وعن النبي صلى اللَّه عليه وسلم أنه قال "عجبت لأمر المؤمن أمره كله خير له إن أصابه خير فشكر كان خيرا له، وإن أصابه شرّ فصبر كان خيرا له" وعن مكحول رحمه اللَّه تعالى أنه سئل عن قوله تعالى {ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنْ النَّعِيمِ}. قال: بارد الشراب، وظل المساكين، وشبع البطون واعتزال الخلق، ولذة النوم. وذكر عن عيسى بن مريم عليه الصلاة والسلام أنه خرج ذات يوم إلى أصحابه وعليه مدرعة من صوف وكساء من صوف وثياب من صوف مجزوز الرأس والشاربين باكيا متغير اللون من الجوع يابس الشفتين من الظمأ طويل شعر الصدر
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء و المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين
أهلا وسهلا بكم
إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التفضل بزيارة صفحة التعليمات كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل ، إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، أما إذا رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة القسم الذي ترغب أدناه.
عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه - قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: "إن إبليس قال لربه: بعزتك وجلالك لا أبرح أغوي بني آدم مادامت الأرواح فيهم - فقال الله: فبعزتي وجلالي لا أبرح أغفر لهم ما استغفروني"
اللّهم طهّر لساني من الكذب ، وقلبي من النفاق ، وعملي من الرياء ، وبصري من الخيانة ,, فإنّك تعلم خائنة الأعين ,, وما تخفي الصدور
اللهم استَخدِمني ولاَ تستَبدِلني، وانفَع بيِ، واجعَل عَملي خَالصاً لِوجهك الكَريم ... يا الله
اللهــم اجعل عملي على تمبـلر صالحاً,, واجعله لوجهك خالصاً,, ولا تجعل لأحد فيه شيئاً ,, وتقبل مني واجعله نورا لي في قبري,, وحسن خاتمة لي عند مماتي ,, ونجاةً من النار ومغفرةً من كل ذنب
يارب يارب يارب
KEMASKINI
_
تنبيه الغافلين : ما جاء في الشكر
(قال الفقيه) أبو الليث السمرقندي رضي اللَّه تعالى عنه: حدثنا
الفقيه أبو جعفر رحمه اللَّه وحدثنا أبو القاسم أحمد بن حم حدثنا محمد بن سلمة،
حدثنا محمد بن أبي شيبة حدثنا أبو أسامة عن زكريا بن أبي زائدة عن سعيد بن أبي بردة
عن أنس بن مالك رضي اللَّه تعالى عنه عن النبي صلى اللَّه عليه وسلم أنه قال "إن
اللَّه تعالى ليرضى عن العبد أن يأكل الأكلة ويشرب الشربة فيحمده عليها" قال: حدثنا
الفقيه أبو جعفر رحمه اللَّه حدثنا محمد بن عقيل حدثنا عياش الدوري حدثنا عمرو بن
حفص حدثنا أبي عن عبد الرحمن بن إسحاق بن شهر بن
حوشب عن أسماء بنت يزيد قالت: سمعت
رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم يقول "إذا جمع اللَّه الأولين والآخرين يجيء مناد
فينادي بصوت يسمعه الخلائق: سيعلم أهل الجمع اليوم من أولى بالكرم، ليقم
الذين تتجافى
جنوبهم عن المضاجع فيقومون، وهم قليل، ثم ينادي ليقم الذين كانت لا تلهيهم تجارة
ولا بيع عن ذكر اللَّه فيقومون وهم قليل، ثم ينادي ليقم الذين كانوا يحمدون اللَّه
تعالى في السراء والضراء فيقومون وهم قليل، ثم يحاسب سائر الناس" قال: حدثنا محمد
بن داود حدثنا محمد بن جعفر الكراببسي حدثنا إبراهيم بن يوسف حدثنا محمد بن عبيد.
عن يوسف بن ميمون عن الحسن رحمه اللَّه تعالى قال: قال موسى عليه الصلاة والسلام
لربه: يا رب كيف استطاع آدم أن يؤدى شكر ما صنعت إليه؟ خلقته بيدك ونفخت فيه من
روحك وأسكنته جنتك وأمرت الملائكة فسجدوا له؟ قال: يا موسى علم آدم أن ذلك مني
فحمدني عليه، فكان ذلك شكرا لما صنعت إليه.
