من هو إشعياء
إشعياء (معناه خلاص الله) هو بن آموص (معناه القوى). وقد أطلق إشعياء على زوجته اسم " النبية" ويبدو أن الله قد وهبها نعم كثيرة. فكان لإشعياء منها ولدان اسم الأول " شآر ياشوب" (ومعناه البقية العائدة) واسم الثاني " مهير شلال حاش بز" (معناه غنيمة ثم خراب)
رؤيا إشعياء بن آموص . في أيام عزيا ويوثام وآحاز وحزقيا ملوك يهوذا.
الرؤيا
في سنة وفاة عزيا الملك رأيت السيد جالسا على كرسي عال ومرتفع. السرافيم واقفون وهذا نادى ذاك وقال قدوس قدوس قدوس إله الجنود مجده ملء كل الأرض. فاهتزت أساسات العتب، وامتلأ البيت دخانا. فقلت ويل لي إني هلكت لأني إنسان نجس الشفتين، وأنا ساكن بين شعب نجس الشفتين. فطار إلىَّ واحد من السرافيم وبيده جمرة قد أخذها بملقط من على المذبح، ومس
بها فمي وقال: إن هذه قد مست شفتيك، فانتزع إثمك وكفر عن خطيتك.
س : لماذا يخشى الإنسان - مثل النبي إشعياء- لحظة المواجهة مع الديان؟
لأنه أمام نقاء القداسة الإلهية يزداد إحساس الإنسان برداءة سلوكه ودوافعه الأنانية.
الله يدعو إشعياء
ثم سمعت الله يقول: من أُرسل ومن يذهب من أجلنا. فقلت هاأنذا أرسلني. فقال اذهب وقل لهذا الشعب اسمعوا سمعا ولا تفهموا وابصروا إبصارا ولا تعرفوا. غلظ قلب هذا الشعب، إلى أن تصير المدن خربة. ولكن كالبطمة والبلوطة التي وإن قطعت فلها ساق، يكون زرعا مقدسا.
س : ماذا نتعلم من إرسال الله لأنبياء مثل إشعياء إلى شعب لن يصغي لكلامه؟
أن الله سبحانه يُنعم على الإنسان بالعديد من الفرص في هذه الدنيا لتشهد عليه، وليصبح هو بلا عذر.
من مواعظه
كان لحبيبي كرم على أكمة خصبة. نقَّى حجارته وغرسه وبنى برجا في وسطه ونقر فيه أيضا معصرة. فانتظر أن يصنع عنبا فصنع عنبا رديئا. ماذا يصنع أيضا لكرمي وأنا لم أصنعه له؟ لماذا إذ انتظرت أن يصنع عنبا صنع عنبا رديئا؟ فالآن أعرفكم ماذا أصنع بكرمي. أنزع سياجه فيصير للرَعي. أهدم جدرانه فيصير للدوس. وأجعله خرابا فيطلع شوك وحسك. وأوصى الغيم أن لا يمطر عليه مطرا.
س : ما هو حال إنسان يغلق قلبه فلا يستمع إلى همسات الله؟
يخسر هذا الإنسان في حياته وبعد مماته.
إرضاء الله ليس بالطقوس والشعائر
اسمعوا كلام الله. أصغوا إلى شريعة إلهنا. لماذا لي كثرة ذبائحكم يقول الله؟ رؤوس شهوركم وأعيادكم بغضتها نفسي. فحين تبسطون أيديكم أستر عيني عنكم وإن كثرتم الصلاة لا اسمع. أيديكم ملآنة دما. اغتسلوا، تنقوا، اعزلوا شر أفعالكم من أمام عيني. تعلموا فعل الخير، اطلبوا الحق، انصفوا المظلوم، اقضوا لليتيم، حاموا عن الأرملة. فقال الله: هذا الشعب قد اقترب إلى بفمه أكرمني بشفتيه وأما قلبه فأبعده عني
س : كيف يمكننا أن نرضى الله سبحانه؟
بالتوبة عن عناد قلوبنا، وبأن نكف عن معارضة صوته داخل قلوبنا.
