر لهم ما استغفروني"



اللّهم طهّر لساني من الكذب ، وقلبي من النفاق ، وعملي من الرياء ، وبصري من الخيانة ,, فإنّك تعلم خائنة الأعين ,, وما تخفي الصدور

اللهم استَخدِمني ولاَ تستَبدِلني، وانفَع بيِ، واجعَل عَملي خَالصاً لِوجهك الكَريم ... يا الله


اللهــم اجعل عملي على تمبـلر صالحاً,, واجعله لوجهك خالصاً,, ولا تجعل لأحد فيه شيئاً ,, وتقبل مني واجعله نورا لي في قبري,, وحسن خاتمة لي عند مماتي ,, ونجاةً من النار ومغفرةً من كل ذنب

يارب يارب يارب

    KEMASKINI

    _

    _
    ALLAHUMMA YA ALLAH BERIKANLAH KEJAYAAN DUNIA AKHIRAT PADAKU , AHLI KELUARGAKU DAN SEMUA YANG MEMBACA KARYA-KARYA YANG KUTULIS KERANA-MU AAMIIN YA RABBAL A'LAMIIN “Ya Allah, maafkanlah kesalahan kami, ampunkanlah dosa-dosa kami. Dosa-dosa kedua ibu bapa kami, saudara-saudara kami serta sahabat-sahabat kami. Dan Engkau kurniakanlah rahmatMu kepada seluruh hamba-hambaMu. Ya Allah, dengan rendah diri dan rasa hina yang sangat tinggi. Lindungilah kami dari kesesatan kejahilan yang nyata mahupun yang terselindung. Sesungguhnya tiadalah sebaik-baik perlindung selain Engkau. Jauhkanlah kami dari syirik dan kekaguman kepada diri sendiri. Hindarkanlah kami dari kata-kata yang dusta. Sesungguhnya Engkaulah yang maha berkuasa di atas setiap sesuatu.”
    Showing posts with label التابعين. Show all posts
    Showing posts with label التابعين. Show all posts

    الربيع بن خثيم


    نقف اليوم مع عَلَمٍ من أعلام التابعين، ومن كبار الفقهاء والعُبَّاد والزُّهَّاد، من أهل الوَرَع والخشية، مع الذي جعل الله له ذكرًا في العالمين، مع الذي نشأ منذ نعومة أظفاره على طاعة الله، وفَطَمَ نفسه منذ حداثته على تقواه، مع أحد خريجي مدرسة الصحابة - رضي الله عنهم - مع من تَتلمذَ على يد سيدنا عبدالله بن مسعود - رضي الله عنه -  صاحب رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -  وقد تعلَّق هذا التابعي بأستاذه تعلُّق الوليد بأمِّه، وأحبَّ الأستاذ تلميذه حبَّ الأب لوحيده، حتى قال له ابن مسعود في ذات يوم: "يا أبا يزيد، لو رآك رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - لأحبك، وما رأيتك إلا ذكرت المخبتين".

    إنه التابعي الجليل: (الرَّبيع بن خُثَيْم )، والتابعي هو الذي أدرك زمن الصحابة ورآهم ولم يرَ الرسول - صلَّى الله عليه وسلَّم.

    وأنا اليوم سأسلِّط الضوء؛ لألتقط صورًا من سيرته العطرة، ونقف معها؛ لنهتدي بها في حياتنا وتعاملنا، فالأمَّة اليوم بحاجة إلى من يحدثها عن سِيَر هولاء الأعلام، أمثال: الرَّبيع بن خُثَيْم؛ لتقتدي بها وترى أصحاب الهِمم العالية والعزيمة الصادقة؛ قال الله – تعالى –: {لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِّأُوْلِي الأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَى وَلَكِن تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ} [سورة يوسف: 111].

    الصورة الأولى: الربيع يغض بصره عن الحرام:
    إن إطلاق البصر سببٌ لأعظم الفتن، فكم فسد بسبب النظر من عابد! وكم انتكس بسببه من شباب وفتيات كانوا طائعين! وكم وقع بسببه أناس في الزنا والفاحشة، والعياذ بالله!

    فالعين مِرآة القلب، فإذا غضَّ العبد بصره، غض القلب شهوته وإرادته، وإذا أطلق العبد بصره، أطلق القلب شهوته وإرادته، ونقش فيه صور تلك المبصَرات، فيشغله ذلك   عن الفكر فيما ينفعه في الدار الآخرة.

