(قال الفقيه) أبو الليث السمرقندي رضي اللَّه تعالى عنه وأرضاه: حدثنا
محمد بن جعفر حدثنا إبراهيم بن يوسف حدثنا قبيصة عن سفيان عن الحجاج بن فرافصة عن
مكحول عن أبي هريرة رضي اللَّه تعالى عنه عن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم أنه
قال "من طلب الدنيا حلالا استعفافا عن المسألة وسعيا على أهله وتعطفا على جاره بعثه
اللَّه يوم القيامة ووجهه كالقمر ليلة البدر، ومن طلب الدنيا حلالاً مكاثراً
مفاخراً مرائياً لقي اللَّه تعالى يوم القيامة وهو عليه غضبان" قال: حدثنا حمزة بن
محمد حدثنا أبو القاسم أحمد بن حم عن نصير بن يحيى
قال: حدثنا بعض أصحابنا أن داود
النبي صلوات اللَّه تعالى علي وسلامه كان يخرج متنكرا فيسأل عن سيرته من يراه من
أهل مملكته، فتعرض له جبريل عليه السلام على صورة آدمي، فقال له داود عليه السلام
يا فتى ما تقول في داود؟ فقال نعم العبد هو غير أن فيه خصلة، قال وما هي؟ قال يأكل
من بيت مال المسلمين وما في العباد أحب إلى اللَّه من عبد يأكل من كدّ يده، فعاد
إلى محرابه باكيا متضرعا يقول يا رب علمني صنعة أعملها بيدي تغنيني بها عن بيت مال
المسلمين، فعلمه اللَّه تعالى صنعة الدروع وألان له الحديد حتى كان في يده بمنزلة
العجين، وكان إذا فرغ من القضاء وحوائج أهله عمل درعاً فباعها وعاش هو وعياله من
ثمنها وذلك في قوله تعالى {وَأَلَنَّا لَهُ الحَدِيدَ} {وَعَلَّمْنَاهُ صَنْعَةَ
لَبُوسٍ لَكُمْ لِتُحْصِنَكُمْ مِنْ بَأْسِكُمْ} يعني لتحفظكم من حربكم. قال حدثنا
حمزة بن محمد حدثنا أبو القاسم أحمد بن حم حدثنا نصير بن يحيى حدثنا مكي بن
إبراهيم. عن شيخ عن ثابت البناني رضي اللَّه تعالى عنه قال: بلغني أن العافية عشرة
أجزاء تسعة في السكوت وواحدة في الفرار من الناس، والعبادة عشرة أجزاء تسعة في طلب
المعيشة وواحدة في العبادة. وروى جابر بن عبد اللَّه رضي اللَّه تعالى عنهما عن
رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم أنه
قال "ما فتح الرجل على نفسه باب مسألة إلا فتح اللَّه عليه باب الفقر
ومن يستعفف يعفه اللَّه ومن يستغن يغنه الله،
لأن يأخذ أحدكم حبلا فيعمد إلى هذا الوادي فيحتطب فيه ثم يأتي سوقكم هذا فيبيعه
بمدّ من تمر خيرا له من أن يسأل الناس أعطوه أو منعوه" وعن النبي صلى اللَّه عليه
وسلم أنه قال "عليكم بالبزّ فإن أباكم إبراهيم عليه الصلاة والسلام كان بزازا" وروى
أبو هريرة رضي اللَّه تعالى عنه عن النبي صلى اللَّه عليه وسلم "أن زكريا عليه
الصلاة والسلام كان نجارا" وروى هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضي اللَّه تعالى
عنها أنها قالت: كان سليمان بن داود عليهما السلام يخطب الناس على المنبر وإن في
يده لخوصا يعمل به القفة أو بعض ما يعمل فإذا فرغ ناوله إنساناً وقال اذهب به وبعه.