وعد الله للأمناء
الغلمان يعيون ويتعبون والفتيان يتعثرون تعثرا. وأما منتظروا الله فيجددون قوة، يرفعون أجنحة كالنسور، يركضون ولا يتعبون، يمشون ولا يعيون. صوت قائل ناد. فقال: بماذا أنادى! كل جسد عشب وكل جماله كزهر الحقل. يبس العشب ذبل الزهر لان نفخة الله هبت عليه. وأما كلمة إلهنا فتثبت إلى الأبد.
س : لماذا يطمئن المؤمن إلى الله وإلى كلامه سبحانه؟
لأن المتكلين عليه ينالون رحمة وتشجيعا روحيا داخليا في قلوبهم.
من نبوءات إشعياء
لكن يعطيكم السيد نفسه آية ها العذراء تحبل وتلد ابنا وتدعو اسمه عمانوئيل. فيعلن مجد الله ويراه كل بشر جميعا لأن فم الله تكلم. محتقر ومخذول من الناس، رجل أوجاع ومختبر الحزن، وكمستر عنه وجوهنا. محتقر فلم نعتد به. لكن أحزاننا حملها وأوجاعنا تحملها. ونحن حسبناه مصابا مضروبا من الله ومذلولا. وهو مجروح لأجل معاصينا مسحوق لأجل آثامنا. تأديب سلامنا عليه وبحبره شفينا. كلنا كغنم ضللنا ملنا كل واحد إلى طريقه، والله وضع عليه إثم جميعنا. ظلم أما هو فتذلل ولم يفتح فاه كشاة تساق إلى الذبح وكنعجة صامتة أمام جازِّيها فلم يفتح فاه. من الضغطة ومن الدينونة أخذ، وفي جيله من كان يظن أنه قطع من أرض الأحياء؟ أنه ضُرب من أجل ذنب شعبي. وجُعل مع الأشرار قبره ومع غني عند موته. على أنه لم يعمل ظلما ولم يكن في فمه غش.
س : لماذا يجب أن نتحقق من مصداقية أي نبي؟
لأن الله حذرنا من الذين يأتون في صورة أنبياء ولكنهم ليسوا من عنده سبحانه
أشعياء يبشر بالنبي محمد
يكاد سفر أشعياء أن يكون في مجموعه – ما عدا بعض روايات الأحداث – مجموعة من النبوءات، منها ما يرى فيه أهل الكتاب من يهود ونصارى إنه تنبؤ بميلاد المسيح عليه السلام وهو قوله: "ها العذراء تحبل وتلد ابنا وتدعو اسمه عمانوئيل، زبدا وعسلا يأكل متي عرف أن يرفض الشر ويختار الخير" ( أشعياء 7 : 14 ) .
