وعن النبي صلى اللَّه عليه وسلم أنه قال "إن الرجلين ليقومان في الصلاة وركوعهما وسجودهما واحد وإن ما بين صلاتهما كما بين السماء والأرض" ويقال إنما سمى المحراب محراباً لأنه موضع الحرب: يعني يحارب الشيطان حتى لا يشغل قلبه. وذكر أن حاتماً الزاهد رحمه اللَّه دخل على عصام بن يوسف فقال له عصام: يا حاتم هل تحسن أن تصلي؟ فقال نعم، فقال كيف تصلي؟ قال إذا تقارب وقت الصلاة أسبغت الوضوء ثم أستوي في الموضع الذي أصلي فيه حتى يستقر كل عضو مني، وأرى الكعبة بين حاجبي، والمقام بحيال صدري والله تعالى يعلم ما في قلبي، وكأن قدمي على الصراط: والجنة عن يميني والنار عن يساري وملك الموت خلفي، وأظن أنها آخر صلاتي، ثم أكبر تكبيرة بإخبات وأقرأ قراءة بالتفكر وأركع ركوعاً بالتواضع وأسجد سجودا بالتضرع، ثم أجلس على التمام وأتشهد على الرجاء والخوف وأسلم على السنة، ثم أسلمها بإخلاص وأقوم بين الرجاء والخوف، ثم أتعاهد بالصبر. قال عصام يا حاتم كذا صلاتك؟ قال هكذا صلاتي، قال منذ كم صلاتك على هذا الوصف؟ قال منذ ثلاثين سنة، فبكى عصام وقال ما صليت صلاة من صلاتي مثل هذا قط. وذكر أن حاتماً فاتته الجماعة مرة فعزاه بعض أصحابه فبكى وقال لو مات لي ابن واحد لعزاني نصف أهل بلخ والآن قد فاتني جماعة فما عزاني إلا بعض أصحابي، وأنه لو مات لي الأبناء جميعاً لكانْ أهون عليّ من فوات هذه الجماعة. وقال بعض الحكماء: الصلاة بمنزلة الضيافة قد هيأها اللَّه تعالى للموحدين في كل يوم خمس مرات، كما أن الضيافة يجتمع فيها الألوان من الطعام ولكل طعام لذة ولون فكذلك الصلاة فيها أفعال وأذكار مختلفة لكل فعل ثواب وتكفير للذنوب، ويقال المصلون كثير ومقيموا الصلاة قليل والله تعالى وصف للمؤمنين بإقامة الصلاة فقال {وَالمُقِيمِ الصَّلاةِ} ووصف المنافقين سماهم مصلين فقال {فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ، الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ سَاهُونَ} وفي المؤمنين يقيمون الصلاة وإقامتها إدامتها ومحافظتها لوقتها وتمام ركوعها وسجودها. وقال بعض الحكماء: الناس في حضور الصلاة صنفان خاص وعام، فأما الخاص فيأتي في الصلاة مع الحرمة ويقول باليقين والهيبة ويؤديها بالتعظيم ويرجع مع الخوف. وأما العام فيجيء مع الغفلة ويقوم بالجهل ويؤديها مع الوسوسة ويرجع مع الأمن. وقال بعض الحكماء بالفارسية (كناه كنزا كنده توبة يا ذا كلدوا يدست جانعان وبماز جوق جوق أزين كوته عازان سرين ذبرذحوكا جوك) يعني إذا توضأ مع الوسوسة بغير تعظيم وصلى مع الوسوسة والتفكر في أشغال الدنيا لا يتقبل منه وقال بعض الحكماء: أربعة أشياء قد انغمست في أربعة مواضع وأطلعت رأسها في أربعة أماكن: أولها رضا اللَّه تعالى قد انغمس في الطاعات وأطلع رأسه في بيت الأسخياء. والثاني سخط اللَّه تعالى قد انغمس في الخطايا وأطلع رأسه في بيت البخلاء. والثالث لعيش وسعة الرزق اختفى في المثوبات فأطلع رأسه في بيوت المصلين. والرابع ضيق المعيشة انغمس في العقوبات فأطلع رأسه في بيوت المهاونين بالصلاة. وقال بعض الحكماء: إذا اشتغل الناس بستة أشياء فاشتغلوا أنتم بستة أخرى: أوّلها إذا اشتغل الناس بكثرة الأعمال فاشتغلوا أنتم بحسن الأعمال. والثاني إذا اشتغل الناس بالفضائل فاشتغلوا أنتم بإتمام الفرائض. والثالث إذا اشتغل الناس بإصلاح العلانية فاشتغلوا أنتم بإصلاح السر. والرابع إذا اشتغل الناس بعيوب الناس فاشتغلوا أنتم بعيوب أنفسكم. والخامس إذا اشتغل الناس بعمارة الدنيا فاشتغلوا أنتم بعمارة الآخرة. والسادس إذا اشتغل الناس بطلب رضا المخلوقين فاشتغلوا أنتم بطلب رضا اللَّه تعالى.
