melainkan mereka memasang telinga mendengarnya sambil mereka mempermain-mainkannya.
Ketika al-Qurân yang baru diturunkan dari Tuhan mereka itu datang untuk memberi peringatan tentang apa yang bermanfaat bagi mereka, mereka mendengarnya sambil menyibukkan diri dengan hal-hal yang tidak bermanfaat: bermain seperti kanak-kanak.
Hati mereka pun lengah untuk merenungkannya. Mereka sangat menyembunyikan tipu dayanya terhadap Nabi dan al-Qurân, dengan saling mengatakan, "Muhammad hanyalah manusia biasa seperti kalian. Dan seorang rasul hanyalah dari jenis malaikat. Apakah kalian mempercayai Muhammad dan mendatangi majlis sihirnya, padahal kalian menyaksikan bahwa al-Qurân adalah sihir?“
وقال النسائي: حدثنا أحمد بن نصر، حدثنا هشام بن عبد الملك أبو الوليد الطيالسي، حدثنا أبو معاوية، حدثنا الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي سعيد، عن النبي صلى الله عليه وسلم { فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ } قال: "في الدنيا" ، وقال تعالى: { أَتَى أَمْرُ اللَّهِ فَلا تَسْتَعْجِلُوهُ } [ النحل : 1 ] ، وقال [تعالى] : { اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ * وَإِنْ يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ } [ القمر : 1، 2 ]
وقد روى الحافظ ابن عساكر في ترجمة الحسن بن هانئ أبي نُوَاس الشاعر أنه قال: أشعر الناس الشيخ الطاهر أبو العتاهية حيث يقول:
النَّاس في غَفَلاتِهِمْ ... وَرَحا المِنيَّة تَطْحَنُ ...
فقيل له: من أين أخذ هذا؟ قال : من قوله تعالى: { اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ } [وروى في ترجمة "عامر بن ربيعة" ، من طريق موسى بن عبيدة الآمدي، عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم عن أبيه، عن عامر ابن ربيعة: أنه نزل به رجل من العرب، فأكرم عامر مثواه، وكلّم فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فجاءه الرجل فقال: إني استقطعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم واديًا في العرب، وقد أردت أن أقطعَ لك منه قطعة تكون لك ولعقبك من بعدك. فقال عامر: لا حاجة لي في قطيعتك، نزلت اليوم سورة أذهلتنا عن الدنيا: { اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ }.
ثم أخبر تعالى أنهم لا يُصغون إلى الوحي الذي أنزل الله على رسوله، والخطاب مع قريش ومن شابههم من الكفار، فقال: { مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ } أي: جديد إنزاله { إِلا اسْتَمَعُوهُ وَهُمْ يَلْعَبُونَ } كما قال ابن عباس: ما لكم تسألون أهل الكتاب عما بأيديهم وقد حَرفوه وبدلوه وزادوا فيه ونقصوا منه، وكتابكم أحدث الكتب بالله تقرءونه محضًا لم يشب. ورواه البخاري بنحوه .
وقوله: { وَأَسَرُّوا النَّجْوَى الَّذِينَ ظَلَمُوا } أي: قائلين فيما بينهم خفْيَةً { هَلْ هَذَا إِلا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ } يعنونَ رسول الله صلى الله عليه وسلم، يستبعدون كونه نبيًا؛ لأنه بَشَرٌ مثلهم، فكيف اختص بالوحي دونهم؛ ولهذا قال: { أَفَتَأْتُونَ السِّحْرَ وَأَنْتُمْ تُبْصِرُونَ } ؟ أي: أفتتبعونه فتكونون كمن أتى السحر وهو يعلم أنه سحر. فقال تعالى مجيبًا لهم عما افتروه واختلقوه من الكذب.