(قال الفقيه) رضي اللَّه تعالى عنه: تمام حسن الجوار في أربعة أشياء. أولها أن يواسيه بما عنده. والثاني أن لا يطمع فيما عنده. والثالث أن يمنع أذاه عنه. والرابع أن يصبر على أذاه.
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء و المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين
أهلا وسهلا بكم
إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التفضل بزيارة صفحة التعليمات كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل ، إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، أما إذا رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة القسم الذي ترغب أدناه.
عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه - قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: "إن إبليس قال لربه: بعزتك وجلالك لا أبرح أغوي بني آدم مادامت الأرواح فيهم - فقال الله: فبعزتي وجلالي لا أبرح أغفر لهم ما استغفروني"
اللّهم طهّر لساني من الكذب ، وقلبي من النفاق ، وعملي من الرياء ، وبصري من الخيانة ,, فإنّك تعلم خائنة الأعين ,, وما تخفي الصدور
اللهم استَخدِمني ولاَ تستَبدِلني، وانفَع بيِ، واجعَل عَملي خَالصاً لِوجهك الكَريم ... يا الله
اللهــم اجعل عملي على تمبـلر صالحاً,, واجعله لوجهك خالصاً,, ولا تجعل لأحد فيه شيئاً ,, وتقبل مني واجعله نورا لي في قبري,, وحسن خاتمة لي عند مماتي ,, ونجاةً من النار ومغفرةً من كل ذنب
يارب يارب يارب
KEMASKINI
_
تنبيه الغافلين : حق الجار
(قال الفقيه) أبو الليث السمرقندي رضي اللَّه تعالى عنه: حدثنا الفقيه أبو جعفر
قال: حدثنا علي بن محمد الوراق قال: حدثنا أنعم عن أبي عبد الرحمن الخبلي عن عبد
اللَّه ابن عمرو بن العاص قال: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم "سبعة لا ينظر
اللَّه إليهم يوم القيامة ولا يزكيهم ويقول لهم ادخلوا النار مع الداخلين: الفاعل
والمفعول يعني اللواطة، والناكح يده، وناكح البهيمة،وناكح المرأة في دبرها، وجامع
المرأة وابنتها، والزاني بحليلة جاره، والسابع المؤذي جاره حتى يلعنه الناس إلاّ أن
ينوب بشروطها".
(قال الفقيه) رحمه اللَّه تعالى: حدثنا أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد
الشاباذي قال: حدثنا فارس بن مردويه قال: حدثنا محمد بن الفضل قال: حدثنا محمد بن
عبيد قال: حدثنا إبراهيم قال: حدثنا أبو معاوية عن بشر بن سلمان عن عبيد عن أيان بن
إسحق عن الصباح بن محمد البجلي عن مرة الهمذاني عن عبد اللَّه بن مسعود قال: قال
رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم "والذي نفسي بيده لا يسلم عبد حتى يسلم الناس من
قلبه ولسانه ويده، ولا يؤمن عبد حتى يأمن جاره بواثقه. قلنا يا رسول اللَّه وما
بواثقه؟ قال غشه وظلمه" قال: حدثنا محمد بن داود بن ظهير قال: حدثنا إبراهيم بن
يوسف قال: حدثنا محمد بن القاسم عن موسى عن عبيد اليزيدي عن زيد بن عبد الرحمن عن
سعيد بن المسيب أن النبي صلى اللَّه عليه وسلم قال "حرمة الجار على الجار كحرمة
أمه" قال: حدثنا محمد بن داود قال حدثنا محمد بن جعفر قال حدثنا ابراهيم بن يوسف
قال حدثنا أبو معاوية عن بشر بن سلمان عن مجاهد قال: قال عبد اللَّه بن عمرو بن
العاص لغلامه: اذبح الشاة وأطعم جارنا اليهودي، ثم تحدث ساعة فقال يا غلام إذا ذبحت
الشاة فأطعم جارنا اليهودي فقال الغلام قد آذيتنا بجارك هذا اليهودي، فقال عبد
اللَّه بن عمر: ويحك إن النبي صلى اللَّه عليه وسلم لم يزل يوصينا بالجار حتى ظننا
أنه سيورثه.