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء و المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين
أهلا وسهلا بكم
إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التفضل بزيارة صفحة التعليمات كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل ، إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، أما إذا رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة القسم الذي ترغب أدناه.
عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه - قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: "إن إبليس قال لربه: بعزتك وجلالك لا أبرح أغوي بني آدم مادامت الأرواح فيهم - فقال الله: فبعزتي وجلالي لا أبرح أغفر لهم ما استغفروني"
اللّهم طهّر لساني من الكذب ، وقلبي من النفاق ، وعملي من الرياء ، وبصري من الخيانة ,, فإنّك تعلم خائنة الأعين ,, وما تخفي الصدور
اللهم استَخدِمني ولاَ تستَبدِلني، وانفَع بيِ، واجعَل عَملي خَالصاً لِوجهك الكَريم ... يا الله
اللهــم اجعل عملي على تمبـلر صالحاً,, واجعله لوجهك خالصاً,, ولا تجعل لأحد فيه شيئاً ,, وتقبل مني واجعله نورا لي في قبري,, وحسن خاتمة لي عند مماتي ,, ونجاةً من النار ومغفرةً من كل ذنب
يارب يارب يارب
KEMASKINI
_
تنبيه الغا فلين : فضل صلاة التطوع
(قال الفقيه) أبو الليث السمرقندي رحمه الله: حدثنا محمد بن الفضل حدثنا
محمد بن جعفر حدثنا إبراهيم بن يوسف حدثنا المسيب بن شريك عن عمر بن عبيد عن الحسن
البصري رحمه اللَّه عليهم أن رسول اللَّه صلى
اللَّه عليه وسلم قال "للمصلي ثلاث
خصال تحف به الملائكة من قدمه إلى عنان السماء، ويسقط عليه البرّ من عنان السماء
إلى مفرق رأسه، وملك ينادي لو يعلم هذا المصلي من يناجي ما انفتل" قال: حدثنا أبو
القاسم عبد الرحمن بن محمد حدثنا فارس بن مردويه حدثنا محمد بن الفضل حدثنا محمد بن
إسمعيل بن أبي فديك عن محمد بن حميد عن عبد الرحمن بن سالم عن زيد بن أسلم عن أبيه
عن عمر بن الخطاب رضي اللَّه تعالى عنهم عن النبي صلى اللَّه عليه وسلم " أنه بعث
سرية فعجلت الكرة وأعظمت الغنيمة فقالوا يا رسول اللَّه ما رأينا سرية قط أعجل كرة
ولا أعظم غنيمة من سريتك هذه؟ قال أفلا أخبركم بأعجل كرة وأعظم غنيمة من سريتي هذه؟
قالوا بلى يا رسول الله، قال أقوام يصلون الصبح ثم يجلسون في مجالسهم يذكرون اللَّه
تعالى حتى تطلع الشمس ثم يصلون ركعتين ثم يرجعون إلى أهاليهم، فهؤلاء أعجل كرة
وأعظم غنيمة" قال: حدثنا عبد الرحمن حدثنا فارس بن مردويه حدثنا يزيد بن هرون عن
هشام بن حسان عن واصل عن يحيى عن عقيل عن يحيى بن
يعمر عن أبي ذر رضي اللَّه تعالى عنه عن النبي صلى اللَّه عليه وسلم أنه قال "يصبح
على كل سلامي من بني آدم كل يوم صدقة، ثم قال أمرك بالمعروف صدقة ونهيك عن المنكر
صدقة وذكر اللَّه تعالى صدقة ومباضعتك أهلك صدقة، قلنا يا رسول اللَّه أيقضي الرجل
شهوته ويكون له صدقة؟ قال أرأيت لو فعل ذلك فيما حرم اللَّه عليه أليس كان عليه
إثم؟ قالوا بلى، قال إذا فعلها فيما أحلّ اللَّه كانت له صدقة. قال: ويجزئ عن ذلك
كله ركعتا الضحى". قال: حدثنا الفقيه أبو جعفر رحمه اللَّه قال: حدثنا علي بن أحمد
حدثنا محمد بن الفضيل حدثنا زيد بن حبان عن موسى بن عبيد عن سعيد بن أبي سعيد عن
أبي رافع قال: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم للعباس رضي اللَّه تعالى عنه