وروى عن سعيد عن قتادة أن النبي صلى اللَّه عليه وسلم قال "أربع من
أعطيهن فقد أعطى خيري الدنيا والآخرة: لسان ذاكر، وقلب شاكر، وبدن صابر، وزوجة
مؤمنة صالحة" ويقال: كان من دعاء داود عليه الصلاة والسلام: اللهم إني أسألك أربعة
وأعوذ بك من أربعة: أما اللواتي أسألك: فلسانا ذاكرا، وقلبا شاكرا، وبدنا صابرا،
وزوجة تعينني في دنياي وآخرتي، وأما اللواتي أعوذ بك منهن: فأعوذ بك من ولد يكون
عليّ سيدا، ومن امرأة تشيبني قبل وقت المشيب، ومن مال يكون وبالا عليّ ومن جار لو
رأى مني حسنة كتمها ولو رأى مني سيئة فشاها". وروى عن معاوية بن أبي سفيان أنه قال
لجلسائه: ما العافية فيكم؟ فقال كل واحد منهم شيئا، فقال معاوية العافية للرجل
أربعة أشياء: بيت يؤويه، وعيش يكفيه، وزوجة ترضيه، ونحن لا نعرفه فنؤذيه: يعني لا
يعرفه السلطان فيؤذيه لأنه كان خليفة وسلطانا. وعن سفيان الثوري رحمه اللَّه تعالى
قال: نعمتان إن رزقك اللَّه تعالى إياهما فاحمد اللَّه عليهما واشكره: اجتنابك من
باب السلطان، واجتنابك من باب الطبيب. وعن بكر بن عبد اللَّه المزني قال: من كان
مسلما وبدنه في عافية فقد اجتمع عليه سيد نعيم الدنيا وسيد نعيم الآخرة، لأن سيد
نعيم الدنيا هو العافية وسيد نعيم الآخرة هو الإسلام.
وعن ابن عباس رضي اللَّه تعالى عنهما عن النبي صلى اللَّه عليه وسلم أنه
قال "نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ" وروى عن بعض التابعين رضي
اللَّه تعالى عنه أنه قال: من تظاهرت عليه النعم فليكثر ذكر الحمد لله، ومن كثرت
همومه فعليه بالاستغفار، ومن ألح عليه الفقر فليكثر لا حول ولا قوة إلا بالله العلي
العظيم. وروى عن النبي صلى اللَّه عليه وسلم أنه قال "إذا كان في الطعام أربعة فقد
كمل شأنه كله: إذا كان من حلال، وإذا أكل ذكر اسم اللَّه عليه، ثم تكثر عليه
الأيدي، وإذا فرغ منه حمد الله" وروى الحسن عن النبي صلى اللَّه عليه وسلم أنه قال
"ما أنعم اللَّه على عبد من نعمة صغرت أو كبرت فقال الحمد لله إلا كان قد أعطى أفضل
مما أخذ".