    ولذلك؛ كان السلف الصالح يبالغون في غضِّ البصر؛ حذرًا من فتنته، وخوفًا من الوقوع في عقوبته، فكان الربيع بن خُثَيْم - رحمه الله - يغضُّ بصره، فمرَّ به نسوة، فأطرق - أي: أمال رأسه إلى صدره - حتى ظنَّ النسوة أنه أعمى، فتعوذن بالله من العمى.

    وفي ذات يوم قِيلَ له: يا ربيع، لم لا تجلس في الطرقات مع الناس؟ فقال: أنا أخشى ألاَّ أردَّ السلام ولا أغضَّ بصري.

    هكذا يبالغ الربيع بالغضِّ، حتى يحافظ على قلبه الذي ربَّاه على الإيمان، فأين شباب اليوم من هذه الخصلة، التي هي غض البصر؟! أين الذين ينظرون إلى النساء المتبرِّجات في الطرقات والأسواق؟! أين الذين ينظرون إلى النساء من خلال الأفلام والمسلسلات والأغاني؟! أين الذين يستخفون من الناس ولا يستخفون من الله إذ يسترقون النظرات إلى النساء؟!

    فهذا درسٌ عظيم من الربيع إلى كلِّ المسلمين، وخاصة الذين يجلسون في الطرقات والأسواق: أن كفُّوا أبصاركم عن النظر إلى الحرام.

    الصورة الثانية: الربيع يشتغل بعيوبه عن عيوب الآخرين:
    لقد اشتغلَ الربيع بعيوب نفسه، وترك الاشتغال بعيوب الآخرين، وطبَّق في حياته ما قاله الله -تعالى - في كتابه الخالد: {والَّذينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ} [المؤمنون: 3]، في ذات يوم قِيلِ له: يا أبا يزيد، ألا تذمُّ الناس؟ فقال: والله ما أنا عن نفسي براضٍ فأذمَّ الناس, إن الناس خافوا الله على ذنوب الناس وأمنوه على ذنوبهم.

    نعم والله صدق الربيع، ألا ترون أيها الناس، أننا في مجالسنا نتحدث ونقول: والله نخشى من عذاب الله من أفعال فلان وعلان، ونخاف من عذاب الله من أقوال فلان وفلان، ولكننا ننسى أن نخافَ على أنفسنا من عذاب الله من ذنوبنا وأفعالنا وأقوالنا.

    هذا إبراهيم التيمي، قال - وهو يتحدث عن أخلاق الربيع -: "أخبرني من صحب الربيع بن خُثَيْم عشرين سنة: ما سمع منه كلمة تعاب"، الله أكبر.

     أيُّ تربية هذه التي كان ينتهجها الربيع مع نفسه، حتى كانت هذه السيطرة على لسانه، فلا يُسمعُ منه كلمة تُعاب مع طول مدة الصُّحبة؟!

    جاء رجلٌ إلى الربيع بن خثيم, فاغتاب أخًا له, فقال الربيع بن خثيم: أقاتلت الروم؟ قال: لا، قال: أقاتلت فارس؟ قال: لا، قال: فيَسلَمُ منك فارس والروم، ولا يسلم منك المسلم؟! قُمْ عني.

    فهذا درسٌ من الربيع لكلِّ من أطلق العنان للسانه بالتكلم على المسلمين، وبذكر عيوبهم، ليشتغل بعيوب نفسه عن عيوب إخوانه من المسلمين، فطُوبى لمن شغله عيبه عن عيوب الناس.

    الصورة الثالثة: الربيع يعفو ويقابل السيئة بالحسنة:
    كان الربيع من الرجال الذين ترجموا قول الله – تعالى -: {وَالكَاظِمِينَ الغَيْظَ وَالعَافِينَ عَنِ النَّاسِ} [آل عمران: 134]، في واقع حياتهم، من الذين جرَّدوا نفوسهم من الانتقام والثأر والغضب إلا لله.

    في ذات يوم، وبينما هو في المسجد ورجل خلفه، فلمَّا قاموا إلى الصلاة، جعل الرجل يقول له: تقدَّم، ولا يجد الربيع مكانًا أمامه، فرفع الرجل يده وضرب بها عنق الربيع، ولا يعرف أن الذي أمامه هو الربيع بن خُثَيم.

    فماذا تظنون من الربيع أن يفعل؟ ضربه هذا الرجل، وأهانه أمام الناس وبدون سبب.

    وأنا على يقين أن نفس الربيع في تلك اللحظات دعته للانتقام أمام هذه الإهانة، ولكنه داس على نفسه، وقابلها بعكس ما تريد، أتدرون ماذا فعل؟

    التفت الربيع إلى الرجل الذي ضربه، فقال له: رحمك الله، رحمك الله، وإذا بالرجل يبكي بكاءً شديدًا حين عرف الربيع، أرأيتم كيف قابله بهذا الخلق العظيم؟!

