الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء و المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين
أهلا وسهلا بكم
إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التفضل بزيارة صفحة التعليمات كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل ، إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، أما إذا رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة القسم الذي ترغب أدناه.
عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه - قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: "إن إبليس قال لربه: بعزتك وجلالك لا أبرح أغوي بني آدم مادامت الأرواح فيهم - فقال الله: فبعزتي وجلالي لا أبرح أغفر لهم ما استغفروني"
اللّهم طهّر لساني من الكذب ، وقلبي من النفاق ، وعملي من الرياء ، وبصري من الخيانة ,, فإنّك تعلم خائنة الأعين ,, وما تخفي الصدور
اللهم استَخدِمني ولاَ تستَبدِلني، وانفَع بيِ، واجعَل عَملي خَالصاً لِوجهك الكَريم ... يا الله
اللهــم اجعل عملي على تمبـلر صالحاً,, واجعله لوجهك خالصاً,, ولا تجعل لأحد فيه شيئاً ,, وتقبل مني واجعله نورا لي في قبري,, وحسن خاتمة لي عند مماتي ,, ونجاةً من النار ومغفرةً من كل ذنب
يارب يارب يارب
KEMASKINI
_
الإمام النسائي
الإمام الحافظ الثبت شيخ الإسلام ناقد الحديث أبو عبد الرحمن أحمد بن شعيب بن علي بن سنان بن بحر الخراساني النسائي صاحب السنن ولد بنسا سنة مائتين وخمس عشرة.
وذكر صاحب شذرات الذهب أنه توفي في ثالث عشر صفر وله ثمان وثمانون سنة في ترجمة له في وفيات سنة 303هـ.
فيكون مولده فى سنة 215هـ، وجعل الذهبي تاريخ مولده سنة 225هـ.، ولكن الأصح أنه ولد سنة خمس عشرة ومائة كما ذكر ابن كثير وابن العماد الحنبلي.
شيوخــــــــــه:
من شيوخه إسحاق بن راهويه وهشام بن عمار، وسمع من قتيبة البغلاني المحدث.
ملامح شخصيته وأخلاقه:
1- كان يحب طلب العلم والترحال من أجل تحصيله، فقد جال البلاد واستوطن مصر، فحسده مشايخها، فخرج إلى الرملة فى فلسطين.
2- كان يجتهد فى العبادة قال أبو الحسين محمد بن مظفر الحافظ سمعت مشايخنا بمصر يعترفون له بالتقدم والإمامة.
ويصفون من اجتهاده في العبادة بالليل والنهار ومواظبته على الحج والجهاد وقال غيره كان يصوم يوما ويفطر يوما وكان له أربع زوجات وسريتان وكان كثير الجماع حسن الوجه مشرق اللون قالوا وكان يقسم للإماء كما يقسم للحرائر.
وكان في غاية الورع والتقى، وكان يواظب على أفضل الصيام (صيام داود) فكان يصوم يومًا ويفطر يوما.
3- وكان غاية الحسن وجهه كأنه قنديل، وكان يأكل في كل يوم ديكا ويشرب عليه نقيع الزبيب الحلال.
4- وقد قيل عنه إنه كان ينسب إليه شيء من التشيع قالوا ودخل إلى دمشق فسأله أهلها أن يحدثهم بشيء من فضائل معاوية فقال:
أما يكفي معاوية أن يذهب رأسا برأس حتى يروي له فضائل فقاموا إليه فجعلوا يطعنون في خصيتيه حتى أخرج من المسجد الجامع فسار من عندهم إلى مكة فمات بها.
مكانته العلمية:
كان من بحور العلم مع الفهم والإتقان والبصر ونقد الرجال وحسن التأليف رحل في طلب العلم في خراسان والحجاز ومصر والعراق والجزيرة والشام والثغور ثم استوطن مصر ورحل الحفاظ إليه ولم يبق له نظير في هذا الشأن
حدث عنه أبو بشر الدولابي وأبو جعفر الطحاوي وأبو علي النيسابوري وغيرهم كثير.