وقال شقيق بن إبراهيم في قوله تعالى {وَلَوْ بَسَطَ اللَّه الرِّزْقَ لِعِبَادِهِ
لَبَغَوْا فِي الأَرْضِ} إن اللَّه عز وجل لو رزق العباد من غير كسب لتفرغوا
فتفاسدوا ولكن شغلهم بالكسب حتى لا يتفرغوا للفساد، وقال سعيد بن المسيب: لا خير
فيمن لا يجمع المال من حله فيخرج منه حقه ويصون به عرضه، وعن عمر بن الخطاب رضي
اللَّه تعالى عنه أنه قال: يا معشر الفقراء ارفعوا رؤسكم واتجروا فقد وضح الطريق،
ولا تكونوا عيالا عل الناس، وروى العوّام بن حوشب عن أبي صالح مولى عمر رضي اللَّه
تعالى عنهم أنه قال: كان عمر يأمرنا أن نشترك ثلاثة فيجلب واحد ويبيع الآخر ويغزو
الثالث في سبيل اللَّه تعالى. قال العوّام فحدثني أبو صالح ورأيته مرابطا بالساحل
قال: نحن ثلاثة شركاء، وهذه نوبتي في الغزو، قال: وسمعت الفقيه أبا جعفر رحمه
اللَّه تعالى قال: روى عن ابن المبارك أنه قال: من ترك السوق ذهبت مروءته وساء
خلقه، وعن إبراهيم بن يوسف رحمه اللَّه تعالى قال لمحمد بن سلمة عليك بالسوق فإنه
أعز لصاحبه، وعن جابر بن عبد اللَّه رضي اللَّه تعالى عنهما أن النبي
صلى اللَّه عليه
وسلم قال "من غرس غرسا أو زرع زرعا فأكل منه إنسان أو دابة أو طير أو سبع فهو له
صدقة" وعن أنس بن مالك رضي اللَّه تعالى عنه عن النبي صلى اللَّه عليه وسلم أنه قال
"لو قامت القيامة وفي يد أحدكم فسيلة فإن استطاع أن لا يقوم حتى يغرسها فليفعل".
وعن مكحول رضي اللَّه تعالى عنه عن النبي صلى اللَّه عليه وسلم أنه قال "إياكم أن
تكونوا عيابين أو مدّاحين أو طعانين أو متماوتين" يعني أن يجعل نفسه كالميت لا
يشتغل بالكسب. وعن الأعمش عن أبي المخارق قال "كان رسول اللَّه صلى اللَّه عليه
وسلم مع أصحابه إذ مرّ عليهم أعرابي شاب جلد فقال أبو بكر وعمر رضي اللَّه تعالى
عنهما ويحه لو كان شبابه وقوّته في سبيل اللَّه كان أعظم لأجره، فقال رسول اللَّه
صلى اللَّه عليه وسلم: إن كان يسعى على أبوين كبيرين ليعينهما فهو في سبيل الله،
وإن كان يسعى على أولاده الصغار فهو في سبيل الله، وإن كان يسعى على نفسه ليستغني
عن الناس فهو في سبيل الله، وإن كان يسعى رياء وسمعة فهو في سبيل الشيطان".