وقد كان إيمان من آمن بالمسيح عليه السلام من اليهود اقتناعا منهم بأنه النبي الذى تنبأ بمولده أشعياء في هذا النص من سفره، لكونه ولد من عذراء ولما تحقق علي يديه بإذن الله من المعجزات التي أخبر عنها أشعياء، وكان كفران سائر اليهود بدعوته وإنكارهم أنه المسيح الذى تنبأ به أشعياء مستندا – في قولهم إلي عدم ظهور "إيليا" – وهو علامة على مجيئه – قبل بعثته،وهو ما أنكره عليهم المسيح عليه السلام مخبرا أنه يوحنا المعمدان " يحيي بن زكريا عليه السلام"، فقد جاء في إنجيل لوقا : " كانت
كلمة الله علي يوحنا المعمدان " (لوقا 3 : 2) وهو المعروف في اللغة العربية باسم يحيي بن زكريا عليه السلام ، ومما يؤكد ما جاء في نبوءة أشعياء فيما ذكره عن الخير والشر ما تراه في إنجيل لوقا : " كانت كلمة الله علي يوحنا بن زكريا في البرية فجاء إلي جميع الكورة المحيطة بالأردن يكرز بمعمودية التوبة لمغفرة الخطايا. كما هو مكتوب في سفر أقوال أشعياء النبي القائل: صوت صارخ في البرية أعدوا طريق الرب اصنعوا سبله مستقيمة" ( لوقا 3 : 3 - 4 ) . وقد ورد في سفر أشعياء العديد من النبوءات التي تبشر بمولد رسول الله محمد عليه الصلاة والسلام، وببعثه رسولا يهدى للحق وللدين الذى بعث به، نذكر منها ما يلي :
النبوءة الأولى :
جاء فى سفر أشعياء قولة: " لأنه هكذا قال لي السيد، اذهب أقم الحارس ليخبر بما يرى، فرأى أزواج ركاب فرسان، ركاب حمير، ركاب جمال فأصغى إصغاء شديداً، ثم صرخ كأسد أيها السيد أنا قائم علي المرصد دائماً في النهار وأنا واقف علي المحرس كل الليالي، وهو ذا ركاب من الرجال أزواج من الفرسان، فأجاب وقال سقطت، سقطت بابل وجميع تماثيل آلهتها المنحوته كسرها إلى الأرض" (أشعياء 21 : 6- 9).
وفي هذا القول تنبؤ ببعثة نبيين رسولين أحدهما يدخل مدينته راكبا حمارا، والآخر يدخلها علي جمل، وقد دخل المسيح عليه السلام القدس على حمار: " حينئذ أرسل يسوع تلميذين قائلا لهما اذهبا الي القرية التي أمامكما فللوقت تجدان أتاناً مربوطة وجحشا معها فحلاهما وائتياني بهما، وإن قال لكما أحد شيئا فقولا الرب محتاج إليهما، فللوقت يرسلهما ، فكان هذا كله لكي يتم ما قيل بالنبي القائل قولوا لابنة صهيون هو ذا ملكك يأتيك وديعا راكباً علي أتان وجحش ابن أتان" (متي : 21 :1 - 5 )، كذلك فقد دخل محمد عليه الصلاة والسلام يثرب علي ناقته القصواء" وبدعوته تحطمت الأصنام والتماثيل التي كانت تعبد من دون الله. فيكون الرسولان اللذان تنبأ أشعياء بهما هما المسيح عيسي ابن مريم ومحمد عليهما الصلاة والسلام.
النبوءة الثانية :
وجاء في سفر أشعياء قوله: " في الوعر في بلاد العرب تبيتين يا قوافل الددانيين، هاتوا ماء لملاقاة العطشان يا سكان أرض تيماء وافوا الهارب بخبزه، فإنهم من أمام السيف قد هربوا، من أمام السيف المسلول ومن أمام القوس المشدودة ومن أمام شدة الحرب، فإنه هكذا قال لي السيد في مدة سنة كسنة الأجير يفني كل مجد قيدار، وبقية عدد قسى أبطال بني قيدار تقل لأن الرب إله إسرائيل قد تكلم " (أشعياء 21 : 13 - 17 ).
وما جاء في هذا القول هو تنبؤ بهجرة رســول الله صلى الله عليه وسلم من مكـة إلي المدينة المنورة، فالدادنييون الذين ورد ذكرهم في النص هم المنتسبون إلي دادان وهو أحد أجداد قريش من نسل النبي إسماعيل عليه السلام، والوعر من بلاد العرب هو الطريق الذى بين مكة والمدينة المنورة، والأمر الصادر في النبوءة إلي أهل يثرب (المدينة المنورة) بمقابلة المهاجرين بالطعام والشراب وبالإحسان إليهم قد تحقق بالفعل بما كان من أهل يثرب للمهاجرين.