    وفي ذات يوم اشترى فرسًا بثلاثين ألفًا، فغزا عليها، ثم أرسل غلامه يحتشُّ، وقام يصلي وربط فرسه، فجاء الغلام، فقال: يا ربيع أين فرسك؟ قال: سرقت يا يسار، قال: وأنت تنظر إليها؟ قال: نعم يا يسار، إني كنت أناجي ربي - عز وجل - فلم يشغلني عن مناجاة ربي شيء اللهم إنه سرقني ولم أكن لأسرقه، اللهم إن كان غنيًّا، فاهده، وإن كان فقيرًا، فأغنِه (ثلاث مرات).

    سُرِق له فرس، والفرس يعادل في زماننا السيارة الحديثة الغالية الثمن، ومع ذلك دعا له بالخير!

    أما في زماننا، فهناك من المسلمين إذا سُرِق حذاؤه من المسجد، أقام الدنيا ولم يقعدها على السارق، ويبدأ يسبُّ ويشتم ويلعن ويدعو عليه بالهلاك! وهناك من يفعل مثلما فعل الربيع.  فالربيع من خلال موقفه يخاطب المسلمين، فيقول لهم: اجعلوا قول الله – تعالى -: {وَلاَ تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلاَ السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أحْسَنُ فَإذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ وَمَا يُلَقَّاهَا إِلاَّ الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلاَّ ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ} [فصلت: 34 - 35]، شعاركم في مواجهة من اعتدى عليكم، وعوِّدوا ألسنتكم على الكلمة الطيبة، فالكلمة الطيبة صدقة.

    الصورة الرابعة: الربيع يثبت أمام إغراء النساء:
    اسمع إلى هذا الموقف، وهذه القصة، وتدبَّر ما فيها من عِبرة، كان الربيع معروفًا بجماله، كان جميلاً كأشد ما يكون الجمال، حتى إن المرأة إذا نظرت إليه لا تستطيع أن تملك نفسها، وقيل عنه: إنه كان يغطي على جزء من وجهه حتى لا يفتن النساء، ولكن كان مع هذا من أعظم عباد الله خوفًا من الله، وكان عُمره لا يجاوز الثلاثين؛ وكان في بلده فُسَّاق وفُجَّار يتواصون على إفساد الناس، وليسوا في بلد الربيع فقط، بل هم في كل بلد، ثُلَّة تسمى فرقة الصدِّ عن سبيل الله، يهمُّها أن تقودَ شباب الأمة وشيبها ونساءها إلى النار.

    تواصوا على إفساد الربيع، فجاؤوا بأجمل امرأة عندهم، وقالوا: هذه ألف دينار، قالت: علام؟ قالوا: على قُبْلة واحدة من الربيع، قالت: ولكم فوق ذلك أن يزني، ثم ذهبت وتعرَّضت له في ساعة خلوة، وأبدت مفاتنها، ووقفت أمامه، فلما رآها صرخ فيها قائلاً: يا أمة الله، كيف بك إذا نزل ملك الموت، فقطع منك حبل الوتين؟! أم كيف بك يوم يسألك منكر ونكير؟! أم كيف بك يوم تقفين بين يدي الربِّ العظيم؟! أم كيف بك إن لم تتوبي يوم تُرمَيْن في الجحيم؟! فصرخت وولَّت هاربة تائبة عابدة عائدة إلى الله - عز وجل- تقوم من ليلها ما تقوم، وتصوم من أيامها ما تصوم، فلقِّبت بعد ذلك بعابدة الكوفة، وكان هؤلاء المفسدون يقولون: أردنا أن تفسد الربيع فأفسدها الربيع علينا؛ {وَإِن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِي الأرْضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ اللهِ} [الأنعام:116].

    يا تُرى ما الذي ثبَّت الربيع أمام هذه الفتنة؟ هل هي قلة الشهوة؟ إن الشهوة لعظيمة؛ إذ هو في سن أوج الشهوة وعظمتها - سن الثلاثين - ومع ذلك ما الذي ثبَّته هنا، وما الذي عصمه؟ إنه الإيمان بالله، إنها الخشية من الله تعالى.

    الصورة الخامسة: الربيع شديد الخوف من الله:
    كان الربيع بن خثيم يتجهَّز لتلك الليلة التي سيفارق فيها أهله وماله، فيروى أنه حفر في بيته حفرة، فكان إذا وجد في قلبه قساوة دخل فيها، وكان يمثل نفسه أنه قد مات وندم وسأل الرجعة، فيقول: {رَبِّ ارْجِعُونِ * لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ} [المؤمنون : 99 ، 100]، ثم يجيبُ نفسه، فيقول: "قد رجعت يا ربيع"، فيُرى فيه ذلك أيَّامًا؛ أي: يرى فيه العبادة والاجتهاد والخوف والوجل.