وعن
ابن عمر رضي اللَّه تعالى عنهما أن النبي صلى اللَّه عليه وسلم أنه قال "إن اللَّه
تعالى يحب كل مؤمن محترف أبا العيال ولا يحب الفارغ الصحيح لا في عمل الدنيا ولا في
عمل الآخرة"
وعن جعفر بن محمد عن أبيه قال "كان النبي صلى اللَّه عليه وسلم يخرج
إلى السوق ويشتري حوائج أهله فسئل عن ذلك فقال: أخبرني جبريل عليه السلام فقال "من
سعى على عياله ليكفهم عن الناس فهو في سبيل الله" وعن أنس بن مالك رضي اللَّه تعالى
عنه "أن رجلا جاء إلى النبي صلى اللَّه عليه وسلم فسأل منه حاجة فقال له رسول
اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم أو ما في بيتك شيء؟ قال بلى يا رسول اللَّه حلس قد
تحرق بعضه ونحن نجلس عليه وننام فيه ونجعل بعضه تحتنا وبعضه فوقنا وقصعة نأكل فيها
ونشرب فيها ونغسل فيها رؤوسنا، فقال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم ائتني بهما
جميعاً فأتاه بهما. فأخذهما رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم بيده وقال من يشتري
هذين؟ فقال رجل أنا آخذهما بدرهم، فقال ألا من يزيد على درهم مرتين؟ فقال رجل آخر
أنا آخذهما بدرهمين، فأعطاهما إياه وقبض الدرهمين ودفعهما إلى الرجل وقال له اشتر
بأحدهما طعاما واحمله إلى منزلك واشتر بالآخر قدوما وائتني به، فأتاه فشد له رسول
اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم عودا بيده ثم قال انطلق واحتطب وبع ولا أراك خمسة عشر
يوما فذهب واكتسب عشرة دراهم فاشترى ببعضها طعاما وببعضها ثوبا، فقال رسول اللَّه
أليس هذا خيراً من أن تجيء يوم القيامة ومسألتك في وجهك نكتة سوداء لا يمحوها إلا
النار" وقال بعض الحكماء لا ينبغي للعاقل أن ينزل بلدا ليس فيها خمسة: سلطان قاهر،
وقاض عادل، وسوق قائم، ونهر جار، وطبيب حاذق. وقيل لبعض الحكماء ما خير المكاسب؟
قال أما خير مكاسب الدنيا فطلب الحلال لزوال الحاجة والأخذ منه لعدة العبادة وتقديم
فضل زاد يوم القيامة" وأما خير مكاسب الآخرة فعلم معمول به نشرته وعمل صالح قدمته
وسنة حسنة أحييتها، قيل وما شر المكاسب؟ قال أما شر مكاسب الدنيا فحرام جمعته وفي
المعصية أنفقته ولمن لا يطيع ربه خلفته، وأما شر مكاسب الآخرة فحق أنكرته حسدا
ومعصية قدمتها إصرارا وسنة سيئة أحييتها
عدوانا أي ظلما".
باب آفة الكسب والحذر عن الحرام
(قال الفقيه) أبو الليث السمرقندي رضي اللَّه تعالى عنه: حدثنا محمد
بن داود حدثنا محمد بن جعفر حدثنا إبراهيم بن يوسف حدثنا أبو حفص. عن سعيد عن قتادة
رضي اللَّه تعالى عنه قال: ذكر لنا أن النبي صلى اللَّه عليه وسلم قال "إن شئتم
لأحلفن أن التاجر فاجر" قال قتادة: وكان يقول صلى اللَّه عليه وسلم "عجبت للتاجر أن
يخلص: يحلف بالنهار ويحسب بالليل".
(قال) حدثنا حمزة بن محمد حدثنا أبو القاسم
أحمد بن حم عن نصير بن يحيى قال: بلغنا عن بعض أهل العلم أنه قال: لا يقوم الدين
والدنيا إلا بأربعة: العلماء، والأمراء، والغزاة، وأهل الكسب.
(قال الفقيه) رحمه
اللَّه تعالى: سمعت بعض الزهاد يفسر هذا الكلام فقال: أما الأمراء فهم الرعاة يرعون
الخلق، وأما العلماء فهم ورثة الأنبياء وهم يدلون الخلق إلى الآخرة والناس يقتدون
بهم، وأما الغزاة فهم جند اللَّه على الأرض لقمع الكفار ولأمن المسلمين، وأما أهل
الكسب فهم أمناء اللَّه تعالى لمصلحة الخلق، ثم قال: الرعاة والعلماء يقتدي بهم
الخلق، والغزاة إذا ركبوا للفخر والخيلاء وخرجوا للطمع فمتى يظفرون بالعدّو؟ وأما
أهل الكسب إذا خانوا الناس فكيف يأمن بهم الناس؟ قال بعض الحكماء: إذا لم يكن في
التاجر ثلاث خصال افتقر في الدارين جميعا: أولها لسان نقي من ثلاثة من الكذب واللغو
والحلف، والثاني قلب صاف من ثلاث من الغش والخيانة والحسد، والثالث نفس محافظة
لثلاث الجمعة والجماعات وطلب العلم في بعض الساعات وإيثار مرضاة اللَّه تعالى على
غيره.