"يا عم ألا أصلك ألا أحبوك ألا أنفعك؟ قال بلى فداك أبي وأمي، قال قم فصلّ أربع
ركعات تقرأ في كل ركعة فاتحة الكتاب وسورة فإذا انقضت القراءة قل سبحان اللَّه
والحمد لله ولا إله إلا اللَّه والله أكبر خمس عشرة مرة، ثم اركع فقلها عشراً ثم
ارفع رأسك فقلها عشرا ثم اسجد فقلها عشرا ثم ارفع رأسك فقلها عشراً ثم اسجد فقلها
عشراً ثم ارفع رأسك فقلها عشراً قبل أن تقوم، فذلك خمس وسبعون في كل ركعة وهي
ثلثمائة في أربع ركعات فلو كانت ذنوبك مثل رمل عالج غفرها اللَّه لك. قال: ومن لم
يستطع أن يفعلها كل يوم قال يفعلها كل جمعة قال فإن لم يستطع قال يفعلها كل شهر فإن
لم يستطع قال يفعلها في كل سنة" وعن كعب الأحبار رضي اللَّه تعالى عنه أنه قال: لو
أن أحدكم رأى ثواب ركعتين من التطوّع لرأى ذلك أعظم من الجبال الرواسي، فأما
المكتوبة فهي أعظم من أن يقال فيها.
وعن زيد بن خالد الجهني عن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم أنه قال
"صلوا في بيوتكم ولا تتخذوها قبوراً" وعن سمرة بن جندب عن رجل من أصحاب رسول اللَّه
صلى اللَّه عليه وسلم أنه قال: تطوع الرجل في بيته يزيد على تطوعه عند الناس كفضل
صلاة الجماعة على صلاته وحده. وعن النبي صلى اللَّه عليه وسلم أنه قال "صلاة الرجل
في بيته تطوعاً نور فنوّروا بيوتكم" وعن أبي هريرة رضي اللَّه تعالى عنه عن النبي
صلى اللَّه عليه وسلم أنه قال من صلى بين المغرب والعشاء عشرين ركعة حفظ اللَّه له
أهله وماله ودينه ودنياه وآخرته، ومن صلى الغداة فقعد في مصلاه حتى تطلع الشمس ثم
صلى ركعتين جعل اللَّه له حجاباً من النار يوم القيامة" وروى زيد بن أسلم عن ابن
عمر رضي اللَّه تعالى عنهما قال "قلت لأبي ذر الغفاري رضي اللَّه تعالى عنه أوصني
يا عم؟ قال: سألت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم كما سألتني فقال: من صلى الضحى
ركعتين لم يكتب من الغافلين، ومن صلاها أربعاً كتب من العابدين، ومن صلاها ستاً لم
يتبعه يومئذ ذنب، ومن صلاها ثمانياً كتب من القانتين، ومن صلاها اثنتي عشرة ركعة
بنى له بيت في الجنة" وروى أبو هريرة رضي اللَّه تعالى عنه عن النبي صلى اللَّه
عليه وسلم أنه قال "إن للجنة باباً يقال له باب الضحى فإذا كان يوم القيامة
نادى مناد أين الذين كانوا يديمون على صلاة الضحى هذا بابكم فادخلوه" وعن عبد
اللَّه بن مسعود رضي اللَّه تعالى عنه أنه قال "إذا كان الرجل في صلاته فإنما يقرع
باب الملك، ومن يدم على قرع باب الملك يوشك أن يفتح له، ويقال فضل صلاة الليل على
صلاة النهار كفضل صدقة السر على صدقة العلانية. وعن أنس بن مالك رضي اللَّه تعالى
عنه عن النبي صلى اللَّه عليه وسلم أنه قال "ما من بقعة يصلى فيها صلاة أو ذكر
اللَّه عليها إلا استبشرت بذلك إلى منتهاها إلى سبع أرضين و فخرت على ما حولها من
البقاع، وما من عبد يقوم بفلاة من الأرضين يريد الصلاة إلا تزخرفت له الأرض" وعن
خالد بن معدان رضي اللَّه تعالى عنه أنه قال: بلغني أن ربك يباهي الملائكة بثلاثة
نفر: رجل يكون بأرض قفر فيؤذن ويقيم الصلاة ثم يصلي وحده فيقول اللَّه تعالى انظروا
إلى عبدي يصلي وحده لا يراه أحد غيري لينزل سبعون ألف ملك وليصلوا وراءه ورجل قام
بالليل فيصلي وحده فيسجد فينام وهو ساجد فيقول انظروا إلى عبدي روحه عندي وجسده
ساجد إليّ، ورجل في زحف غزو فثبت حتى قتل" وعن المعافى بن عمران رضي اللَّه تعالى
عنه أنه قال: عزّ المؤمن استغناؤه عن الناس وشرفه قيامه بالليل.