كذلك وصف أشعياء المهاجرين – في نبوءته – بأنهم قد غادروا أرضهم فرارا بدينهم وبعقيدتهم وأنفسهم هربا من ظلم أعدائهم، وتضمنت النبوءة وعدا بانتصار أتباع هذا النبي المتنبأ به وفناء المجد الظالم الذى كان يظل أبناء قيدار وهم كفار قريش المنحدرون من قيدار بن بنايوت بن إسماعيل عليه السلام. كما تضمنت إخبارًا عن نقصان عدد فرسان الكفار بعد سنة من الهجرة أو أكثر من سنة، وذلك لتشبيه هذه السنة بسنه الأجير التي يشعر بطولها لما يناله خلالها من مشقة. وقد تحقق هذا إذ قل عدد فرسان كفار مكة وأبطالهم بعد أن آمن كثير منهم برسول الله صلى الله عليه و سلم .
وقد ذكر أشعياء في نهاية الفقرة الأخيرة إنه عرف ذلك من الرب إله بني إسرائيل ، وذلك لأنه في الوقت الذى تنبأ فيه أشعياء بأمر هذا النبي لم يكن غير شريعة موسي عليه السلام شريعة الله، وكان الإله الواحد الحق هو إله بني إسرائيل أما غيرهم ممن لم يؤمنوا بشريعة موسي عليه السلام فقد كانوا يعبدون آلهة آخرى مثل بعل زبول والأصنام والتماثيل، فجاء بيان أن هذا القول هو قول الله سبحانه وتعالي.
النبوءة الثالثة:
جاء في سفر أشعياء أيضا : " أنا الرب قد دعوتك بالبر فأمسك يدك وأحفظك وأجعلك عهدا للشعب ونورا للأمم، تتفتح عيون العمي لتخرج من الحبس المأسورين من بيت السجن الجالسين في الظلمة. أنا الرب هذا اسمي ومجدى لاأعطيه لآخر ولا تسبيحي للمنحوتات... هو ذا الأوليات قد أتت والحديثات أنا مخبر بها، قبل أن تنبت أنا أعلمكم بها. غنوا للرب أغنية جديدة تسبيحة من أقصي الأرض، أيها المنحدرون في البحر وملؤه والجزائر وسكانها، لترفع البريه ومدنها صــوتها الديار التي سكــن فيها قيدار. لتترنم سكــان سـالع. من رؤوس الجبال ليهتفوا. ليعطوا الرب مجدا ويخبروا بتسبيحه في الجزائر، الرب كالجبار يخرج، كرجل حروب ينهض غيرته، يهتف ويصرخ ويقوى علي أعدائه.... يخزي خزيا المتكلمون علي المنحــوتات، القائلون للمســبوكات أنت آلهتنا" (أشـعياء42 :6 – 17 ).
وهذا القول يتضمن الإخبار بنبوءتين متتاليتين، إحداهما هي الأقرب تحققا في الزمان من تاريخ الإبلاغ وقد شملتها الفقرات من 6 إلي8، وهي النبوءة الخاصة بالمسيح عليه السلام دعاه الله بالبر وحفظه وجعله عهدا للشعب أى لبني إسرائيل، وهو مايعني وصف المسيح عليه السلام دعوته – في البداية – بأنها لهداية بني إسرائيل ثم إن الله جعله نورا للأمم، وفي ذلك إشارة إلي قيام المسيح عليه السلام بتوجيه تلاميذه قبل رفعه ليبشروا الأمم برسالته علي ما جاء في الإنجيل: " وقال لهم اذهبوا إلي العالم أجمع واكرزوا بالإنجيل للخليقة كلها" (مرقس 16 : 15).
وبعد ذلك يعلن أشعياء صراحة أن ما أخبر عنه آنفا هو الأسبق تحققا في عمر الزمان وأنه سيتبعه ما هم مخبر عنه إذ يقول: " هو ذا الأوليات قد أتت، والحديثات أنا مخبر بها قبل أن تنبت أعلمكم بها". أما هذا الذى يخبر به متنبئا فهو مجئ تسبيحة جديدة يرتفع بها الصوت من أرض قيدار. وإذا علمنا أن قيدار هو بن بنايوت بن إسماعيل عليه السلام وأن أرضه هي مكة المكرمة وأن التسبيحة الجديدة التي ترتفع بها الأصوات هي الأذان يعلن به عن مواعيد الصلاة .