    وكانت أمُّ الربيع بن خُثَيْم تنادي ابنها الربيع , فتقول: يا بني، يا ربيع، ألا تنام؟ فيقول: يا أمّاه من جنَّ عليه الليل، وهو يخاف البيات، حقَّ له ألاَّ ينام، فلمّا بلغ ورأت ما يلقى من البكاء والسَّهر، نادته، فقالت: يا بني، لعلك قتلت قتيلاً؟ فقال: نعم يا والدة، قد قتلت قتيلاً، قالت: ومن هذا القتيل يا بني حتى تَتحمل على أهله، فيعفون؟ والله لو يعلمون ما تلقى من البكاء، والسَّهر بعد، لرحموك، فيقول: يا والدة، هي نفسي؛ أي: قتلتُ نفسي بالمعاصي.

    وهكذا هم طلاب الآخرة في صراع دائم مع أنفسهم التي تدعوهم إلى السوء، ويدعونها للصلاح، تجذبهم بقوة خارج الصراط، ويجذبونها بقوة نحو الصراط.

    وقالت ابنةُ الربيع للربيع: يا أبت، لم لا تنام والناس ينامون؟ فقال: إن البيات في النار لا يدع أباك أن ينام.

    الصورة السادسة: الربيع محافظ على الصلاة في المسجد:
    كان الرَّبيع بعدما سَقَطَ شِقُّه؛ يهادى بين رجلين إلى مسجد قومه، وكان أصحاب عبدالله يقولون: يا أبا يزيد، لقد رخَّص الله لك، لو صليتَ في بيتك، فيقول: إنه كما تقولون، ولكني سمعته ينادي: حي على الفلاح، فمن سمع منكم ينادي: حي على الفلاح، فليجبْه، ولو زحفًا, ولو حَبوًا.

    فأين شبابنا وأقوياؤنا الذين تركوا الصلاة في المساجد، ويصلون في بيوتهم، وقد رزقهم الله الصحة والعافية؟!

    أين الذين إذا بعد المسجد عن بيوتهم قليلاً، تركوا الصلاة فيه، وأصبحوا يصلون في بيوتهم؟! لا أخالهُم الآن يجدون جوابًا لهذه التساؤلات.

    وفي الختام، قيل للربيع بن خُثَيْم: ألا ندعو لك طبيبًا؟ قَالَ: أَنْظِروني، فتفكَّر، ثم قَالَ: {وَعَادًا وَثَمُودَ وَأَصْحَابَ الرَّسِّ وَقُرُونًا بَيْنَ ذَلِكَ كَثِيرًا} [الفرقان : 38]، قَالَ: فذكر حرصَهم على الدُّنيا ورغبتهم، فيها، وقال: قد كانت فيهم أطباء، وكان فيهم مَرضَى، فلا أرى المداوي بقي، ولا أرى المداوى، وأُهلِك النّاعتُ والمنعوت، لا حاجة لي فيه.

    سفيان الثوري‏

    و عبد الله سفيان بن سعيد بن مسروق بن حبيب الثوري رحمه الله تعالى، من قبيلة
    ثور وهي قبيلة من مضر، ولد -رحمه الله- سنة سبع وتسعين للهجرة، ودرس على يدي
    أبيه سعيد بن مسروق ، الذي كان ثقة عند المحدثين، وأخرج له أصحاب الكتب الستة

    طلبه للعلم ورحلته
    طلب سفيان العلم وهو حدثٌ باعتناء والده المحدث الصادق، وأمه كان لها أثر حسن في

    توجيهه، فقد كانت امه تقول له : يا بني ! اطلب العلم وأنا أكفيك بمغزلي
    كانت تعمل بالغزل وتقدم لولدها نفقة الكتب والتعلم
    وقالت له مرة: يا بني! إذا كتبت عشرة أحرف فانظر هل ترى في نفسك زيادة في خشيتك
    وحلمك ووقارك، فإن لم تر ذلك فاعلم أنها تضرك ولا تنفعك 

    من هذا البيت خرج هذا الرجل، فالتربية التربية يا عباد الله! فإن النشء يخرج هكذا
    أفنى عمره في طلب العلم وطلب الحديث، وقال رحمه الله
    لما أردت أن أطلب العلم قلت: يا رب! لا بد لي من معيشة، ورأيت العلم يُدرس
    أي: يذهب ويندثر تدريجياً- فقلت: أفرغ نفسي في طلبه 
    وسألت الله الكفاية