وعن عليّ بن أبي طالب كرم اللَّه وجهه أنه قال: التاجر إذا لم يكن فقيها
ارتطم في الربا: يعني غرق في الربا، ثم ارتطم ثم ارتطم. وعن عمر بن الخطاب رضي
اللَّه تعالى عنه أنه قال: من لم يتفقه في الدين فلا يتجرنّ في أسواقنا. وقال سفيان
الثوري رضي اللَّه تعالى: لا تنظرنّ إلى زي أهل السوق فإن تحت ثيابهم ذئابا. وقال
سفيان أيضاً: إياكم وجيران الأغنياء وقراء الأسواق، وعلماء الأمراء. وعن محمد بن
شمال رضي اللَّه تعالى عنه أنه السوق فقال: يا أهل السوق سوقكم كاسد، وبيعكم فاسد،
وجاركم حاسد، ومأواكم النار. وعن ابن عباس رضي اللَّه تعالى عنهما أنه قال: كسب
الحلال أشدّ من نقل الجبل إلى الجبل. وعن يونس بن عبيد رضي اللَّه تعالى عنه أنه
قال: ما أعلم اليوم شيئا أقلّ من درهم طيب ينفق، وأخ يسكن إليه في الإسلام، وعامل
يعمل على السنة، وما يزدادون إلا قلة، ولو وجدنا درهما من الحلال لاستشفينا به
مرضانا. وقال معاذ بن جبل رضي اللَّه تعالى عنه: "ما من عبد إلا ويعرض على اللَّه
يوم القيامة فلا تزول قدماه حتى يسأل عن أربع خصال: عن جسده فيم أبلاه، وعن عمره
فيم أفناه، وعن علمه كيف عمل به، وعن ماله من أين اكتسبه وأين أنفقه؟". وقال بعض
الحكماء المنافق ما أخذ من الدنيا يأخذ من الحرص ويمنع بالشك وينفق بالرياء،
والمؤمن البصير يأخذ بالخوف ويمسك بالشكر وينفق خالصا لوجه اللَّه تعالى. وقال يحيى
بن معاذ الرازي رحمه اللَّه تعالى: الطاعة مخزونة في خزائن اللَّه تعالى ومفتاحها
الدعاء وأسنانها لقمة الحلال. وعن ابن شبرمة رحمه اللَّه تعالى قال: العجب ممن
يحتمي من حلال مخافة الداء فكيف لا يحتمي بالحرام مخافة النار.