إذا علمنا هذا فإنه يتأكد لنا أن النبوءة إنما تتعلق برسول الله محمد عليه الصلاة والسلام، فإذا أضفنا إلي ذلك ما ذكره أشعياء بشأن الهتاف باسم الله وبتمجيدة من فوق رؤوس الجبال وهذا وصف لتهليل المسلمين وتكبيرهم في الحج لدى الوقوف بجبل عرفات، فإنه يكون محققا لدينا أن الدين الذى بشر به أشعياء هو الإسلام وأن النبي المبشر به في النبوءة هو محمد عليه الصلاة والسلام الذى وصفه أشعياء بأن من صفاته أنه رجل حرب يقوى علي أعدائه، وقد كان هذا هو حال المصطفي عليه الصلاة والسلام الذى تم به القضاء علي عبادة الأصنام في أرض رسالته كما جاء في النبوءة.
النبوءة الرابعة :
وجاء في ذات السفر: " ترنمي أيتها العاقر التي لم تلد، أشيدى بالترنم أيتها التي لم تمخض لأن بني المستوحشة أكثر من بني ذات البعل قال الرب، أوسعي مكان خيمتك ولتبسط شقق مساكنك. لاتمسكي، أطيعي أطنابك وشددى أوتادك، لأنك تمتدين إلي اليمين وإلي اليسار، ويرث نسلك أمما ويعمر مدنا خربة. لا تخافي لأنك لاتستحين، فإنك تنسين خزي صباك، وعار ترملك لا تذكرينه بعد لأن بعلك هو صانعك رب الجنود أسمه ووليك قدوس إسرائيل إله كل الأرض يدعو .. أيتها الذلية المضطربة غير المتعزية هأنذار أبني بالإثمد حجارتك وبالياقوت الأزرق أؤسسك، وأجعل شرفك ياقوتا وأبوابك حجارة بهرمانية، وكل تخومك حجارة كريمة، وكلي بيتك تلاميذ الرب وسلام بنيك كثيرا. بالبر تثبتين بعيدة عن الظلم فلا تخافين وعن الأرتعاب فلا يدنومنك . ها إنهم يجمتعون اجتماعا ليس من عندى، من اجتمع عليك فإليك يسقط. ها أنذا قد خلقت الحداد الذى ينفخ الفحم في النار ويخرج آلة لعمله وأنا خلقت المهلك ليخرب. كل آلة صورت ضدك لا تنجح، وكل لسان يقوم عليك في القضاء تحكمين عليه. هذا هو ميراث عبيد الرب وبرهم من عندى يقول الرب" (أشعياء الإصحاح الرابع والحمسون:من 1 إلي 17).
إننا نعلم أن الأنبياء يتكلمون فى نبوءاتهم بالرمز والمثال فإذا ماتدبرنا هذا القول وعلمنا أحوال البلاد والعباد من قبل زمان هذه النبوءة إلى اليوم فإننا ندرك الآتي:
(1) أن العاقر التي لم تلد – المذكورة فى النبوءة – هي مكة المكرمة، وصفت بأنها عاقر لأنها لم تخرج من بعد إسماعيل عليه السلام الذى جاءها طفلا مع أمه هاجر دون أن يكون قد نبت بها إلي زمان النبوءة أنبياء، وإسماعيل عليه السلام هو ابن المستوحشة التي هجرها زوجها، ونسله هم العرب العدنانيون فهم – في النبوءة – أبناء المستوحشة الذين ذكرتهم النبوءة بأنهم يصيرون أكثر من بني "ذات البعل" وهي سارة التي بقي معها إبراهيم عليه السلام، ومن أبنائها بنو إسرائيل، والمعني إن وصف
|
صورة في موقع الأنبا تكلا: مرض حزقيا الملك: "فِي تِلْكَ الأَيَّامِ مَرِضَ حَزَقِيَّا لِلْمَوْتِ، فَجَاءَ إِلَيْهِ إِشَعْيَاءُ بْنُ آمُوصَ النَّبِيُّ وَقَالَ لَهُ: «هكَذَا يَقُولُ الرَّبُّ: أَوْصِ بَيْتَكَ لأَنَّكَ تَمُوتُ وَلاَ تَعِيشُ" (سفر إشعياء 38: 1) |
مكة بالعاقر قد جاء في مقارنة مستترة بالقدس أو أورشليم التي أنجبت الأنبياء. وقد بشرت النبوءة مكة أو العاقر بأنها تمتد يمنا وشمالا وبأن أبناءها سيرثون أمما ويعمرون مدنا خربة، وذلك فى بشارة بانتشار الدين الذى تبدأ دعوته في مكة لتنتشر في أنحاء العالم فتعمر به النفوس الخربة بجهالة الكفر والشـرك، وفـي النبوءة طلب من مكة أن تسبح الله وتحمده علي ما أولاها من نعمة كونها أم المبعوث رحمة للعاملين.