وعن النبي صلى اللَّه عليه وسلم أنه قال "عجبت لأمر المؤمن أمره كله خير له إن أصابه خير فشكر كان خيرا له، وإن أصابه شرّ فصبر كان خيرا له" وعن مكحول رحمه اللَّه تعالى أنه سئل عن قوله تعالى {ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنْ النَّعِيمِ}. قال: بارد الشراب، وظل المساكين، وشبع البطون واعتزال الخلق، ولذة النوم. وذكر عن عيسى بن مريم عليه الصلاة والسلام أنه خرج ذات يوم إلى أصحابه وعليه مدرعة من صوف وكساء من صوف وثياب من صوف مجزوز الرأس والشاربين باكيا متغير اللون من الجوع يابس الشفتين من الظمأ طويل شعر الصدر
والذراعين، فقال السلام عليكم أنا
الذي أنزلت الدنيا منزلتها بإذن اللَّه ولا عجب ولا فخر. يا بني إسرائيل تهاونوا
بالدنيا تهن عليكم، وأهينوا الدنيا تكرم لكم الآخرة، ولا تهينوا الآخرة فتكرم عليكم
الدنيا، فإن الدنيا ليست بأهل كرامة هي تدعو كل يوم إلى الفتنة والخسارة، ثم قال:
إن كنتم جلسائي وأصحابي فوطنوا أنفسكم على العداوة والبغضاء للدنيا فإن لم تفعلوا
فلستم بأصحابي ولا بإخواني. يا بني إسرائيل اتخذوا المساجد بيوتا والقبور دورا
كونوا كأمثال الأضياف. ألا ترون إلى طيور السماء لا يزرعون ولا يحصدون والله في
السماء يرزقهم، يا بني إسرائيل كلوا من خبز الشعير ومن بقول الأرض واعلموا أنكم لم
تؤدوا شكر ذلك فكيف ما فوق ذلك. وروى أن سعيد بن جبير قال: أوّل من يدخل الجنة من
يحمد اللَّه في السراء والضراء.وعن النبي صلى اللَّه عليه وسلم أنه قال "عجبت لأمر المؤمن أمره كله خير له إن أصابه خير فشكر كان خيرا له، وإن أصابه شرّ فصبر كان خيرا له" وعن مكحول رحمه اللَّه تعالى أنه سئل عن قوله تعالى {ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنْ النَّعِيمِ}. قال: بارد الشراب، وظل المساكين، وشبع البطون واعتزال الخلق، ولذة النوم. وذكر عن عيسى بن مريم عليه الصلاة والسلام أنه خرج ذات يوم إلى أصحابه وعليه مدرعة من صوف وكساء من صوف وثياب من صوف مجزوز الرأس والشاربين باكيا متغير اللون من الجوع يابس الشفتين من الظمأ طويل شعر الصدر
(قال الفقيه) رحمه اللَّه تعالى: اعلم أن الحمد والشكر عبادة الأولين
والآخرين وعبادة الملائكة وعبادة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام وعبادة أهل الأرض
وعبادة أهل الجنة. فأما عبادة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام فهو أن آدم عليه
السلام لما عطس قال الحمد لله. وأن نوحا عليه الصلاة والسلام لما أغرق اللَّه قومه
وأنجاه ومن معه من المؤمنين أمره اللَّه تعالى بأن يحمده فقال له: {فَإِذَا
اسْتَوَيْتَ أَنْتَ وَمَنْ مَعَكَ عَلَى الفُلْكِ فَقُلْ الحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي
نَجَّانَا مِنْ القَوْمِ الظَّالِمِينَ} وقال إبراهيم خليل الرحمن عليه الصلاة
والسلام {الحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي وَهَبَ لِي عَلَى الكِبَرِ إِسْمَاعِيلَ
وَإِسْحَاقَ إِنَّ رَبِّي لَسَمِيعُ الدُّعَاءِ} وقال داود وسليمان عليهما الصلاة
والسلام {الحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي فَضَّلَنَا عَلَى كَثِيرٍ مِنْ عِبَادِهِ
المُؤْمِنِينَ} وإن أهل الجنة يحمدون اللَّه تعالى في ستة مواضع: أحدها عند قوله
تعالى {وَامْتَازُوا اليَوْمَ أَيُّهَا المُجْرِمُونَ} {الحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي
نَجَّانَا مِنْ القَوْمِ الظَّالِمِينَ}، والثاني حين جاوزوا الصراط قالوا:
{الحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الحَزَنَ إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ
شَكُورٌ} والثالث لما اغتسلوا بماء الحياة نظروا إلى الجنة فقالوا {الحَمْدُ
لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلا أَنْ هَدَانَا
اللَّهُ}، والرابع حين دخلوها قالوا {الحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ
وَأَوْرَثَنَا الأَرْضَ} الخامس حين استقروا في منازلهم قالوا {الحَمْدُ لِلَّهِ
الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الحَزَنَ إِنَّ رَبَّنَا
لَغَفُورٌ شَكُورٌ الَّذِي أَحَلَّنَا دَارَ المُقَامَةِ مِنْ فَضْلِهِ} الآية،
والسادس حين فرغوا من الطعام قالوا {الحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ العَالَمِينَ}. وقال
بعض الحكماء: اشتغلت بشكر أربعة أشياء: أوّلها أن اللَّه تعالى خلق ألف صنف من
الخلق ورأيت بني آدم أكرم الخلق فجعلني من الرجال، والثالث رأيت الإسلام أفضل
الأديان وأحبها إلى اللَّه تعالى فجعلني مسلما، والرابع رأيت أمة محمد صلى اللَّه
عليه وسلم أفضل الأمم فجعلني من أمة محمد صلى اللَّه عليه
وسلم.