قال الحافظ ابن طاهر سألت سعد بن علي الزنجاني عن رجل فوثقه فقلت قد ضعفه النسائي فقال يا بني إن لأبي عبد الرحمن شرطا في الرجال أشد من شرط البخاري ومسلم قلت صدق فإنه ليَّن جماعة من رجال صحيحي البخاري ومسلم.
قال الحاكم كلام النسائي على فقه الحديث كثير ومن نظر في سننه تحير في حسن كلامه، وقال ابن الأثير في أول جامع الأصول كان شافعيا له مناسك على مذهب الشافعي.
وكان ورعا متحريا قيل إنه أتى الحارث بن مسكين في زي أنكره عليه قلنسوة وقباء.
وكان الحارث خائفا من أمور تتعلق بالسلطان فخاف أن يكون عينا عليه فمنعه فكان يجيء فيقعد خلف الباب ويسمع ولذلك ما قال حدثنا الحارث وإنما يقول قال الحارث بن مسكين قراءة عليه وأنا أسمع.
قال مأمون المصري المحدث خرجنا إلى طرسوس مع النسائي سنة الفداء.
فاجتمع جماعة من الأئمة عبد الله بن أحمد بن حنبل ومحمد بن إبراهيم مربع وأبو الآذان فتشاوروا من ينتقي لهم على الشيوخ فأجمعوا على أبي عبد الرحمن النسائي وكتبوا كلهم بانتخابه.
وقال أبو طالب أحمد بن نصر الحافظ من يصبر على ما يصبر عليه النسائي عنده حديث ابن لهيعة ترجمة ترجمة يعني عن قتيبة عن ابن لهيعة قال فما حدث بها.
مؤلفاتـــــــــــــــــه:
ترك النسائي مجموعة من الكتب أهمها:
1 - كتاب السنن الكبرى في الحديث وهو الذي عرف به وجاء في سير أعلام النبلاء.
2 - كتاب المجتبي وهو السنن الصغرى، من الكتب الستة في الحديث.
3 - مسند علي.
4 - وكتابا حافلا في الكنى الكبير.
5 - كذلك كتاب عمل اليوم والليلة وهو مجلد هو من جملة السنن الكبير في بعض النسخ.
6 - وله كتاب التفسير في مجلد.
7 - الضعفاء والمتروكون في رجال الحديث.
درجة أحاديثه:
يقول السيوطي في مقدمة شرحه لكتاب السنن للنسائي: كتاب السنن أقل الكتب بعد الصحيحين حديثـًا ضعيفـًا، ورجلًا مجروحـًا.
وقد وضع النسائي كتابًا كبيرًا جدًا حافلًا عرف بالسنن الكبرى، وهذا الكتاب (المجتبى) المشهور بسنن النسائي منتخب منه، وقد قيل إن اسمه (المجتنى) بالنون.
وكتاب (المجتبى) هذا يسير على طريقة دقيقة تجمع بين الفقه وفن الإسناد، فقد رتب الأحاديث على الأبواب، ووضع لها عناوين تبلغ أحيانًا منزلة بعيدة من الدقة، وجمع أسانيد الحديث الواحد في موطن واحد.
وقد جمع النسائي في كتابه أحاديث الأحكام، وقسمه إلى كتب، وعدد كتبه 58 كتابـًا، وقسم كل كتاب إلى أبواب.
ولم يفعل فعل أبي داود والترمذي في الكلام على بعض الأحاديث بالتضعيف، كما لم يتكلم على شيء من رجال الحديث بالجرح والتعديل، ولم ينقل شيئـًا من مذاهب فقهاء الأمصار.
والسبب الذي دعا أبا داود والترمذي والنسائي إلى أن يذكروا في كتبهم أحاديث معللة هو احتجاج بعض أهل العلم والفقه بها، فيوردونها ويبينون سقمها لتزول الشبهة.
وقد اشتهر النسائي بشدة تحريه في الحديث والرجال، وأن شرطه في التوثيق شديد.
من شروح سنن النسائي:
زهر الربى على المجتبى لجلال الدين السيوطي المتوفى سنة (911هـ)، وهو بمثابة تعليق لطيف حل فيه بعض ألفاظه ولم يتعرض بشيء للأسانيد.
حاشية لأبي الحسن نور الدين بن عبد الهادي السندي المتوفى سنة 1136هـ.