(2) أن القول – في النبوءة – إن بعل العاقر هو صانعها رب الجنود اسمه، وإنه يدعي من بعد إله كل الأرض، إنما يعني أن راعي مكة هو خالقها الله الذى كان اليهود يسمونه "رب الجنود" في تمييز بينه وبين ماتعبد سائر الشعوب من آلهة، كذلك فإن قول النبوءة إنه سيدعي " إله كل الأرض" يتضمن الإشارة إلي عالمية الدعوة للدين الذى يظهر نبيه من مكة فلا يعود الرب إله بني إسرائيل وحدهم وإنما إله جميع الخلق المعبود في جميع أنحاء الكون.
(3) تشير النبوءة إلي الكعبة المشرفة وإلي إعادة بنائها وإلي قدوم المؤمنين بالدين الذى يظهر نبيه في مكة في كثرة إليها، والذين تصفهم النبوءة بأنهم أبناء الرب. وهذا هو حال حجاج بيت الله الحرام والمعتمرين وزائرى البيت، كما تشير النبوءة إلي ما سيكون عليه حال مكة من تحريم دخولها علي الكفار والمشركين.
(4) تطمئن النبوءة مكة والكعبة المسجد الحرام بحماية الله، وبأنه سيكون اجتماع القوة المادية عليها فيسقط من اجتمعوا عليها، وذلك ما كان – من بعد – من أمر أبرهة وجيشه حين أراد هدم الكعبة، وبأنه سيكون هناك محاجاة بالقول وهجــوم علي الدين الذى يبعــث نبيه من مكة بالكتابة وبالمشافهة وبوسائل الإعلام المختلفة، وسـيكون النصر لدين الله الذى يتمســك به المؤمنون، وذلك علي ما يبين من قول النبوءة " كل آلهة صــورت ضـدك لا تنجح وكل لســان يقوم عليك في القضــاء تحكمين عليه. هذا هــو ميراث عبيد الرب وبرهم من عندى يقول الرب" ( أشعياء 54 : 17 ).
النبوءة الخامسة :
وجاء أيضا في سفر أشعياء: " قومي استنيري لأنه قد جاء نورك ومجد الرب أشرق عليك، لأنه ها هي الظلمة تغطي الأرض والظلام الدامس الأمم ، أما عليك فيشرق الرب ومجده عليك يري، فتسير الامم في نورك والملوك في ضياء إشراقك. أرفعي عينيك حواليك وانظري قد اجتمعوا كلهم، جاءوا إليك، يأتي بنوك من بعيد وتحمل بناتك علي الأيدى. حينئذ تنظرين وتنيرين ويخفق قلبك ويتسع لأنه تتحول إليك ثروة البحر ويأتي إليك غني الأمم، تغطيك كثرة الجمال بكران مديان وعيفة كلها تأتي من شبا تحمل ذهبا ولبانا وتبشر بتسابيح الرب، كل غنم قيدار تجتمع إليك، كباش بنايوت تخدمك، تصعد مقبولة علي مذبحي وأزين بين جمالي . من هؤلاء الطائرون كسحاب وكالحمام إلي بيوتها، إن الجزائر تنتظرني وسفن ترشيش في الأون لتأتي ببنيك من بعيد وفضتهم وذهبهم معهم لأسم الرب إلهك وقدوس إسرائيل لأنه قد مجدك " (أشعياء 60: 1 - 9).