قال حدثنا القاسم بن محمد بن روزيه قال: حدثنا عيسى بن خشنان الثوري
قال: حدثنا سويد عن مالك عن سعيد بن أبي سعيد المقبري عن أبي شريح الكعبي أن النبي
صلى اللَّه عليه وسلم قال "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت،
ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم جاره، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر
فليكرم ضيفه جائزته يوم وليلة، والضيافة ثلاثة أيام وما كان بعد ذلك فهو صدقة" قال:
حدثنا أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد بإسناده عن الحسن البصري قال: قيل يا رسول
اللَّه ما حق الجار على الجار؟ قال إن استقرضك أقرضته، وإن دعاك أجبته، وإن مرض
عدته، وإن استعان بك أعنته، وإن أصابته مصيبة عزيته، وإن أصابه خير هنيته، وإن مات
شهدته، وإن غاب حفظته: يعني منزله وعياله، ولا تؤذه بقتار قدرك إلاّ أن تهدي إليه".
وروي في خبر آخر زيادة على هذه التسعة "والعاشر أن لا تطيل بنائك عليه إلاّ بطيبة
من نفسه". وروى أبو هريرة رضي اللَّه تعالى عنه عن النبي صلى اللَّه عليه وسلم "لا
يزال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه" وروى أبو هريرة رضي اللَّه تعالى
عنه عن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم أنه قال "يا أبا هريرة كن ورعاً تكن أعبد
الناس، وكن قنعاً تكن أشكر الناس، وأحب للناس ما تحب لنفسك تكن مؤمناً، وأحسن
مجاورة من جاورك تكن مسلماً، وأقل الضحك فإن كثرة الضحك تميت القلب" قال اللَّه
تعالى {وَاعْبُدُوا اللَّه وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالوَالِدَيْنِ
إِحْسَاناً} يعني: وحدوا اللَّه واعبدوه ولا تتخذوا له شريكاً، {وَبِالوَالِدَيْنِ
إِحْسَاناً} يعني أحسنوا إلى الوالدين إحساناً {وَبِذِي القُرْبَى وَاليَتَامَى
وَالمَسَاكِينِ} يعني أحسنوا إلى ذوي القربى بالصلة والهدية وإلى اليتامى والمساكين
بالصدقة وبالقول الميل {وَابْنِ السَّبِيلِ} يعني الضيف النازل وهو مارّ بالطريق
{وَالجَارِ ذِي القُرْبَى} يعني أحسنوا إلى الجار الذي بينك وبينه قرابة {وَالجَارِ
الجُنُبِ} يعني الجار الذي هو أجنبي لا قرابة بينك
وبينه.
وروي عن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم أنه قال "الجيران ثلاثة:
فمنهم من له ثلاثة حقوق، ومنه من له حقان، ومنهم من له حق واحد، فأما الجار الذي له
ثلاثة حقوق فجارك القريب المسلم، وأما الجار الذي له حقان، فجارك المسلم، وأما الذي
له حق واحد فجارك الذمّي" يعني إذا كان الجار قريبه وهو مسلم فله حق القرابة وحق
الإسلام وحق الجوار، وأما الذي له حقان فالجار المسلم فله حق الإسلام وحق الجوار،
وأما الذي له حق واحد فجارك الذمّي فله حق الجوار، فينبغي أن يعرف حق الجار وإن كان
ذمياً. قال أبو ذر الغفاري رضي اللَّه تعالى عنه أوصاني خليلي محمد صلى اللَّه عليه
وسلم بثلاث قال: "اسمع وأطع ولو لعبد مجدوع الأنف، فإذا صنعت مرقة فأكثر ماءها ثم
انظر إلى أهل بيت جيرانك فأصبهم منها بمرقتك وصلّ الصلاة لوقتها" ويقال: من مات وله
جيران ثلاثة كلهم راضون عنه غفر له. وروي عن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم أن
رجلاً جاء إليه يشكو جاره فقال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم "كف أذاك عنه
واصبر على أذاه وكفى بالموت فرّاقا" وقال الحسن البصري: ليس حسن الجوار كف الأذى عن
الجار ولكن حسن الجوار الصبر على الأذى من الجار. وقال عمر بن العاص: ليس الواصل
الذي يصل من وصله ويقطع من قطعه إنما ذلك المنصف، وإنما الواصل الذي يصل من قطعه
ويعطف على من جفا. وليس الحليم الذي يحلم عن قومه ما حلموا عنه فإذا جهلوا عليه
جاهلهم، وإنما ذلك المنصف إنما الحليم الذي يحلم إذا حلموا فإذا جهلوا عليه حلم
عنهم.