باب إتمام الصلاة والخشوع فيها
(قال الفقيه) أبو الليث السمرقندي رحمه اللَّه تعالى: حدثنا محمد بن
الفضل حدثنا محمد بن جعفر حدثنا إبراهيم بن يوسف حدثنا وكيع عن سفيان عن أبي نضرة
عن سالم بن الجعد عن سلمان الفارسي رضي اللَّه تعالى عنهم أنه قال: الصلاة مكيال
فمن وّفى وفى له ومن طفف فقد علمتم ما قال اللَّه في المطففين. وعن حذيفة بن اليمان
رضي اللَّه تعالى عنه أنه رأى رجلاً يصلي ولا يتم ركوعها ولا سجودها فقال: لو متّ
على هذا لمت على غير الفطرة. وعن الحسن البصري رضي اللَّه تعالى عنه عن النبي صلى
اللَّه عليه وسلم أنه قال "ألا أخبركم بأسوأ الناس سرقة؟ قالوا بلى يا رسول الله،
قال الذي يسرق من صلاته، قيل وكيف يسرق من صلاته؟ قال لا يتم ركوعها ولا سجودها"
وعن ابن مسعود رضي اللَّه تعالى عنه أنه قال: من لم تأمره صلاته بالمعروف ولم تنهه
عن المنكر لم يزدد بها من اللَّه إلا بعداً وقرأ هذه الآية {وَأَقِمْ الصَّلاةَ
إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنْ الفَحْشَاءِ وَالمُنْكَرِ} وعن الحكم بن عيينة رضي
اللَّه تعالى عنه قال: من تأمل في صلاته من عن يمينه وعن شماله فلا صلاة له. وعن
مسلم بن يسار رضي اللَّه تعالى عنه أنه كان يقول لأهله: إني إذا كنت في الصلاة
فحدثوا فإني لست أسمع حديثكم وذكر عن يعقوب القارئ أنه كان في الصلاة فجاء طرار
فاختلس رداءه، فذهب به إلى أصحابه فعرفوا رداءه، فقيل له رده إلى الرجل الصالح فإنا
نخاف عاءه فوضعه
على كتفه واعتذر إليه من صنيعه، فلما فرغ من صلاته أخبر بذلك فقال إني لم أشعر من
رفعه ولا من وضعه. وذكر عن رابعة العدوية رحمها اللَّه أنها كانت في الصلاة فسجدت
على البواري فدخلت قطعة من قصب في عينها فلم تشعر بها حتى انصرفت من الصلاة. وروى
عن الحسن بن علي رضي اللَّه تعالى عنهما أنه كان إذا أراد أن يتوضأ تغير لونه، فسئل
عن ذلك فقال: إني أريد القيام بين يدي الملك الجبار، وكان إذا أتى باب المسجد رفع
رأسه ويقول: إلهي عبدك ببابك يا محسن قد أتاك المسيء وقد أمرت المحسن منا أن يتجاوز
عن المسيء فأنت المحسن وأنا المسيء فتجاوز عن قبيح ما عندي بجميل ما عندك يا كريم
ثم دخل المسجد.