وسبحان الله العظيم ليس هناك وصف أدق وأوضح لحال مكة المكرمة والكعبة المشرفة وقت أداء المسلمين فريضة الحج من هذا الوصف الذى ذكره أشعياء عام واحد وسبعمائه قبل الميلاد، وهو وصف لحالها منذ أظهر الله دينه إلي اليوم وإلي آخر الزمان. فبينما يخيم ظلام الشرك والفكر المادى علي دول العالم فيكون ظلم القوى منها ضعيفها – وليس مثل الظلام ظلام – بينما يكون هذا هو حال العالم يكون الأمر علي خلافه في مكة المكرمة عند بيت الله الحرام وقت الحج، حيث يلبي المؤمنون الدعوة بالحج
|
King Hezekiah with prophet Isaiah |
فيملأ أركانها النور- وليس مثل نور الإيمان – يمجدون الله، ومنهم الملوك والرؤساء يتساوون ورعاياهم لايستنيرون إلا بنور الله وبنور الإيمان –
ثم يصف أشعياء حال الحجيج فيقول إنهم قد أتوا من أماكن بعيدة، وهم من الكعبة المشرفه بيت الله بمنزلة الابن من أمه – علي ما جري عليه وصف المؤمنين في العهد القديم بأنهم أبناء الله – فيكون لمكة المكرمة – مهد الرسالة – أن تفرح بقدوم الحجيج من أقاصي الأرض معهم الأموال والبضائع فيكون في الحج أداء الفريضة وتمجيد الله كما يكون فيه تحقيق المصالح المادية والمالية " كلها تأتي من شبا تحمل ذهبا ولبانا وتبشر بتسابيح الرب " وهو ما صدق به في القرآن العظيم في قوله تعالي : " وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالاً وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ {27} لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُم مِّن بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ " (الحج : 27 - 28 ) .
ويقطع بأن نبوءة أشعياء تعلقت بحال مكة المكرمة وقت الحج وصفه ما يكون من إحضار أغنام قيدار – وهو حفيد إسماعيل عليه السلام جد العرب العدنانيين- وكذا ما يكون من التضحية بكباش بنايوت – وهو ابن إسماعيل عليه السلام – وقد ذكرت نبوءة أشعياء أن هذه الكباش وتلك الأغنام تصعد مقبولة إلي مذبح الرب، وذلك في تعبير عن نحر الأضاحي في الحج من بعد الصلاة.
وعلي هذا فإن النبوءة تعلن أن مسرح هذه الأحداث هو أرض أبناء بنايوت وأبناء قيدار من جزيرة العرب وليس أرضا غيرها، ثم إن النبوءة تبلغ ذورة الدقة عندما تصف كيفية حضور الحجيج من جميع أنحاء العالم قريبها وبعيدها إلي الأراضي المقدسة لآداء فريضة الحج، فتقول إن منهم من يأتي طائرا- وجاء هذا القول في وقت لم يكن فيه أحد يتخيل أنه ستكون هناك طائرات تستخدم في التنقل – وأن منهم من يأتي بطريق البحر، ومنهم من يأتي بطريق البر راكباً أو راجلا " من هؤلاء الطائرون كسحاب وكالحمام إلي بيوتها، إن الجزائر تنتظرني، وسفن ترشيش في الأول لتأتي ببنيك من بعيد" ثم توضح النبوءة أن حجاج بيت الله الحرام قد أنفقوا الأموال من أجل أداء فريضة الله الذى أكرم مكة بظهور رسوله عليه الصلاة والسلام منها وعظم بيته، وهو الله الحق الذى بارك إسرائيل (يعقوب) عليه السلام من قبل.