وروى ابن الزبير
عن جابر رضي اللَّه تعالى عنهما عن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم أنه قال "يا
أيها الناس إن أحدكم لن يموت حتى يستكمل رزقه فلا تستبطئوا الرزق فاتقوا اللَّه
وأجملوا
في الطلب فخذوا ما حلّ لكم وذروا ما حرّم الله" وقال الحكيم: الناس في
الكسب على خمس مراتب: منهم
من يرى الرزق من اللَّه تعالى ومن الكسب فهو مشرك، ومنهم من يرى الرزق من اللَّه
تعالى ولا يدري أيعطيه أم لا فهو منافق شاك، ومنهم من يرى الرزق من اللَّه تعالى
ولا يؤدي حقه ويعصى اللَّه تعالى فهو فاسق، ومنهم من يرى الرزق من اللَّه تعالى
ويرى الكسب سببا وأخرج حقه ولا يعصى اللَّه تعالى لأجل الكسب فهو مؤمن مخلص". وروى
عن زيد بن أرقم رضي اللَّه تعالى عنه أنه قال: كان لأبي بكر الصديق رضي اللَّه
تعالى عنه غلام يأتيه كل ليلة بغلته طعاما يأكله، وكان أبو بكر رضي اللَّه تعالى
عنه لا يأكله حتى يسأله من أين اكتسبه ومن أين أصابه. قال: جاء ذات ليلة بطعام فضرب
يده إليه فأكل لقمة من غير أن يسأله، فقال الغلام قد كنت تسألني كل ليلة غير هذه
الليلة فإنك لم تسألني؟ قال ويحك الجوع حملني، ويحك أخبرني من أين جئت به؟ قال كنت
رقيت لأناس في الجاهلية فوعدوني عليه عدة فرأيت عندهم وليمة فذكرتهم وعدهم الذي
وعدوني فأعطوني هذا الطعام، فاسترجع أبو بكر رضي اللَّه تعالى عنه عند ذلك ثم أخذ
يتقيأ فكابد وجاهد نفسه أن ينزع اللقمة من بطنه فلم يقدر حتى اخضرّ واسودّ من الجهد
فلم يقدر، فلما رأوا ما يلقي من المعالجة، قالوا لو شربت عليه قدحا من ماء فأتى بعس
من ماء فشرب ثم تقيأ فما زال يعالج نفسه حتى نبذها، فقالوا هذا من أجل هذه اللقمة.
قال إني سمعت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم يقول "إن اللَّه تعالى حرّم الجنة
على كل جسد تغذى أو غذي بحرام".
(قال الفقيه) رحمه الله: من أراد أن يكون كسبه طيبا فعليه أن
يحفظ خمسة أشياء: أوّلها أن لا يؤخر شيئا من فرائض اللَّه تعالى لأجل الكسب ولا
يدخل النقص فيها. والثاني لا يؤذي أحد من خلق اللَّه تعالى لأجل الكسب، والثالث أن
يقصد بكسبه استعفافا لنفسه ولعياله ولا يقصد به الجمع والكثرة. والرابع أن لا يجهد
نفسه في الكسب جدا. والخامس أن لا يرى رزقه من الكسب ويرى الرزق من اللَّه تعالى
والكسب سببا. وروى عن النبي صلى اللَّه عليه وسلم أنه قال "من اكتسب مالا من مأثم
فتصدق به أو وصل به رحما أو أنفقه في سبيل اللَّه تعالى جمع ذلك كله وألقى في
النار". وروى عن عمران بن الحصين رضي اللَّه تعالى عنه أنه قال: لا يقبل اللَّه حج
رجل ولا عمرته ولا جهاده ولا صدقته ولا إعتاقه ولا نفقته من ربا أو رشوة أو خيانة
أو غلول أو سرقة، ثم قال الخمس بالخمس. وعن ابن مسعود رضي اللَّه تعالى عنه أنه
قال: قال النبي صلى اللَّه عليه وسلم "لا يكسب عبد مالا حراما فيتصدق به فيؤجر
عليه، ولا ينفق منه فيبارك له فيه، ولا يتركه خلف ظهره إلا كان زاده إلى النار، وإن
اللَّه تعالى لا يمحو السيء بالسيء، ولكن يمحو السيء بالحسن" وعن الحسن البصري رحمه
اللَّه أن النبي صلى اللَّه عليه وسلم قال "إنما المال مال جالب وشر تجاركم
المقيمون بين أظهركم الذين يمارونكم وتمارونهم وتحالفونهم ويحالفونكم" وسئل النبي
صلى اللَّه عليه وسلم عن أطيب الكسب قال "عمل الرجل بيده وكل بيع مبرور الذي لا
شبهة فيه ولا خيانة" وعن قتادة رضي اللَّه تعالى أنه قال: كان يقال التاجر الصدوق
تحت ظلّ العرش يوم القيامة.