    وقال: ينبغي للرجل أن يكره ولده على طلب الحديث، فإنه مسئول عنه 

    وكان رحمه الله يقول: لا نزال نتعلم العلم ما وجدنا من يعلمنا

    وقال: لو لم يأتني أصحاب الحديث ليسمعوا ويكتبوا لأتيتهم في بيوتهم 

    وبلغ عدد شيوخه ستمائة شيخ، وعن المبارك بن سعيد قال
    رأيت عاصم بن أبي النجود -وكان شيخاً جليلاً- يجيء إلى سفيان الثوري يستفتيه
    ويقول: يا سفيان ! أتيتنا صغيراً وأتيناك كبيراً
    أي: أتيتنا صغيراً تطلب العلم عندنا فتفوقت علينا فجئناك وأنت كبير

    وكان يكتب ويتعلم حتى آخر عمره يشتغل بطلب العلم
    دخلوا على سفيان في مرض موته، فحدثه رجل بحديث أعجبه، فضرب سفيان بيده إلى

    تحت فراشه فأخرج ألواحاً فكتبه -كتب الحديث وهو على فراش الموت- فقالوا له
    على هذه الحال منك؟ 
    فقال: إنه حسن! إن بقيت فقد سمعت حسناً، وإن مت فقد كتبت حسناً 

    رحل إلى مكة والمدينة ، وحج ولم يخط وجهه بعد، وزار بيت المقدس ، ورحل إلى
    اليمن للقاء معمر ، وكانت أسفاره ما بين طلب علم وتجارة وهرب 
    عن الوليد بن مسلم قال: رأيت سفيان الثوري بـمكة يستفتى ولم يخط وجهه بعد
    وعن أبي المثنى قال

    سمعت الناس بـمرو يقولون: قد جاء الثوري قد جاء الثوري ، فخرجت أنظر إليه فإذا

    هو غلام قد بقل وجهه. أي: نبت شعره من قريب، كان ينوه بذكره في صغره من فرط
    ذكائه وقوة حفظه
    وقال محمد بن عبيد الطنافسي 
    لا أذكر سفيان الثوري إلا وهو يفتي، أذكره منذ سبعين سنة، ونحن في الكتاب تمر بنا
    المرأة والرجل فيسترشدوننا إلى سفيان يستفتونه ويفتيهم
    ولما رآه أبو إسحاق السبيعي مقبلاً في صغره تمثل بقول الله: وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبيّاً

    حفظه للحديث
    كان ذا حافظة عجيبة، قال سفيان عن نفسه: ما استودعت قلبي شيئاً قط فخانني

    وكانوا يقدمونه في الحفظ على مالك وعلى شعبة، وقال يحيى القطان

    ليس أحد أحب إليَّ من شعبة ولا يعدله أحد عندي، وإن خالفه سفيان أخذت بقول سفيان

    وقد خالفه في نحو من خمسين موضعاً في حفظ الأحاديث، وكان الحق فيها مع سفيان 

    وكان ليله يُقسم جزأين: جزء لقراءة القرآن وقيام الليل، وجزء لقراءة الحديث وحفظه
    وكان حفظه يبلغ نحواً من ثلاثين ألفاً
    وقال ابن عيينة: ما رأيت رجلاً أعلم بالحلال والحرام من سفيان الثوري 

    وقال شعيب بن حرب

    إني لأحسب أن يُجاء غداً بـسفيان حجة من الله على خلقه يقول لهم: لم تدركوا نبيكم
    قد أدركتم سفيان 

    وقد كانت مرافقة الرجل له شرف كبير 
    فقال أبو بكر بن عياش : إني لأرى الرجل يصحب سفيان فيعظم في عيني

    عمله بالعلم
    وقال عبد الرحمن بن مهدي : سمعت سفيان يقول
    ما بلغني عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حديث قط إلا عملت به ولو مرة واحدة 
    كان يحس بالمسئولية، ويخشى أن يقابل الله فيسأله عن كل حديث حفظه: لأي شيء
    حفظته؟ وهل عملت به؟ رحمه الله تعالى.