وعن النبي صلى اللَّه عليه وسلم "أنه رأى رجلاً في الصلاة وهو يعبث
بلحيته فقال لو خشع قلبه لخشعت جوارحه" وروى عن علي بن أبي طالب كرم اللَّه وجهه
أنه كان إذا حضر وقت الصلاة ارتعدت فرائضه وتغير لونه، فسئل عن ذلك فقال: جاء وقت
الأمانة التي عرضها اللَّه على السموات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن
منها وحملها الإنسان، فلا أدري أحسن أداء ما حملت أم لا. وروى هذا أيضاً عن زين
العابدين علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضي اللَّه تعالى عنهم وعن سعيد بن جبير
رضي اللَّه تعالى عنه قال: كنا عند ابن عباس رضي اللَّه تعالى عنهما في المسجد
بالطائف أنا وعكرمة وميمون بن مهران وأبو العالية وغيرهم رضوان اللَّه عليهم أجمعين
إذا صعد المؤذن فقال اللَّه أكبر اللَّه أكبر فبكى ابن عباس رضي اللَّه تعالى عنهما
حتى بل رداءه وانتفخت أوداجه واحمرت عيناه، فقال له أبو العالية يا ابن عم رسول
اللَّه ما هذا البكاء وما هذا الجزع فإنا نسمع الأذان ولا نبكي فبكينا لبكائك؟ قال
ابن عباس رضي اللَّه تعالى عنهما: لو يعلم الناس ما يقول المؤذن ما استراحوا ولا
ناموا، فقيل له أخبرنا ما يقول المؤذن؟ قال إذا قال المؤذن اللَّه أكبر اللَّه أكبر
يقول يا مشاغيل تفرغوا للأذان وأريحوا الأبدان وتقدموا إلى خير عملكم، وإذا قال
المؤذن أشهد أن لا إله إلا اللَّه يقول أشهد أن جميع من في السموات ومن في الأرض من
الخلائق ليشهد لي عند اللَّه يوم القيامة أني قد دعوتكم، وإذا قال أشهد أن محمداً
رسول اللَّه يقول يشهد لي يوم القيامة الأنبياء كلهم ومحمد صلى اللَّه عليه وسلم
عليهم أجمعين إني أخبرتكم في كل يوم خمس مرات، وإذا قال حي على الصلاة يقول إن
اللَّه تعالى قد أقام لكم هذا الدين فأقيموه وإذا قال حيّ على الفلاح يقول خوضوا في
الرحمة وخذوا أسهمكم من الهدى وإذا قال اللَّه أكبر اللَّه أكبر يقول حرمت الأعمال
قبل الصلاة، وإذا قال لا إله إلا للَّه يقول
أمانة سبع سموات وسبع أرضين وضعت على أعناقكم فإن شئتم فأقدموا وإن شئتم
فأدبروا.
وعن النبي صلى اللَّه عليه وسلم أنه قال "إن الرجلين ليقومان في الصلاة وركوعهما وسجودهما واحد وإن ما بين صلاتهما كما بين السماء والأرض" ويقال إنما سمى المحراب محراباً لأنه موضع الحرب: يعني يحارب الشيطان حتى لا يشغل قلبه. وذكر أن حاتماً الزاهد رحمه اللَّه دخل على عصام بن يوسف فقال له عصام: يا حاتم هل تحسن أن تصلي؟ فقال نعم، فقال كيف تصلي؟ قال إذا تقارب وقت الصلاة أسبغت الوضوء ثم أستوي في الموضع الذي أصلي فيه حتى يستقر كل عضو مني، وأرى الكعبة بين حاجبي، والمقام بحيال صدري والله تعالى يعلم ما في قلبي، وكأن قدمي على الصراط: والجنة عن يميني والنار عن يساري وملك الموت خلفي، وأظن أنها آخر صلاتي، ثم أكبر تكبيرة بإخبات وأقرأ قراءة بالتفكر وأركع ركوعاً بالتواضع وأسجد سجودا بالتضرع، ثم أجلس على التمام وأتشهد على الرجاء والخوف وأسلم على السنة، ثم أسلمها بإخلاص وأقوم بين الرجاء والخوف، ثم أتعاهد بالصبر. قال عصام يا حاتم كذا صلاتك؟ قال هكذا صلاتي، قال منذ كم صلاتك على هذا الوصف؟ قال منذ ثلاثين سنة، فبكى عصام وقال ما صليت صلاة من صلاتي مثل هذا قط. وذكر أن حاتماً فاتته الجماعة مرة فعزاه بعض أصحابه فبكى وقال لو مات لي ابن واحد لعزاني نصف أهل بلخ والآن قد فاتني جماعة فما عزاني إلا بعض أصحابي، وأنه لو مات لي الأبناء جميعاً لكانْ أهون عليّ من فوات هذه الجماعة. وقال بعض الحكماء: الصلاة بمنزلة الضيافة قد هيأها اللَّه تعالى للموحدين في كل يوم خمس مرات، كما أن الضيافة يجتمع فيها الألوان من الطعام ولكل طعام لذة ولون فكذلك الصلاة فيها أفعال وأذكار مختلفة لكل فعل ثواب وتكفير للذنوب، ويقال المصلون كثير ومقيموا الصلاة قليل والله تعالى وصف للمؤمنين بإقامة الصلاة فقال {وَالمُقِيمِ الصَّلاةِ} ووصف المنافقين سماهم مصلين فقال {فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ، الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ سَاهُونَ} وفي المؤمنين يقيمون الصلاة وإقامتها إدامتها ومحافظتها لوقتها وتمام ركوعها وسجودها. وقال بعض الحكماء: الناس في حضور الصلاة صنفان خاص وعام، فأما الخاص فيأتي في الصلاة مع الحرمة ويقول باليقين والهيبة ويؤديها بالتعظيم ويرجع مع الخوف. وأما العام فيجيء مع الغفلة ويقوم بالجهل ويؤديها مع الوسوسة ويرجع مع الأمن. وقال بعض الحكماء بالفارسية (كناه كنزا كنده توبة يا ذا كلدوا يدست جانعان وبماز جوق جوق أزين كوته عازان سرين ذبرذحوكا جوك) يعني إذا توضأ مع الوسوسة بغير تعظيم وصلى مع الوسوسة والتفكر في أشغال الدنيا لا يتقبل منه وقال بعض الحكماء: أربعة أشياء قد انغمست في أربعة مواضع وأطلعت رأسها في أربعة أماكن: أولها رضا اللَّه تعالى قد انغمس في الطاعات وأطلع رأسه في بيت الأسخياء. والثاني سخط اللَّه تعالى قد انغمس في الخطايا وأطلع رأسه في بيت البخلاء. والثالث لعيش وسعة الرزق اختفى في المثوبات فأطلع رأسه في بيوت المصلين. والرابع ضيق المعيشة انغمس في العقوبات فأطلع رأسه في بيوت المهاونين بالصلاة. وقال بعض الحكماء: إذا اشتغل الناس بستة أشياء فاشتغلوا أنتم بستة أخرى: أوّلها إذا اشتغل الناس بكثرة الأعمال فاشتغلوا أنتم بحسن الأعمال. والثاني إذا اشتغل الناس بالفضائل فاشتغلوا أنتم بإتمام الفرائض. والثالث إذا اشتغل الناس بإصلاح العلانية فاشتغلوا أنتم بإصلاح السر. والرابع إذا اشتغل الناس بعيوب الناس فاشتغلوا أنتم بعيوب أنفسكم. والخامس إذا اشتغل الناس بعمارة الدنيا فاشتغلوا أنتم بعمارة الآخرة. والسادس إذا اشتغل الناس بطلب رضا المخلوقين فاشتغلوا أنتم بطلب رضا اللَّه تعالى.