وروى عن أبي هريرة رضي اللَّه تعالى عنه أن النبي صلى اللَّه عليه وسلم
قال (إن اللَّه تعالى خلق الخلق حين خلقهم وهم أربعة أصناف: الملائكة والجن والإنس
والشياطين، وجعلهم عشرة أجزاء تسعة منهم الملائكة، وجزء واحد الجن والإنس
والشياطين) ويقال: الخلق عشرة أجزاء تسعة منها الشياطين والجن، وواحد منها الإنس ثم
جعل الإنس مائة وخمسة وعشرين صنفاً فالمائة منهم يأجوج ومأجوج وساتوج ومالوق
وغيرهم، وكلهم كفار ومصيرهم إلى النار، وخمسة وعشرون سائر الخلق، واثنا عشر من ذلك
الروم والخزر والصقلاب ونحوه، وستة في المغرب الزط والحبش والزنج ونحوها، وستة
بالمشرق الترك والخاقان وغز وتغز وخلنج وكيماك ويمك، فهؤلاء كلهم في النار إلا من
أسلم، وبقي صنف واحد من المسلمين من مائة وخمسة وعشرين صنفاً، فالواجب على كل من
كان مؤمناً أن يحمد اللَّه تعالى على هذا ويعرف نعمته ويعلم أن اللَّه تعالى قد
اختاره من جملة الخلق وجعله من صنف المؤمنين، ثم جعل الصنف الواحد من المسلمين على
ثلاثة وسبعين صنفاً اثنان وسبعون من ذلك في أهواء مختلفة كلهم على الضلالة، وواحد
على سبيل السنة. ويقال الشكر على وجهين: شكر عام وشكر خاص، فأما الشكر العام فهو
الحمد باللسان وأن يعترف بالنعمة من اللَّه تعالى، وأما الشكر الخاص فالحمد باللسان
والمعرفة بالقلب والخدمة بالأركان وحفظ اللسان وسائر الجوارح عما لا يحل. وعن محمد
بن كعب أنه قال: الشكر العمل لقوله تعالى {اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْراً} يعني
اعملوا عملاً تؤدون به شكراً. وعن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده عن النبي صلى اللَّه
عليه وسلم أنه قال (خصلتان من كانتا فيه كتبه اللَّه عنده شاكراً صابراً: إحداهما
أن ينظر في دينه إلى من هو فوقه فيقتدي به، وينظر في دنياه إلى من هو دونه فيحمد
الله).
(قال الفقيه) رحمه اللَّه تعالى: تمام الشكر في ثلاثة أشياء:
أولها إذا أعطاك اللَّه شيئاً فتنظر من الذي أعطاك فتحمده عليه، والثاني أن ترضى
بما أعطاك، والثالث ما دام منفعة ذلك الشيء معك وقوته في جسدك لا تعصه، وروى ميمون
بن مهران عن بن عباس رضي اللَّه تعالى عنهما أنه قال: إن لله تعالى من خلقه صفوة
إذا أحسنوا استبشروا، وإذا أساءوا استغفروا، وإذا أنعموا شكروا وإذا ابتلوا صبروا.
وروى عن محمد بن
كعب القرظي قال: ركب سليمان بن داود عليهما السلام مركباً فجاء أناس من قومه فقالوا
يا رسول اللَّه أعطيت شيئاً ما أعطى أحد قبلك، قال سليمان عليه السلام: أربع خصال
من كن فيه فقد أعطى خيراً مما أعطى آل داوود من الدنيا: خشية اللَّه في السر
والعلانية، والقصد في الغنى والفقر، والعدل في الغضب والرضا وحمد اللَّه في السراء
والضراء. وروى عن أبي ذر الغفاري رضي اللَّه تعالى عنه أنه قيل له أي الناس أنعم؟
قال جسد في التراب آمن من العذاب منتظر للثواب.