محمد عليه الصلاة والسلام في نبوءة حبقوق :جاء في سفر حبقوق: " إله يأتي من اليمن والقدوس من جبل فاران، جلاله غطي السماوات والأرض امتلأت من تسبيحه" (حبقوق 3 : 3).
وهذه النبوءة تذكر بقدوم النبي محمد من جبال مكة (فاران) وبنزول القــرآن علي رســول الله صلى الله عليه وسلم وأنه بظهور دين الحق الذى ينبلج نوره من مكة المكرمة تتحقق عبادة الله وتمتلئ الأرض بالتسبيح
Nabi Isaiah ataupun Nabi Yesaya adalah salah seorang 12 nabi-nabi kecil Bani Israil yang tidak tercatat namanya dalam Al Quran namun beliau adalah seorang nabi kepada kaum Bani Israil. Beliau juga mempunyai kitab sendiri hasil penulisannya yang dipanggil kitab Yesaya. Beliau merupakan nabi Judea abad ke-8 SM yang mendeklarasikan bahawa seluruh dunia berada dalam pengendalian Tuhan dan memperingatkan masyarakatnya bahawa negeri mereka akan dimusnahkan apabila mereka berpaling dari ajaran Tuhan.
Nabi Isaiah A.S. hidup di zaman pemerintahan kerajaan Judah dibawah pemerintahan 4 orang raja iaitu Uzziah/Azariah, Jotham, Ahaz dan Hezekiah. Raja Uzziah mentadbir kerajaan Judah selama 52 tahun iaitu pada pertengahan abad ke 8 sebelum masihi dan kemungkinan Nabi Isaiah memulakan tugas kenabiannya sebelum kematian Uzziah iaitu pada 740 SM. Beliau hidup hingga 14 tahun pemerintahan Raja Hezekiah yakni 698 SM dan kemungkinan juga hidup pada zaman pemerintahan Manasseh. Jadi Isaiah mungkin telah bernubuat(kenabian) untuk tempoh panjang sekurang-kurangnya enam puluh empat tahun.
Nabi Isaiah juga hidup ketika berada di bawah pemerintahan kerajaan Assyria iaitu ketika pemerintahan Tiglath-Pileser III dan Shalmaneser V dari Sumeria yang telah menawan kerajaan Judah ketika beliau masih muda, termasuklah serangan tentera oleh Sennacherib ke atas Judah.
Isaiah menurut Islam
Menurut Ibnu Ishaq, Nabi Isaiah telah diutuskan sebelum Nabi Zakaria dan Nabi Yahya dan beliau juga telah bernubuat tentang kedatangan Nabi Isa dan juga Nabi Muhammad S.A.W.
Yesaya berkhutbah dan mati syahid
Menurut penafsiran Islam telah dinyatakan bahawa Hezekiah adalah raja yang memerintah Jerusalem (Baitulmuqaddis)ketika hayat Nabi Isaiah A.S. Hezekiah sentiasa patuh dan mendengar nasihat Nabi Isaiah tetapi tetap dengan pendiriannya kerana ketika itu keadaan di Israel/Judah sangat meruncing. Keadaan semakin meruncing apabila berlakunya kematian raja Judah itu. Setelah kematian raja itu, Nabi Isaiah telah mengatakan kepada Bani Israil untuk tidak melupakan Tuhan dan beliau memperingatkan mereka bahawa mereka harus berhenti daripada terus-menerus melakukan dosa dan juga daripada ketidaktaatan. Tradisi Muslim berpendapat bahawa tidak sepatutnya orang-orang Bani Israil marah dan berusaha untuk membunuh Nabi Isaiah. Dalam sebuah kematian yang mirip dalam kehidupan para nabi, penafsiran Islam menceritakan bahawa beliau menjadi syahid setelah dibunuh dengan digergaji badannya oleh Bani Israil.
Anak-anak :
Maher-shalal-hash-baz, Shear-jashub