    دقته في الاستنباط
    وكان له دقة عجيبة في الاستنباط والفقه، فعن الفريابي قال

    رأينا سفيان الثوري بـالكوفة ، وكنا جماعة من أهل الحديث، فنزل في دار، فلما حضرت

    صلاة الظهر دلونا دلواً من بئر في الدار، فإذا الماء متغير -متغير بشيء من النجاسة

    فقال: ما بال مائكم هذا؟

    قلنا: هو كذا منذ نزلنا هذه الدار

    فقال: ادلوا دلواً من ماء البئر التي قبلكم، ففعلنا فإذا هو ماء أبيض 
    فقال: ادلوا دلواً من بئر الدار التي شرقيكم، فففعلنا فإذا هو ماء أبيض
    ثم قال: ادلوا دلواً من بئر الماء التي غربيكم، ففعلنا فإذا هو ماء أبيض
    فقال: ادلوا دلواً من ماء البئر التي شأمكم، فدلوا دلواً فإذا هو ماء أبيض 
    فقال: إن لبئركم هذه شأناً، كل ما حولها من الآبار نظيفة إلا هذه التي أنتم فيها
    فحفرنا فأصبنا عرق كنيف ينزل فيها  أي عرق من مرحاض ينزل إلى هذه البئر فينجسها

    فقال: منذ كم نزلتم هذه الدار؟

    فقلنا: منذ أربع سنين
    فأمر بإعادة صلاة أربع سنين



    وكان -رحمه الله تعالى- حكيماً في تعليمه، وكان يقول
    إذا كنت في الشام فاذكر مناقب علي ؛ لأن بعضهم في تلك البلد كانوا يشتمون علياً
    وإذا كنت في الكوفة فاذكر مناقب أبي بكر و عمر ؛ لأن بعض المتشيعين في الكوفة
    كان يقع في أبي بكر و عمر 

    وقال ابن المبارك رحمه الله

    تعجبني مجالس سفيان الثوري ، كنت إذا شئت رأيته في الحديث، وإذا شئت رأيته
    في الفروع، وإذا شئت رأيته مصلياً، وإذا شئت رأيته غائصاً في الفقه

    عبادته وخشيته لله
    قال يوسف بن أسباط 
    قال لي سفيان بعد العشاء: ناولني المطهرة أتوضأ، فناولته فأخذها بيمينه ووضع يساره
    على خده، فبقي مفكراً، فنمت ثم قمت وقت الفجر فإذا المطهرة في يده كما هي
    فقلت: هذا الفجر قد طلع 
    قال: لم أزل منذ ناولتني المطهرة أتفكر في الآخرة حتى هذه الساعة

    وكان عجيباً في قيامه لليل، كان يقوم الليل حتى الصبح في أيام كثيرة، وكان يرفع رجليه
    على الجدار بعد قيام الليل حتى يعود الدم إلى رأسه

    ومرة قدم على عبد الرزاق، فقال عبد الرزاق 
    طبخت له قدر سكباج -لحم مع خل- فأكل، ثم أتيته بزبيب الطائف فأكل، ثم قال
    يا عبد الرزاق ! اعلف الحمار ثم كده، وقام يصلي حتى الصباح

    وقال علي بن الفضيل : رأيت الثوري ساجداً، فطفت سبعة أسابيع -سبعة أشواط حول
    الكعبة- قبل أن يرفع رأسه 

    وقال ابن وهب : رأيت الثوري في الحرم بعد المغرب سجد سجدة فلم يرفع رأسه حتى
    نودي للعشاء 

    وكانت خشيته لله أبلغ من أن توصف، قال قبيصة 
    ما جلست مع سفيان مجلساً إلا ذكرت الموت، وما رأيت أحداً أكثر ذكراً للموت منه

    وقال سفيان : البكاء عشرة أجزاء

    جزء لله، وتسعة لغير الله، فإذا جاء الذي لله في العام مرة فهو كثير

    زهده وورعه وتواضعه
    وكان زاهداً  أقبلت عليه الدنيا فتركها وأخذ كفايته حتى لا يحتاج إلى الناس، وربما اشتغل
    ببيع وشراء لأجل ألا يحتاج إلى الناس ولا يمد يده، وكان له وصايا في الزهد، فكان يقول
    ليس الزهد بأكل الغليظ ولبس الخشن، ولكن قصر الأمل وارتقاب الموت

    وكان يوصي من يخرج في سفر ألا يخرج مع من هو أغنى منه، فيكون إن ساويته بالنفقة
    أضر بك، إذا أنفقت مثله وهو أغنى منك أضر بك، وإن أنفقت أقل منه ظهرت كأنك بخيل

    فاخرج مع من هو مثلك
    وأما إنكاره للمنكر فكان شائعاً كثيراً، قال شجاع بن الوليد
    كنت أحج مع سفيان فما يكاد لسانه يفتر من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
    ذاهباً وراجعاً