ومن الشروح الحديثة: ذخيرة العقبى في شرح المجتبى للشيخ محمد بن علي بن آدم الأثيوبي المدرس بدار الحديث الخيرية بمكة وهو شرح مبسوط، بذل فيه المؤلف جهدًا مشكورًا في نقل الأقوال وجمعها وترتيبها وترجيح ما ترجح لديه منها.
ويظهر فيه الاهتمام بتراجم الرجال، والعناية بالمسائل اللغوية والنحوية التي تفيد في فهم الحديث، وقد طبع الكتاب مؤخرًا في ثمانية وعشرين جزءًا.
ثناء العلماء عليه:
قال ابن كثير فى البداية والنهاية "أحمد بن علي بن شعيب بن علي بن سنان بن بحر بن دينار أبو عبدالرحمن النسائي صاحب السنن الإمام في عصره والمقدم على أضرابه وأشكاله وفضلاء دهره رحل إلى الآفاق واشتغل بسماع الحديث والاجتماع بالأئمة الحذاق ومشايخه الذين روى عنهم مشافهة قد ذكرناهم في كتابنا التكميل وترجمناه.
أيضا هنالك وروى عنه خلق كثير وقد جمع السنن الكبير وانتخب منه ما هو أقل حجما منه بمرات وقد وقع لي سماعهما وقد أبان في تصنيفه عن حفظ وإتقان وصدق وإيمان وعلم وعرفان".
وقال الإمام الذهبي "هو أحفظ من مسلم".
وقال ابن عدي سمعت منصورا الفقيه وأحمد بن محمد بن سلامة الطحاوي يقولان أبو عبدالرحمن النسائي إمام من أئمة المسلمين.
وقال الحافظ أبو عبد الرحمن النيسابوري:أبو عبد الرحمن النسائي الإمام في الحديث بلا مدافعة.
وقال أبو الحسن الدارقطني: أبو عبد الرحمن مقدم على كل من يذكر بهذا العلم من أهل عصره
وقال الدارقطني كان أبو بكر بن الحداد الشافعي كثير الحديث ولم يحدث عن غير النسائي وقال رضيت به حجة بيني وبين الله تعالى.
وقال أبو عبد الله بن منده الذين أخرجوا الصحيح وميزوا الثابت من المعلول والخطأ من الصواب أربعة البخاري ومسلم وأبو داود وأبو عبد الرحمن النسائي.
وفاتـــــــــــه:
اختلف في مكان وزمان وفاته فقال ابن خلكان وابن كثير: توفي بمكة مقتولا شهيدا مع ما رزق من الفضائل رزق الشهادة في آخر عمره سنة ثلاث وثلاثمائة.
وهناك من قال توفى بفلسطين في صفر سنة ثنين وثلاثمائة مثل ابن يونس وأبو جعفر الطحاوي.
وهناك من قال توفى بفلسطين سنة ثلاث وثلاثمائة مثل الحافظ أبو بكر محمد بن عبد الغنى بن نقطة في تقييده.
ومن خطه نقلت ومن خط أبي عامر محمد بن سعدون العبدري الحافظ مات أبو عبد الرحمن النسائي بالرملة مدينة فلسطين يوم الإثنين لثلاث عشرة ليلة خلت من صفر سنة ثلاث وثلاثمائة ودفن ببيت المقدس.
المصدر: موقع الدار الإسلامية للإعلام [بتصرف]
محبة التوحيد
19:04 - 2014/05/25 معلومات عن العضو رد على الموضوع بإضافة نص هذه المشاركة أضف رد سريع بإقتباس لهذا الرد
محنته:
كان النسائي كما أسلفنا إمامًا من أكبر أئمة الحديث والفقه في عصره، وقد طاف معظم بلاد الإسلام طلبًا للحديث سماعًا ورواية، ثم استقر المقام به في مصر، وخلال طوافه وسياحه في أقاليم الدولة الإسلامية، لاحظ أن أهل الشام منحرفون عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وبالطبع ليس كل أهل الشام بل بعضهم، وإن كان هذا البعض كثيرًا في نظر الإمام النسائي، مما دفعه لئن يصنف كتاب «الخصائص» في فضائل علي وأهل البيت، حتى يردهم إلى الصواب ويكشف عنهم عماية الجهل والتعصب، وقد نوى إن عاود الرحلة إلى الشام، ومتى دخلها أن يروي لهم كتاب الخصائص، وهذا الفعل من الإمام النسائي منقبة عظيمة وعلامة صادقة على ربانية هذا الإمام والعالم الكبير وإحساسه بأحوال المسلمين ومواضع الجهل والحاجة عندهم وتصديه لمواجهة هذا الداء العضال الذي يعصف بعقول المسلمين ألا وهو الجهل والتعصب.