وعن النبي صلى اللَّه عليه وسلم أنه قال "إن الرجلين ليقومان في الصلاة وركوعهما وسجودهما واحد وإن ما بين صلاتهما كما بين السماء والأرض" ويقال إنما سمى المحراب محراباً لأنه موضع الحرب: يعني يحارب الشيطان حتى لا يشغل قلبه. وذكر أن حاتماً الزاهد رحمه اللَّه دخل على عصام بن يوسف فقال له عصام: يا حاتم هل تحسن أن تصلي؟ فقال نعم، فقال كيف تصلي؟ قال إذا تقارب وقت الصلاة أسبغت الوضوء ثم أستوي في الموضع الذي أصلي فيه حتى يستقر كل عضو مني، وأرى الكعبة بين حاجبي، والمقام بحيال صدري والله تعالى يعلم ما في قلبي، وكأن قدمي على الصراط: والجنة عن يميني والنار عن يساري وملك الموت خلفي، وأظن أنها آخر صلاتي، ثم أكبر تكبيرة بإخبات وأقرأ قراءة بالتفكر وأركع ركوعاً بالتواضع وأسجد سجودا بالتضرع، ثم أجلس على التمام وأتشهد على الرجاء والخوف وأسلم على السنة، ثم أسلمها بإخلاص وأقوم بين الرجاء والخوف، ثم أتعاهد بالصبر. قال عصام يا حاتم كذا صلاتك؟ قال هكذا صلاتي، قال منذ كم صلاتك على هذا الوصف؟ قال منذ ثلاثين سنة، فبكى عصام وقال ما صليت صلاة من صلاتي مثل هذا قط. وذكر أن حاتماً فاتته الجماعة مرة فعزاه بعض أصحابه فبكى وقال لو مات لي ابن واحد لعزاني نصف أهل بلخ والآن قد فاتني جماعة فما عزاني إلا بعض أصحابي، وأنه لو مات لي الأبناء جميعاً لكانْ أهون عليّ من فوات هذه الجماعة. وقال بعض الحكماء: الصلاة بمنزلة الضيافة قد هيأها اللَّه تعالى للموحدين في كل يوم خمس مرات، كما أن الضيافة يجتمع فيها الألوان من الطعام ولكل طعام لذة ولون فكذلك الصلاة فيها أفعال وأذكار مختلفة لكل فعل ثواب وتكفير للذنوب، ويقال المصلون كثير ومقيموا الصلاة قليل والله تعالى وصف للمؤمنين بإقامة الصلاة فقال {وَالمُقِيمِ الصَّلاةِ} ووصف المنافقين سماهم مصلين فقال {فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ، الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ سَاهُونَ} وفي المؤمنين يقيمون الصلاة وإقامتها إدامتها ومحافظتها لوقتها وتمام ركوعها وسجودها. وقال بعض الحكماء: الناس في حضور الصلاة صنفان خاص وعام، فأما الخاص فيأتي في الصلاة مع الحرمة ويقول باليقين والهيبة ويؤديها بالتعظيم ويرجع مع الخوف. وأما العام فيجيء مع الغفلة ويقوم بالجهل ويؤديها مع الوسوسة ويرجع مع الأمن. وقال بعض الحكماء بالفارسية (كناه كنزا كنده توبة يا ذا كلدوا يدست جانعان وبماز جوق جوق أزين كوته عازان سرين ذبرذحوكا جوك) يعني إذا توضأ مع الوسوسة بغير تعظيم وصلى مع الوسوسة والتفكر في أشغال الدنيا لا يتقبل منه وقال بعض الحكماء: أربعة أشياء قد انغمست في أربعة مواضع وأطلعت رأسها في أربعة أماكن: أولها رضا اللَّه تعالى قد انغمس في الطاعات وأطلع رأسه في بيت الأسخياء. والثاني سخط اللَّه تعالى قد انغمس في الخطايا وأطلع رأسه في بيت البخلاء. والثالث لعيش وسعة الرزق اختفى في المثوبات فأطلع رأسه في بيوت المصلين. والرابع ضيق المعيشة انغمس في العقوبات فأطلع رأسه في بيوت المهاونين بالصلاة. وقال بعض الحكماء: إذا اشتغل الناس بستة أشياء فاشتغلوا أنتم بستة أخرى: أوّلها إذا اشتغل الناس بكثرة الأعمال فاشتغلوا أنتم بحسن الأعمال. والثاني إذا اشتغل الناس بالفضائل فاشتغلوا أنتم بإتمام الفرائض. والثالث إذا اشتغل الناس بإصلاح العلانية فاشتغلوا أنتم بإصلاح السر. والرابع إذا اشتغل الناس بعيوب الناس فاشتغلوا أنتم بعيوب أنفسكم. والخامس إذا اشتغل الناس بعمارة الدنيا فاشتغلوا أنتم بعمارة الآخرة. والسادس إذا اشتغل الناس بطلب رضا المخلوقين فاشتغلوا أنتم بطلب رضا اللَّه تعالى.