    وكان استشعاره لمسئولية إنكار المنكر عظيمة، وخصوصاً الشيء الذي لا يستطيع

    تغييره فعن ابن مهدي قال
    كنا مع الثوري جلوساً بـمكة ، فوثب وقال
    النهار يعمل عمله قوموا نعمل، الجلوس إذا كان مضيعة للوقت لا خير فيه



    وتواضعه كان عجيباً، وإزراؤه على نفسه كان كثيراً

    قال ابن مهدي : بت عنده فجعل يبكي فقيل له عن سبب بكائه، فقال
    لذنوبي عندي أهون من ذا -ورفع شيئاً من الأرض- ولكني أخاف أن أسلب الإيمان

    قبل أن أموت
    كان يخشى الله عز وجل في علمه وعمله، وهذه صور من التقوى والورع، وما خفي
    علينا ولم ينقل إلينا أعظم بكثير.

    ابتعاده عن الأمراء والسلاطين ونصحه لهم
    ولما استخلف المهدي بعث إلى سفيان فلما دخل عليه خلع خاتمه -الخليفة يخلع خاتمه
    لـسفيان - فرمى به إلى سفيان وقال
    يا أبا عبد الله ! هذا خاتمي فاعمل في هذه الأمة بالكتاب والسنة

    فأخذ الخاتم بيده وقال: تأذن بالكلام يا أمير المؤمنين 
    قال الخليفة: نعم
    قال: أتكلم على أني آمن؟
    قال: نعم
    قال سفيان : لا تبعث إليَّ حتى آتيك، ولا تعطني حتى أسألك 

    فغضب الخليفة وهمَّ به، فقال له كاتبه: أليس قد آمنته؟

    قال: بلى
    فلما خرج سفيان حس به أصحابه، فقالوا

    ما منعك وقد أمرك أن تعمل في الأمة بالكتاب والسنة؟
    فاستصغر عقولهم وخرج هارباً إلى البصرة ، وكان يقول

    ليس أخاف إهانتهم، إنما أخاف كرامتهم فلا أرى سيئتهم سيئة
    أي: إذا أكرموني تغاضيت عن الحق ولا أرى سيئتهم سيئة

    وكان ينكر عليهم الإسراف في الولائم في مواسم الحج، فعن محمد بن يوسف
    الفريابي : سمعت سفيان يقول
    أُدخلت على أبي جعفر بـمنى فقلت له: اتق الله، فإنما أنزلت في هذه المنزلة وصرت
    في هذا الموضع بسيوف المهاجرين والأنصار وأبنائهم وهم يموتون جوعاً، حج عمر

    فما أنفق إلا خمسة عشر ديناراً وكان ينزل تحت الشجر

    فقال الخليفة لـسفيان : أتريد أن أكون مثلك؟

    قلت: لا. ولكن دون ما أنت فيه وفوق ما أنا فيه
    فقال: اخرج

    ولما أُدخل على المهدي بـمنى وسلم عليه بالإمرة، فقال الخليفة:

    أيها الرجل! طلبناك فأعجزتنا، فالحمد لله الذي جاء بك، فارفع إلينا حاجتك

    قال: وما أرفع؟ حدثني إسماعيل بن أبي خالد قال: حج عمر فقال لخازنه: كم أنفقت؟
    قال: بضعة عشر درهماً، قال عمر: أسرفنا
    وإني أرى هنا أموراً لا تطيقها الجبال


    تنقله في البلاد هارباً ودفنه لكتبه
    أما هرب سفيان وتنقله في البلاد هارباً فترة من عمره ودفنه لكتبه، فكان بسبب أن
    الخليفة أبا جعفر أراده على القضاء، فأبى أن يتولاه، فأراد أن يلزمه به، وكان يسجن
    ويضرب حتى يرضخ القاضي للقضاء، فهرب سفيان ، ولا زال هارباً متخفياً، وهو مع
    هربه يطلب الحديث ويطلب العلم ويعبد الله


    قال أبو أحمد الزبيري : كنت في مسجد الخيف مع سفيان والمنادي ينادي: من جاء
    بـسفيان فله عشرة آلاف
    وقيل: إنه من أجل الطلب والملاحقة هرب إلى اليمن، فاتهموه -وهم لا يعرفونه في
    اليمن - بأنه سرق شيئاً؛ فأتوا به والي اليمن معن بن زائدة ، وكان عنده خبر من
    الخليفة بشأن طلب سفيان، فقيل للأمير: هذا قد سرق منا
    فقال: لم سرقت متاعهم؟ 
    قال سفيان : ما سرقت شيئاً
    فقال لهم الأمير: تنحوا حتى نسائله -حتى أحقق معه- ثم أقبل على سفيان فقال