بدأت محنة النسائي عندما بلغ أعلى المكانات العلمية في عصره وصارت الرحلة إليه وعيَّنه أمير مصر قاضيًا على عموم البلاد، وخرج معه للجهاد والفداء، وعندها حسده الأقران، وظهر ذلك منهم في قسمات وجوههم وفلتات ألسنتهم، وهذا الحسد أزعج النسائي وضاقت به نفسه حتى عزم على الخروج من البلد كلها، قال الإمام الدارقطني: كان النسائي أفقه مشايخ مصر في عصره، وأعرفهم بالصحيح من السقيم من الآثار، وأعرفهم بالرجال، فلما بلغ هذا المبلغ، حسدوه، فخرج إلى الرملة بفلسطين وذلك في أواخر سنة 302هـ.
خرج النسائي إلى الشام وفي نيته نشر العلم النافع، ورد ما غالى من أهلها على أمير المؤمنين علي رضي الله عنه، فلما وصل إلى الرملة بفلسطين، عقد مجلسًا للتحديث بجامعها الكبير، وأخذ في رواية الأحاديث في فضل علي رضي الله عنه وآل البيت وفي باقي الصحابة، وكانت بلاد الشام معقل الأسرة الأموية وقاعدة ملك بني أمية ودمشق ظلت عاصمة الخلافة الأموية وعاصمة الدولة الإسلامية، طوال حكم الأمويين، فلما أخذ النسائي في رواية أحاديث فضل الصحابة، طلبوا منه أن يروي حديثًا في فضل معاوية رضي الله عنه، فامتنع النسائي من ذلك؛ لأنه وبمنتهى البساطة لم يخرّج حديثًا في فضل معاوية، ومروياته كلها ليس فيها حديث واحد في ذلك، فألحوا عليه، فرفض بشدة وكان كما قلنا ضابطًا متقنًا شديد التحري لألفاظه ورواياته للأحاديث، فألحوا عليه أكثر وشتموه، فرد عليهم بكلام شديد أحفظهم، إذ قال لهم: أي شيء أخرج؟ حديث اللهم: لا تشبع بطنه، وهو حديث صحيح أخرجه الإمام مسلم في صحيحه وكذلك أخرجه أبو داود الطيالسي في مسنده، ولكن ليس للنسائي سند في مروياته ليخرجه به ويحدثه للناس.
ولما كانت بلاد الشام معقلاً تاريخيًا وتقليديًا لبني أمية، وأنصارهم به كثر، وكذلك المتعصبون لهم، فإن النسائي لما قال ما قال لمن شتمه ووبخه لأنه لم يرو لهم حديثًا في فضل معاوية رضي الله عنه، فظنوا أن الإمام النسائي من الشيعة الروافض، ولم يعرفوا قدر هذا الإمام ومكانته العلمية، فقاموا عليه بكل جهل وتعصب، وكأنه واحد من اللصوص أو المجرمين، وأخذوا يضربونه بكل عنف، وفي أماكن حساسة من جسده، وكان النسائي وقتها، قد جاوز الخامسة والثمانين من العمر، فلم يحتمل الشيخ الكبير هذا الضرب المبرح، فخر مغشيًا عليه، ثم أخرجوه من المسجد بلا رحمة ولا شفقة، فلما أفاق قال لمن معه: احملوني إلى مكة كي أموت بها، ولكن القدر كان أسرع من مراده وبغيته، فمات في 13 صفر سنة 303هـ، فرزقه الله عز وجل حياة هنية وميتة سوية، وختم حياته بصيانة علمه وأحاديثه، وعده كثير من أهل العلم من الشهداء، ونعم الشهيد هو الذي يموت على يد الجهال والدهماء والأغبياء الذين لا يعرفون الحق من الباطل والعالم من الظالم.