(قال الفقيه) رضي اللَّه تعالى عنه: ينبغي للمسلم أن يصبر على أذى الجار
ولا يؤذي جاره ويكون بحال يكون جاره آمناً منه، وأمانه لجاره يكون بثلاثة أشياء:
باليد وباللسان وبالعورة، فأما أمانه بلسانه فهو أن لا يتكلم بكلام لو دخل عليه
جاره لسكت أو لو بلغ إلى جاره لاستحيى منه، وأما أمانه بيده فهو أن جاره لو كان
بالسوق وتذكر أن كيسه نسيه في منزله فإنه لا يخاف عليه ويقول منزله ومنزلي سواء،
وأما أمانه بالعورة، فهو أنه لو كان في السفر فبلغه أن جاره دخل منزله لسكن قلبه
وفرح. وروي عن ابن عباس رضي اللَّه تعالى عنهما أنه قال: ثلاثة أخلاق كانت في
الجاهلي مستحبة والمسلمون أولى بها. أولها لو نزل بهم ضيف لاجتهدوا في برّه والثاني
لو كانت لواحد منهم امرأة كبرت عنده لا يطلقها ويمسكها مخافة أن تضيع. والثالث إذا
لحق بجاره دين أو أصابه شتت أو جهد اجتهدوا حتى يقضوا بينه وأخرجوه من تلك
الشدة.
وروى أنس بن مالك رضي اللَّه تعالى عنه عن رسول اللَّه صلى
اللَّه عليه وسلم أنه قال "إن الجار يتعلق بجاره يوم القيامة فيقول: يا رب وسعت على
أخي هذا وقترت عليّ أمسى جائعاً يمسي هذا شبعان فسله لما أغلق بابه دوني وحرمني ما
قد وسعت عليه". وروي عن سفيان الثوري أنه قال: عشرة أشياء من الجفاء، أولها رجل أو
امرأة يدعو لنفسه ولا يدعو لوالديه والمؤمنين والثاني رجل يقرأ القرآن ولا يقرأ في
كل يوم مائة آية، والثالث رجل دخل المسجد وخرج ولم يصلّ ركعتين، والرابع رجل يمر
على المقابر ولم يسلم عليهم ولم يدعو لهم، والخامس رجل دخل مدينة في يوم الجمعة ثم
خرج ولم يصلّ الجمعة، والسادس رجل أو امرأة نزل في محلتهما عالم ولم يذهب إليه أحد
ليتعلم منه شيئاً عن العلم، والسابع رجلان ترافقا ولم يسأل أحدهما عن اسم صاحبه،
والثامن رجل دعاه رجل إلى ضيافة فلم يذهب إلى الضيافة، والتاسع شاب يضيع شبابه وهو
فارغ ولم يطلب العلم والأدب، والعاشر رجل شبعان وجاره جائع ولا يعطيه شيئاً من
طعامه.
(قال الفقيه) رضي اللَّه تعالى عنه: تمام حسن الجوار في أربعة أشياء. أولها أن يواسيه بما عنده. والثاني أن لا يطمع فيما عنده. والثالث أن يمنع أذاه عنه. والرابع أن يصبر على أذاه.
(قال الفقيه) رضي اللَّه تعالى عنه: تمام حسن الجوار في أربعة أشياء. أولها أن يواسيه بما عنده. والثاني أن لا يطمع فيما عنده. والثالث أن يمنع أذاه عنه. والرابع أن يصبر على أذاه.