    ما اسمك؟

    فقال: عبد الله بن عبد الرحمن، وأراد ألا يكذب ولا يذكر اسمه لأنه مطلوب عند الخليفة

    فقال الأمير: نشدتك بالله لما انتسبت ؟
    فكان لا بد أن يجيب، قال: فقلت: أنا سفيان بن سعيد بن مسروق 
    قال: الثوري ؟ 
    فقلت: الثوري 
    قال: أنت بغية أمير المؤمنين؟
    قلت: أجل 
    فأطرق ساعة يفكر ثم قال:
    ما شئت أقم ومتى شئت فارحل، فوالله لو كنت تحت قدمي ما رفعتها 
    أي: أحميك وأدافع عنك، وكان معن بن زائدة فيه خير كثير



    وهرب إلى البصرة أيضاً، قال ابن مهدي
    قدم سفيان البصرة والسلطان يطلبه، فصار إلى بستان، فأجر نفسه لحفظ الثمار

    صار ناقوراً حارساً يحفظ الثمار، فمر به بعض العشارين الذين يأخذون أجزاء الثمار
    للوالي فقال: من أنت يا شيخ؟ 
    قال: من أهل الكوفة 
    فقال: أرطب البصرة أحلى من رطب الكوفة؟
    قال: لم أذق رطب البصرة 
    قال: ما أكذبك! البر والفاجر والكلاب يأكلون الرطب الساعة
    فرجع العامل إلى الوالي فأخبره ليعجبه بهذا الخبر العجيب
    فقال الوالي:
    ثكلتك أمك

    أدركه فإن كنت صادقاً فإنه سفيان الثوري فخذه لنتقرب به إلى أمير المؤمنين
    فرجع في طلبه فما قدر عليه.

    ولاحقه أبو جعفر ملاحقة شديدة وجدَّ في طلبه فاختفى الثوري بـمكة عند بعض المحدثين

    وفاته رحمه الله وثناء العلماء عليه
    واستمر هذا الرجل على العطاء، وكان قد دفن كتبه فلما أمن استخرجها مع صاحب له
    فقال صاحبه: في الركاز الخمس يا أبا عبد الله 
    فقال: انتق منها ما شئت 
    فانتقيت منها أجزاء فحدثني بها

    استمر -رحمه الله- عابداً لربه مستمراً على العهد الذي بينه وبين الله علماً وتعليماً
    وعبادة حتى جاءه الأجل ووافاه قدر الله سبحانه وتعالى بالموت في البصرة ، في شعبان
    سنة إحدى وستين ومائة للهجرة، وقد غسله عبد الله بن إسحاق الكناني

    قال يزيد بن إبراهيم:
    رأيت ليلة مات سفيان قيل لي في المنام: مات أمير المؤمنين -أي: في الحديث

    ولم يتمكن إخوانه وأصحابه من الاجتماع للصلاة عليه، فجعلوا يفدون إلى قبره يوم
    وفاته ودفن وقت العشاء
    وعن بعض أصحاب سفيان قال: مات سفيان بـالبصرة ودفن ليلاً ولم نشهد الصلاة عليه
    وغدونا على قبره ومعنا جرير بن حازم و سلام بن مسكين من أئمة العلم، فتقدم جرير

    وصلى على قبره ثم بكى وقال:
    إذا بكيت على ميت لمكرمة فابك غداة على الثوري سفيان
    وسكت، فقال عبد الله بن الصرباح
    أبكي عليه وقد ولى وسؤدده وفضله ناظـر كالغسـل ريان

    وقال سعيد 

    رأيت سفيان في المنام يطير من نخلة إلى نخلة وهو يقول: الحمد لله الذي صدقنا وعده

    وقال إبراهيم بن أعين :
    رأيت سفيان بن سعيد بعد موته في المنام، فقلت: ما صنعت؟ 
    فقال: أنا مع السفرة الكرام البررة 

    قال أحمد بن حنبل رحمه الله
    قال لي ابن عيينة : لن ترى بعينك مثل سفيان الثوري حتى تموت


    وقال الأوزاعي
    لو قيل لي اختر لهذه الأمة رجلاً يقوم فيها بكتاب الله وسنة نبيه لاخترت لهم سفيان الثوري 


    وقال ابن المبارك 

    كتبت عن ألف ومائة شيخ ما كتبت عن أفضل من سفيان 
    وما نُعت إلي أحد فرأيته إلا كان دون نعته -دون الوصف- إلا سفيان الثوري

    وقال ابن أبي ذئب 
    ما رأيت أشبه بالتابعين من سفيان الثوري  
    Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...

    SOLIDARITI MENERUSKAN PERJUANGAN

    INI ZAMANNYA